Croissant rouge tunisien 3

من يقدر على محاسبة جمعية الهلال الأحمر التونسي بعد ما اصطفاها الرئيس؟

تواجه جمعية الهلال الأحمر التونسي التي يتجاوز عمرها أكثر من نصف قرن، مصير تعليق نشاطها أو ربما حلها وفق مرسوم الجمعيات، بسبب امتناع المنظمة التي تتمتع بدعم مالي سنوي من وزارة الصحة يقدر بمائة ألف دينار، عن القيام بتدقيق مالي لحساباتها وفق ما ينص عليه الفصل 43 من المرسوم ذاته.

تحقيق: خسوف الهلال الأحمر التونسي

واجه ميكاييل*، طالب لجوء عشريني من الكامرون، التشرد في أوج أزمة كورونا في تونس. ولم يجد المساعدة سوى من بعض من سماهم بفاعلي الخير. وكانت أقصى طموحاته آنذاك الحصول على ثمن سروال داخلي وبعض الأكل، بعد أن آوته مهاجرة غير النظامية في منزلها في الوقت الذي تخلت فيه منظمة الهلال الأحمر التونسي عن القيام بدورها الأصلي والتاريخي، أي العمل الإنساني الموجه لطالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين. باستثناء بعض الأنشطة التي تحاول الفروع المحلية القيام بها عن طريق تبرعات لا ميزانية خاصة بطالبي اللجوء أو المهاجرين غير النظاميين، أصيبت نشاطات الهلال الأحمر بشلل خلف فراغاً زاد من هشاشتهم وتردي أوضاعهم. والسبب، خلافات داخلية واتهامات بالفساد وسوء التسيير.