حينما يجلس الشيخ كرم الله يقوم بتحضير قهوة خضراء محمصة على الفحم مع الحبهان والزنجبيل أو”الجَبَنَة” كما يطلقون عليها، لتؤنس جلساتهم. “ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻗﺴﺎﻳﺔ .. ﻋﻴﻮﻧﺎ ﺑﻜﺎﻳﺔ… ﺍﺟﻤﻌﻨﺎ ﻳﺎﺭﺑﻰ ﻧﺤﻘﻖ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ … ﻟﻮ ﻓﺘﻮ ﻭﺍﺩﻳﻨﺎ ﻗﺎﻳﻠﻴﻦ ﺑﻨﻨﺴﺎﻛﻢ” (الغربة قاسية .. عيوننا باكية .. اجمعنا يا رب لنحقق الغاية .. لو خرجتم من وادينا لظننتم اننا سننساكم) يتغنى الشيخ بهذه الكلمات وهو يتذكر وراثة مشيخة العبابدة في منطقة وادي خريت من والده، كما ورث عن العبابدة أجمعهم بشرتهم الصلدة الداكنة، وملامح حفرتها الجبال وطبعت فيها الصحراء تضاريسها. نظرات العبابدة حادة كالصقور التي اعتادوا اصطيادها، وبنيتهم قوية رغم صغر أجسامهم.
