بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محنة المحجبات من محنة الإسلام فى تونس

تدور رحى الحرب على الإسلام فى تونس من قبل النظام وبلا هوادة منذ سنوات طويلة ولكنها اليوم لم تعد صامتة كما أرادها ساكن قصر قرطاج بل أصبحت وبشكل غير مسبوق حديث العالم وبكل اللغات ذلك أن خبر مطاردة المتحجبات التونسيات من طرف النظام التونسى بلغ الآفاق ونال السخط والإستهجان وهذا الذى أربك النظام . لم تكن الحملة الشرسة التى يتعرض لها اللباس الإسلامى فى تونس اليوم إلا عنوانا على عداء أصيل للإسلام من قبل طغمة الحكم التى تولت كبر محاربة دين البلاد وكل مظاهر التدين فى الشارع التونسى فنصّبت على الطرقات العامة والمحلات العمومية والخاصة هذه الأيام زبانية أشربوا الحقد على الإسلام , متنمرين على الضعفاء الذين ليس لهم حول ولا طول أمام فيالق البوليس والمليشيات من عناصر الحزب الحاكم , تلك الفيالق والمليشيات التى تدين بالولاء لأفكار شيطانية هجينة منبتة عن معدن الشعب التونسى المسلم والذى وإن سادته فى الفترة الماضية مظاهر التفسخ والإنحلال بحكم التسويق الرسمي لذلك بقوة”الدولة”وكل إمكاناتها فإن شعبنا الكريم أثلج صدور كل التونسيين الغيورين على الإسلام حين عاد حثيثا أفواجا إلى دين الله تعالى فى أوبة إلى الله مباركة شطبت كل الكيد الذى حيك ويحاك ضد الإسلام فى البلد الحبيب تونس ..عاد الشارع التونسى إلى الحجاب والمساجد والسؤال عن شؤون دينه حتى على الفضائيات التى تنزلت على كل التونسيين رحمة تقيمهم من لظى التفسيخ والتغريب التى تقوده السلطة الغاشمة ومن التجهيل الدينى المتعمد والمبيت التى خططت له عقول الشر الحاكم فى تونس . كعادة النظام الفاسد والمفسد الذى إبتلى به الشعب التونسي عمد إلى تسويق الحملة على اللباس الشرعى بدعاوى باطلة لم تعد والحمد لله تجد صدى حتى لدى الغرب الذى يريد هذا النظام أن يكون تلميذه النجيب. لقد وصم النظام الحجاب الإسلامي باللباس”الطائفى” دون أن يقول إلى أي طائفة ينتمي هذا اللباس ومن هى الطائفة أصلا المقصودة , خاصة ونحن فى تونس أبعد ما نكون عن الطائفية التى يشهدها العراق مثلا أو دول عربية أخرى والتي يوجد فيها طوائف إسلامية وغير إسلامية وتمثل نسب معتبرة فى البلاد فكانت الوصفة فاشلة ومعها فشلت غرفة العمليات التى أنتجتها …فقال بأنه”لباس غريب ووافد” , فأصاب عين الكذب حين مايز بين الألبسة الوافدة ومنها ما هو صادم لقيم الستر والعفاف وما أكثرها والتى أجازها وبين اللباس الشرعي الذى منعه , والذى لم يكن وافدا على تونس بل مستجيبا لقيم الناس والملبي لحاجة الستر والعفاف التى يقصدها الدين , والناس ساعون على درب ذلك وكل القوالب فى اللباس التى تلبي شروط اللباس الشرعي والتى يتخيرها الناس لا يمكن أن توصف لا بالوافدة ولا بالغريبة , ثم أن الكذب بيّن فقد دعى النظام إلى التمسك باللباس التونسي من” فولارة ” و”سفساري”ووو… ولكنه منعهم والشاهد أن أحد التلميذات التونسيات خيرت مدير المعهد التى تدرس به بين أشكال مختلفة من أغطية الرأس أحضرتها له فأمرها بـ”الفولارة” ولم يلبث من الغد أن طردها برغم إلتزامها بمقالته لها والشواهد كثيرة لا تحصى على أن الحملة القائمة على الحجاب هى محطة من محطات الحرب على الإسلام تحت عنوان الخطة المشؤومة المعروف بخطة تجفيف ينابيع التدين , تلك الحرب التى لم تضع أوزارها وليس لها أن تفعل مادامت منابت الحقد على العقيدة الإسلامية تمسك بدفة