Society 477

نواة °360 – الحلقة #8 – بحار المرسى

يمارس راشد، 57 سنة، الصّيد البحري بالطرق التقليديّة في شاطئ المرسى، أحد أهمّ المحطّات السياحيّة في تونس الكبرى. وهو يقطن بهذه المنطقة منذ طفولته ويعيش بين منازلها الفاخرة. حاول راشد بعث مشروع خاصّ حين عودته من الخارج، ولكنّه جوبه بالعراقيل البيروقراطية، فسلك طريقا أخرى وعرة، هي طريق الصّيد البحري.

نواة °360 – الحلقة #7 – العاملات الفلاحيات

تبدي بعض النساء العاملات في الحقول تذمّرا من العمل بأجر زهيد لا يتجاوز 12 دينارا عن كلّ يوم عمل. ولكنّهن يُبدين في المقابل تعاطفهنّ مع المؤجّر، الّذي يتكبّد بدوره خسائر بسبب شراء المبيدات والأسمدة وخلاص أجور سائقي شاحنات نقل العاملات. هنّ لا يطلبن سوى العيش بكرامة في ظلّ تضخّم الأسعار وينتقدن السّلوك السّلبي للعازفين عن العمل اليدوي والفلاحة الجاهدة. ويسردن روتينهنّ اليوميّ بشكل يجمع بين الرّضا والأمل في غد أفضل، مبديات فخرهن بالعمل في الحقول بعيدا عن صخب المدينة وضغطها.

نواة °360– الحلقة #6 – الفخارجي

اختار نصر الدّين دغفوس ذو الثلاثين سنة أن يفتح ورشته الخاصّة لصناعة الفخّار وبيعه بدلا من العمل كأجير لدى الغير. يؤمن نصر الدّين بفنّ الخزف وبقدرته على اكتساح السّوق الداخليّة والعالميّة، رغم العراقيل الإدارية وغياب المساندة والمرافقة المهنية من ديوان الصناعات التقليديّة. يتحدّث الشابّ بشغف عن مراحل إعداد التّحف والأواني الخزفيّة، منذ صقلها وتشكيلها إلى حدّ تزويقها ووضعها في الفرن، مُبديا المفارقة بين ما تلقّاه نظريّا من صناعة الخزف، وبين متطلّبات السّوق وخصوصيّات الحرفة

نواة °360 – الحلقة #5 – سائق التاكسي

يشتغل حسن سائق تاكسي منذ سنة 2006، ثمّ أصبح صاحب سيارة أجرة ويشتغل لحسابه الخاصّ بعد ثلاث سنوات. يتحدّث حسن عن الصعوبات الّتي تعترض أصحاب سيارات الأجرة، خاصّة فيما يتعلّق بارتفاع تكلفة تسويغ رخصة استغلال سيارة الأجرة، حيث تتراوح بين 6 و8 آلاف دينار، ليتضاعف ثمنها بعد أكثر من عشر سنوات، وهي تكلفة مشطّة تُضاف إلى نفقات مصاريف شراء السيارة وسداد أقساطها، وصيانة السيارة. ويتحدّث حسن وراء مقود سيّارته عن الفساد في إسناد الرُّخص، وعن شروط استغلال سيّارات الأجرة، وعن وفود الدخلاء على القطاع واستحواذهم على الرّخص.

نواة °360 – الحلقة #3 – الخباز

إنطلاقاً من الرابعة صباحا، يشرع عمّ حسن في عمله بالمخبزة، مدفوعا بشغفه بهذه الحرفة الّتي بدأ يمارسها منذ كان عمره 13 سنة. حين يؤدّي هذا الخبّاز عمله، لا يغفل عن تمثّلات الخبز في المخيال الشعبي، باعتباره “نعمة ربّي” وسببا لسعي الناس للرزق وتأمين الغذاء. هذه الإسقاطات تدفع عمّ حسن إلى التذمّر من تبذير الخبز وهدره وعدم تقدير المستهلكين لقيمته وللجهد المبذول في إعداده. ويُلمّح إلى رفع الدّعم عن القمح والخبز حتّى يدرك المستهلك قيمة هذه المادّة الغذائيّة.

