قمت صباح يوم الخميس 31 ماي بمكالمة اخ الجريح حسن السعيدي بعد ما رأيت ما وقع تداوله على شبكة الفايسبوك من خبر وفاته مع العلم انه وقع مدي برقم هاتفه منذ مدة من قبل جريح اخر و وعدت بمكالمته و تنظيم مقابلة معه كي اتعرف عليه اكثر و كي احاول مساعدته بشتى الطرق المخولة لدي كأي مكون من مكونات المجتمع المدني التي تسعى الى مد يد المساعدة لجرحى الثورة و الى الدفاع عن حقوقهم المشروعة من تكفل الدولة بعلاجهم و الاحاطة بهم نفسيا و اجتماعيا و انصافهم في العدالة.

علما و انه حسب ما وقع مدي به من معلومات من قبل الهالك نفسه اللذي قمت بمكالمته منذ أشهر في اطار البحث  الذي كنت اقوم به لجمع المعلومات حول جرحى الثورة  فان الاخوين حسين النفزي و حسن السعيدي (اللذي توفي منذ يومين) كانا قد تعرضا للعنف الشديد من قبل اعوان امن اثناء مشاركتهما في اعتصام ألقصبة1 . وإثناء تلك المكالمة التي قمت بها على ما اظن خلال شهر سبتمبر 2011 فهمت ان الاخوين يحتاجان الى المتابعة الصحية و كذلك النفسية و يحتاجان كذلك حسب ما ورد في شهادة الهالك الى المساعدة المالية.

قمت اذاك بادراجهما ضمن قائمة اولية مستعجلة اعطيتها للمكلفين بملف الجرحى لدى الجهات الرسمية المعنية بالأمرعندما طلبوا مني ذلك في موفى شهر ديسمبر تقريبا ( و لا زلت احتفظ بتاريخ المراسلات الالكترونية التي قمت ببعث

لا ادري ان وقع مد يد المساعدة لهما ام لا. و لكنني احس بالتقصير لأنني لم اتابع بعد ذلك ملفهما بنفسي ضانة انه سيقع دراسة حالتهما من قبل من وعدو بذلك و من قبل ممثلين عن الدولة الجديدة : دولة الثورة….

اكد لي اخ الفقيد صباح اليوم خبر موته و حكى لي عن الملابسات الخطيرة التي اضطرته الى اخذ كمية كبيرة من المسكنات التي يتعاطاها منذ فترة من جراء العنف الجسدي و اللفظي الذي تعرض له على خلفية احداث القصبة 1 و بالتحديد يوم 29 جانفي 2011 و الذي تكرر مؤخرا في احدى مراكز شرطة تونس العاصمة.

لن ابحث عن المسببات و لن انظر في الملابسات لان ذلك ليس من مشمولاتي فلست سوى مواطنة عادية امنت بقضية عادلة و حرصت او حاولت ان احرص على حلها و لكنني الى حد الان اصبت قليلا و احيانا و فشلت كثيرا كما فشل ا لجميع…

اسأل الله ان يتغمده برحمته و اتقدم لعائلته باحر التعازي و اتاسف على الثورة و على شهداءها و جرحاها………..