القرار السياسى فى البلاد … ولما وجد النظام نفسه مكشوفا تماما ساوى بين” اللابسات من غير هدوم”والمتحجبات العفيفات ولكن حبل الكذب قصير ونية التلبيس على الناس ليست خافية كما وأن المقارنة لا تستقيم فالمعادن متمايزة وليست هذه المقارنة إلا تعبيرة عن تيه النظام أمام المد الإسلامى العارم التى تشهده تونس والذى لم يعد حديث همس بل شهادة يفتخر بها كل تونسى يحب الإسلام وأهله من كل جنس ومصر … فأعيته الحيلة والحجة فأراد أن يُلبس عودة فتيات تونس العفيفات إلى اللباس الشرعى بإلحاقهم إلى طيف سياسي ولكن من الواضح أنها”قديمة”لم يستطع تسويقها حتى على ألد أعداء و خصوم الإسلاميين ناهيك على أصدقائهم , فهذه الأمواج العاتية الزاحفة إلى مرضاة ربها لم ترتبط بالسياسة وليس لها إرتباط بتيار أو حزب أو حركة فعّلت توجهها الإسلامي وإنما هي عودة عارمة للإلتزام باركها الله ويسر منبتها وهى من أحد الوجوه بل من أبرزها إستجابة لوازع الهوية الإسلامية التى حاربها النظام “البن علزمي” , فهذه الصحوة نقضت عزل النظام الذى نفش ريشه زهوا بأنه دجن الإسلام وكرس مجتمعا حداثيا لم يكن إلا فى خطابه الخشبي الملمع لصورته التى تخفي وجهه الدكتاتوري القبيح , وليس خافيا هذا الفصام المركب الذى يعانية نظام الجنرال بن على بين الخطاب والممارسة منذ البيان الإنشائي الذى توج به إنقلاب 7 نوفمبر 1987 فلطالما سوق لمقولات الحداثة والديمقراطية وهو منها براء , براءة هولاكو من الإنسانية وحكم الإقطاع من الحرية , ذلك الخطاب الذى جعل كل شكل من أشكال التدين ماهو إلى إنكفاء على خيار السلطة التى تعمل جاهدة لتفسيخ المجتمع وإشاعة الرذيلة وقيم الفسق والعهر والميوعة فيه , ولكن بفضل من الله وحده كانت تلك الحرب على الإسلام خاسرة خسرانا مبينا وهذا هو الحصاد , فتيات وفتيان ولوا وجوههم قبل الله تعالى متحدين فى مهمة ليست باليسيرة بالمرة القمع الرسمي وتلك الماكينة النظامية التى تحارب الله ورسوله وكل تقي نقي لاذ بالله تعالى وإتبع رسوله صلى الله عليه وسلم , ولكنهم تجشموا الأذى فى دينهم . لقد حُشر النظام فى الزواية كما لم يحدث له من قبل مما إستدعى إستنفار ماكينته الإعلامية الباهتة , وكل جوقته الحزبية والرسمية كى تجوب البلاد طولا وعرضا للتشكيك فى اللباس الإسلامى وتعطي الدروس فى الدين وهى متلبسة يقهر المسلمين والمسلمات فى تونس …وليست تلك الممارسات القهرية المذلة التى يقترفها النظام التونسى اليوم بحق شباب وشابات تونس الملتزمين إلا مدعاة للغضب العارم والحنق الشديد على طغمة الحكم المتجبرة والتى تجاوزت كل الحدود فى محاربة الإسلام , كيف يفعل هذا فى بلد الزيتونة المعمور؟؟؟!!! والذى خربه المقبور بورقيبة وتلميذه الجنرال بن على .. إنها ممارسات مهينة لكل مسلم ليس فى تونس فقط وإنما فى أصقاع الدنيا .. كيف تجبر تلميذة على نزع حجابها ثم توضع على باب المعهد كى يتشفى منها أمام أصدقائها وصديقاتها!!!..أين نحن اليوم؟ أفى تونس نحن أم فى رومانيا تشاوسيسكو ؟؟؟!!!