moslem-Kasdallah-3
جريح الثورة مسلم قصد الله

مسلم قصد الله، شاب في الرابعة والعشرون من عمره، جريح الثورة التونسية 2011، تم بتر ساقه اليمنى سنة 2012، قضى شهر جويلية 2013 في مستشفى الرازي بمنوبة و حاول خلالها الإنتحار.

مسلم إختار أن يكون لقاءنا معه خارج جدران مستشفى الرازي، حدد الموعد وإجتمعنا به في إحدى المقاهي بشارع الحبيب بورقيبة.

كان برفقة أصدقائه، قابعا على كرسي متحرك، قسمات وجهه ترفع راية التوتر والإظطراب، تبادلنا كلمة “لاباس” التي إهترء معناها في عيناه، غابت الإبتسامة عن وجهه، سارع بأخذ السيجارة، أوقدها ليتشاركا الإحتراق، طأطأ رأسه قائلا “أنا مدمر، أي مستقبل ينتظرني، أصبحت جزءا من كرسي مقيت، مازلت شابا شابا.”

مسلم يصمت، يحدق بالحائط، يتجنب النظر إلينا، تكلم صديقه فوزي ليدلي بمعلومات عنه:

تم إهمال الحالة الصحية لمسلم فترة تواجده في مستشفى بقطر، عاد لتونس و بترت ساقه اليمنى التي سكنت فيها رصاصة غادرة ليلة 15 جانفي 2011، حاول إكمال العلاج بفرنسا على نفقة متطوع، حتى عائلته لا تقوى على مساعدته، الوالدان أثناهما المرض عن زيارة إبنهما في مستشفى الرازي وا لأخ متزوج و منشغل بتحصيل لقمة عيش أسرته …

في الأثناء، كان مسلم يهز برأسه ليؤكد ما يقوله صديقه فوزي، فجأة يتشنج، يصرخ ضاربا بيده الكرسي ”أنا مسلم الشاب ‘الثائر، البطل، أعاتب كل من أمهلني ثم أهملني و هم كثر، في المقام الأول السيد سمير ديلو وزير حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية، ثم يأتي دورالصحافيين …نعم الصحافيين غيبوني متعمدين ذلك، لأن كل مؤسسة إعلامية موالية لطرف سياسي يستغلوننا لدعايتهم الإنتخابية وقت اللزوم، أما المواقع الإلكترونية على صفحات الفايسبوك فقد تناقلت خبر محاولة إنتحاري لكنها لم تزرني في مستشفى الرازي، لم تسلط الضوء على حزني و خيبة أملي في القضاء التونسي …الرصاصة …ضربة خطأ …أقفل المحضر…”

نظرات مسلم تتفادانا، لتستقر من جديد على حائط المقهى، يخيم الصمت على الجميع، يقترب منا شاب، يتبادل التحية مع الحضور، يعرف بنفسه : “يسري زرلي، جريح الثورة،.”

مسلم يقول ” أنا أشكر كل من ساندني ماديا أو معنويا”.

في أخر اللقاء، قلت ليسري زرلي “تكلم” فهز برأسه كإشارة “لا”.

جريح الثورة مسلم قصد الله

كتب جريح الثورة مسلم قصد الله على صفحته :

اود ان تصل هذه الصورة لمن وعدنا بالقصاص و الوقوف الى جانبنا لكن حالما بلغ مبتغاه نسي وعوده حقا فالصعود الى القمة يجعلك تدوس على من استندت عليه لتصعد .. هاته الجروح التي لم تلتئم شبيهة باقوالكم التي لم تتحقق