من الدّكتاتوريّة المحليّة إلى الحكم المُعولم

يسعى هذا المقال إلى تحسّس وجوه التّباين بين ثلاث توجّهات للخطاب والعمل السّياسيّين بدءًا بالنّظر في اختلاف أشكال تجاوب القوى الأجنبيّة الغربيّة مع ثورات الرّبيع العربي وصولا إلى إنفاذ المخطّط الذي أسميته مخطّط الحكم المعولم.

محاصصة دوبلاكس.

الصّراع على السلطة في تونس هو بطل الملحمة السّياسية التي جرت في الخطاب أكثر ممّا جرت في الواقع. منذ أن اعتلت التّرويكا سدّة الحكم دخلت لعبة الشّطرنج مرحلة محاصرة الملك. ضُيّق الخناق على الثّورة عندما اكتشف النّهضويّون ذلك التّكتيك المتنافر مع روح الثّورة: صهر النّظام البائد وتذويبه في النّهضة.

شعار “الإسلام هو الحلّ” بين المُمانعة والمُطاوعة

برسوخ سؤال المصير بعد هزّات قوميّة دينيّة عنيفة منها النّكبة والنّكسة وحربا الخليج الثّانية والثّالثة ومذابح فلسطين اليوميّة، صار من الطّبيعي أنْ نرى ركونا غير مسبوق إلى الهويّة وأسئلتها الحارقة. الهويّة ديناميّة. هذا أمر أصبح مسلّما به. ولكنّ حدودها غير متّفق عليها. “من نحن”؟ كلّ ما يعتمل الآن في الوطن العربي والعالم الإسلامي ترجمة بأشكال متباينة لهذا السّؤال العميق. الحلّ الذي لم يوجد بعدُ لمعادلة الهويّة يجب أن يكون ناتجا عن حركة فكر عنيفة تخرج من أرضيّة “السّلف” العربي والغربي إلى آفاق ورؤى أرحب أساسها إقرار الهويّة التّعدديّة. اتّخذت الثّورةُ في تونس مهادِ الرّبيع العربي شكلا توافقيّا بعيد المدى على توصيف الواقع القائم بالدّكتاتوريّة وبالحاجة إلى التّجاوز والتّغيير.

ظاهرة النّقاب بين المظهر والجوهر

بقلم عماد محنان – يُنظر إلى النّقاب من قبل دُعاته على أنّه أحد مظاهر النّهل من المنابع الصّافية. وذلك رغم خلافيّة شرعيّة النّقاب. فالمرأة المنقّبة تستعيد صورتها من خلال النّقاب بصفتها “الجوهرة المكنونة”. ويجد ذلك التّصوّر الأخلاقويّ بعض مسوّغاته في اعتبارات هي أيضا أخلاقويّة لفرط مجازيّتها شأن فكرة “زنا العين”. رغم أنّها فكرة، عند تحليلها تكشف بوضوح عن أنّها فكرة ممتنعة التّصوّر في واقع يسود فيه ارتداء النّقاب. إذْ ما مشروعيّة قاعدة “غضّ البصر” مع التّنقّب. بل إنّ هذه القاعدة توقع التّبعة الأخلاقيّة والجزائيّة على الرّجل في المقام الأوّل.

الخلع الوظيفي والعمل القولي : Dégage

الخلع الوظيفي والعمل القولي : Dégageالخلع إنباء عن حالة تجدّد اجتماعي. إنّه تجسيم للقطيعة وللخلاص من مشروع مجتمعي أثبت عدم تماشيه مع تطلّع المجتمع في مرحلة تاريخيّة معيّنة. تشتغل آليّة الخلع إذن من منطلقات وظيفيّة مدنيّة وسياسيّة ونفسيّة. من النّاحية الوظيفيّة المدنيّة يعتبر المسؤول موضوع الخلع عائقا أمام التّجدّد المجتمعي بوصفه أداة من أدوات المشروع المجتمعي القديم. فمنظومة سلوكه منمّطة وفق برنامج أخلاقي إداري تواصلي لم يعد مقبولا اجتماعيّا. ومن النّاحية السّياسيّة يُعتبر عونا على تنفيذ أجندة سياسيّة محكوم عليها اجتماعيّا بالفشل ومدانة ومطلوب تجاوزها.

عبارة “ما بعد الثّورة” : سموم الخطاب

بقلم عماد محنان – الحديث عن “تونس ما بعد الثّورة” بوصفها تونس الرّاهنة. العبارة مبهمة ولا يضبطها إلاّ تواضع غير دقيق. فلا نكاد بهذا الفهم الغائم نميّز حيّزا زمنيّا للثّورة لكي نعلم متى بدأ زمن “ما بعد الثّورة”. من الواضح أنّ المقصود هو تحقيب اعتباطي يفصل الفترة الممتدّة من 17 ديسمبر 2010 إلى ما بعد 14 جانفي 2011 بشهر واحد أو شهريْن على أقصى تقدير عمّا تلاها. ولكنّنا إذا دقٌّقنا النّظر وجدنا أنّ العبارة تُستعمل دالّة على الفترة التي كان منطلقها تقليد حكومة الباجي قايد السّبسي مقاليد الحكم بصفة مؤقّتة.

سُبل تجاوز أزمة ما بعد الانتخابات في تونس: الإشهاد الشّعبي

بقلم عماد محنان – إنّ المرحلة الرّاهنة تشهد مفاوضات عسيرة جدّا لتشكيل الحكومة بين أطراف يُفترض وجود قواسم مشتركة بينها كافية للإيحاء بالتّجانس ووجود الثّقة المتبادلة. تصوّرنا في البداية أنّ أكبر المخاطر التي تتهدّد نجاح المجلس الوطني التّأسيسي في مهامّه ومن أوّلها تشكيل الحكومة تتلخّص في احتماليْن لا غير: الأوّل هو احتمال حصول حالات تجاوز فادحة تسفر عن تزوير مقنّع يسمح بمرور نسبة لا يمكن تجاهلها من رموز العهد السّابق وأتباعهم. والثّاني إسفار الانتخابات عن مجلس وطني تأسيسي ذي بنية فسيفسائيّة لا يمكن أن تهتدي إلى سبل التّواصل والحوار فضلا عن التّوافق.

Inscrivez-vous

à notre newsletter

pour ne rien rater de nawaat.org