كوفيد-19 في القيروان: عندما يترصد الموت على الأسفلت

“اتصلت بداية بالإسعاف الطبي (samu) لنقل أمي للمستشفى، أجابوني بأنه لا يتوفر لديهم سيارة إسعاف. بعد إلحاح، طلبوا مني الاتصال بسيارة أجرة. عند الاتصال، لم يقبل أي من التاكسيات نقلها. اتصلنا بمؤسسة خاصة طلبوا منا 200 دينار لنقلها من وسط المدينة لمستشفى ابن الجزار، وبقينا قرابة الساعتين مرميين على قارعة الطريق لولا وقوف سيارة يقودها فاعل خير وضع أمي في مؤخرة العربة وانطلقنا بها للمستشفى”، هذا ما أخبرنا به محمد بحسرة وغضب داخل قاعة الانتظار بالاستعجالي، قبل أن تلتحق به شقيقته لتكمل لنا باقي قصة العائلة التي مرض جميع أفرادها بالكوفيد وعندما أرادوا الحصول على الدواء من مستوصف بالقيروان، “ما عندنا حتى حربوشة هنا”، هكذا أجابوهم.

القيروان-كوفيد-19: الكارثة الإنسانية في صور وأرقام

يشهد الوضع الوبائي تدهورا حادّا في ولاية القيروان، حيث وصلت نسبة العدوى بفيروس كوفيد-19 54%. وبلغ عدد الحالات الايجابية اليوميّة 191 إصابة مع تسجيل 5 حالات وفاة بتاريخ 27 جوان الجاري، في حين وصل معدل الوفيات اليومية لـ20 حالة الأيام الماضية، حسب وزارة الصحة. ورغم تركيز مستشفى ميداني لاحتواء المرضى من حاملي الفيروس، إلا أنّ ذلك لم يوقف عمليات نقل المصابين لمستشفيات جهوية أخرى. 80 مريضا وُجِّهوا لسوسة و100 لصفاقس، بسبب النقص الفادح في عدد أسرّة الإيواء وأسرة الإنعاش والنقص في الإطار الطبي وشبه الطبي.

قضية الجدة محرزية: من ذكريات ورد أريانة إلى حاضر شوك الإستطباق

في قلب مدينة أريانة، على بعد بضعة أمتار من مقام حارس المدينة سيدي عمار، تقع مجموعة من المنازل بنيت على الطراز القديم: سقيفة وصحن وطابق يسمى “العلي”. بيعت بعض تلك المنازل وتحولت إلى بنايات عصرية بطوابق كثيرة، في حين ما تزال أخرى تقاوم إما السقوط أو مشاريع لتحويلها لعمارات تشبه “طوابع سكر متراصة”. هذا ما يعبر عليه بظاهرة الإستطباق.

الحاجة محرزية بلا سكن: “الدولة عمرها ما خمّمت في الفئات الضعيفة”

تخوض رانية مجدوب وعدد من متساكني نهج سيدي عمّار بأريانة، منذ أسبوع، اعتصاما مفتوحا أمام منزل جدّتها محرزية الطرابلسي الّذي عاشت فيه طيلة 70عاما بعد أن استعان صاحب محلّ السّكنى بالقوّة العامّة لطردها من المحل. وبصرف النّظر عن الجانب القانوني والعقاري في القضية، أثارت رانية نقطة مهمة لـ”نواة” عن سعي الدّولة لتحويل الحي بأكمله، شيئا فشيئا، من حيّ سكني إلى حيّ تجاري تستغلّه لكراء المحلاّت وبعث المشاريع التجارية. كما كشفت لنا عن وجود تمييز اجتماعي في إعادة توزيع متساكني الحي في مناطق سكنية أخرى.