* في مسألة اللصوص المُؤدّبين . . و اللصوص قليلي الأد

بوفائها المعهود لعاداتها اللّصوصية المألوفة التي لا تأتيها إلاّ في جنح الظلام ، تسرّبت الأيادي العابثة للبوليس السياسي لنظام المدعو زين العابدين بن علي فجر أمس الإثنين2 أفريل إلى منزل الأستاذ الفاضل عبد الرؤوف العيادي نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بمدينة منوبة بعد تسوّر سورالمنزل ، لتتوجّه هذه الأيادي الآثمة إلى سيارة السيدة الفاضلة زوجة الأستاذ العيادي وتُهشمّ دون هوادة زجاج السيارة و تُلحق بها أضرارا أخرى ، و بغرض التمويه وقعت سرقة جهاز راديو كاسات السيارة و قفلت بعد ذلك هذه الأيادي راجعة من حيث أتت ، لتستفيق عائلة الأستاذ من الغد على آثار الإعتداء الذي تمّ 24 ساعة فقط بعد إحتفاء الأستاذ العيادي وعائلته وعدد من فرسان المجتمع المدني التونسي بخطوبة كريمته مساء السبت .

قلت إنّ أيادي البوليس السياسي قامت بسرقة جهاز راديو الكاسات للتمويه لا غير ، و أنا أعني فعلا ما أقول ، فقد عاينّا جميعا نحن زوّار الأستاذ عبد الرؤوف في منزله في أكثر من مناسبة كيف أن أعوان أمن الدولة (و الأسلم أن يسمّوهم أعوان رُعب الدولة) مُرابطين في الصباح كما في المساء أمام المنزل و كذلك يوم الأحد وفي العطل والأعياد ، والأمر نفسه ينسحب على مكتبه بنهج شارديغول حيث لا يهدأ لهم جفن .

فكيف بالله عليكم يجوز أن نُصدّق أن جهة أخرى غير البوليس السياسي هي التي فعلتها هذه المرّة و الحال أنّ الأعوان المرابطين لا يغادرون المكان أصلا مثلما رأيناهم مرارا و تكرارا ؟ فهل أمكن لهؤلاء العسس أن يروا راضية النصراوي و أم زياد و سليم بوخذير و فتحي الجربي و آخرين حين زاروا الأستاذ عبد الرؤوف مع أن الزيارات تتم في بعض الأحيان في ساعة متأخرة ، و في المقابل لم يكن بإمكانهم أن يروا اللصوص الذين تسوّروا المنزل ؟ و هل هناك لصّ “مختصّ” في الراديو كاسات يُجشّم نفسه عناء تسوّر المنزل و كسر سيارة بداخله من أجل راديو كاسات و الحال أن سيارات باقي الجيران مرابطة في الشارع و لا تحتاج إلى التسوّر ؟.

و حتّى لا ننسى ، نُذكّر أن سيارة الدكتور فتحي الجربي القيادي بحزب المؤتمر قد تعرّض محركها إلى الإتلاف على يد نفس الجهة الآثمة منذ أيام بوضع كميات من التراب فيه ، و ذلك أياما فقط بعد مشاركته في الحوار المثمر الذي تمّ بين ممثلي الأحزاب التونسية و ممثلي الكتلة الإشتراكية في البرلمان الأاوروبي منذ أيام ، كردّ من حكومة البعير التي تحكمنا على ما تحلّى به تدخّل الدكتور الجربي يومها من قدرة على الإقناع و دقّة في تشخيص أسقام الوطن على يد الشابع من نوفمبر . .

و حتّى لا ننسى أيضا ، فقد سبق أن فعل النظام الفعلة نفسها مع الأستاذ العيادي نفسه حيث أتلفوا محرك سيارته بالوسيلة نفسها (أعني التراب) أيام كان رئيس الحزب الدكتور المرزوقي محاصرا في بلده تونس . .

و حتّى لا ننسى أيضا ، نُذكّر بمسلسل الإعتداءات المُتكرّرة بواسطة الخلع والسطو على مكتب الأستاذة راضية النصراوي رئيسة جمعية مناهظة التعذيب ، وكذلك نُذكّر بحكاية السيارتين اللّتيْن سرقتهما نفس الأيادي الآثمة في جُنح الظلام للأخ العزيز السيد عمر المستيري منذ سنوات عقابا له على نشاطه المعادي لعهد الظلام في تونس .

و نُذكّر أيضا ، بسرقة سيارة الدكتور المرزوقي نفسه منذ سنوات ، مع العلم أنّكم إلى الآن يا نظام الشابع من نوفمبر لم تُعرّفونا بمصير سيارتيْ الأستاذ المستيري ولا سيارة الدكتور المرزوقي ، فهل وقع إلحاقها بأسطول اليخوت المسروقة لدى وحيد القرن و الزمان المُسمّى عماد الطرابلسي (إسم الله على المبّر لا يتْغبّر) أم أنه وقع نقلها مع المنقولات إلى الأرجنتين ؟ نريد أن نعرف لا غير. .

و حتّى لا ننسى أيضا ، نُذكّر بمئات المعارضين الذين سرق منهم نظام بن علي موارد رزقهم دون قانون و لا إنسانية ، و أيضا نُذكّر بحادثة الحُكم بمبالغ خيالية كمعاليم ضرائب باطلةعلى محامين شرفاء من ذلك الأستاذ العياشي الهمامي و الأستاذ العيادي و الأستاذ محمد النوري ، و هُم أصلا محامون ممنوعون من العمل بقوّة البوليس السياسي المُرابط أمام مكاتبهم محذّرا الحرفاء من التعامل معهم ، و ذلك فقط عقابا لهم لأنهم قالوا لا لتسلّط الحكم على المجتمع و إهانته لكرامة التونسيين و نهبه لثرواتهم دون وجه حقّ .

فإبتسموا أيها التونسيين إنها تونس ، إبتسموا ملأ أشداقكم ، إبتسموا إنّه عهد الشابع من نوفمبر . . عهد العيون التي لا تنام . . العيون التي تحرس أملاككم و أرزاقهم صباحا مساء ، و من فرط حرصها على حراسة أملاككم و أرزاقكم هي تأخذها معها بدل أن تتركها لكم ، و ذلك ليس لغاية في نفس يعقوب لا سمح الله و إنّما فقط حتّى تكون قريبة منها دوما و لا تغيب عن أنظارها البتّة ، و هكذا لا تطالها أيادي اللّصوص غير المُؤدّبين .