لا فرق .. أين نحن اليوم ؟؟؟!!! , ماهذا الصلف فى محاربة الإسلام ومناوءة الدين .. ينزع الحجاب من على رؤوس التونسيات العفيفات فى الطريق العام وبقوة البوليس وتحلق اللحى كرها وبقوة البوليس وتداس حرمة المساجد والمصاحف بنعال البوليس القذرة.. يختطف الشباب من الشارع ومن أمام المساجد لينكل بهم فى محلات الداخلية ثم يرمون فى الشارع وليس لهم من ذنب إلا أنهم صلوا أو أطلقو اللحية أو لبسوا قميصا … يعزل الأئمة عن الإمامة فى المساجد ذنبهم أن المصلين وراءهم والمقبلين على خطبهم تزايدت أعدادهم , وينصب بدلا عنهم منفرين من الدين والمساجد وموالين للنظام ليس لهم فى أمر الدين شأن … تضرب الأطواق بأرتال البوليس على المساجد ويحاصر المصلين من نساء ورجال وصبية ويتعرضون للإستنطاق والمعاملة القاسية والمهينة لكراماتهم ثم الإقتياد لمخافر البوليس فيسامون التنكيل المادى والمعنوى … يُعَرّض بالمتحجبة فى الطريق العام وتسام الكلام البذيىء والقذف والإرهاب وينزع حجابها وهى كارهة ودموعها حرّى على خديها …أين نحن اليوم , وأين يسير هذا النظام بتونس ؟؟؟!!! .. يوزع الغضب بالمجان ويزرع التباغض والأحقاد بسخاء من لا يهمه شؤون الناس والبلاد !!! , ومتى كان له ذلك هما …لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

نجد أنفسنا اليوم بعد أكثر من خمسين سنة من الإستقلال والتغريب أمام حقيقة ساطعة وهى أن الشعب التونسى عصيّ على المشروع التغريبي , فقد حوربت هوية البلاد التونسية بالسياسة والمكر أحيانا وبالعصى والقمع أحيانا أخرى ولكن كانت تلك الحرب حرثا فى البحر وخيبة لمسعى , ولكن برغم هذا الفشل الذريع الذى لا يمكن أن ينكر مازلنا فى وضع من غير الوارد فيه أن يعترف النظام العاض بالعصى على السلطة بخطأ التوجه ليراجعه .لقد نسي الشعب التونسى”الزعيم”الذى أشفق الناس على مصير البلاد التونسية من بعده والذى بدأ الحرب على الإسلام و ورّث منشور الخزي والعار المجرّم للباس الإسلامي والمعروف بالمنشور108 لتتولى البورقيبية على يد الجنرال بن علي شؤون البلاد وتمضي فى نفس المشروع , وليعوض هذا النظام الشرعية التاريخية الغائبة لديه بعناصر أخرى ليست أقل قوة ونفوذا ألا وهى قوة البوليس , والعمالة لدوائر صنع القرار الدولي والنفوذ المالي . لقد كانت لافتة تلك الحركة التى أقدم عليها المقبور بورقيبة فى ستينات القرن العشرين حين إمتدت يده الآثمة إلى “سفسارى” إمرءة تونسية لتزيحه عن رأسها وكأنه بتلك الحركة – وهو فعلا ما يوده – كان يدشن على شاكلة إفتتاح المشاريع الإقتصادية والثقافية مشروعه السياسي والثقافي في السير بـ”الأمة التونسية”غربا .. لم يكن من عايش تلك الفترة وما حدث فيها من تفاعلات على هذا الحدث المشحون بالرمزية إلى حد بعيد ولكن يبدو أن “الزعيم”كان أمام إمرأة تونسية متواضعة سحقها الخجل من رئيس فلم تبدى مقاومة تذكر تجاه تلك الحركة من زعيم ملهم أصبغ على نفسه هالة من القداسة تمنحه التجرء على الدين ومنها الفتوى بإفطار شهر رمضان تحت يافطة “إجتهاد” لا يراعى أبسط قواعد الشرع وإنما يستند إلى هوى النفس والتعامل مع الإسلام بقواعد علمانية مفارقة للدين أصلا كما يستعين البعض كما نرى اليوم بتحليلات صحفية تفتي في الدين بغير علم وإنما تريد إسقاط نظريات فلسفية وسياسية على شرع الله تعالى فتنتج أفكارا هجينة مشوهة ليست من الدين فى شيء

هذه هى الحرب على الإسلام الذى أسس لها بورقيبة وورثها الجنرال بن على تستمر فصولها اليوم على أرض الخضراء وإذا كانت هذه الحرب تدوراليوم فى أوضاع أكثر حساسية نظرا لأن الملفات السياسية العالقة والمتفاقمة فى تونس كثيرة إضافة إلى هرم النظام فإنه ليس من التحليل الواقعي الركون إلى القول بأن النظام يريد أن يجمد الملفات السياسية الملحة فعمد إلى إفتعال الحملة على الحجاب , فالحملة ليست مفتعلة وإنما توجه لدى النظام منذ زمن وهذه الحملة الشعواء على الحجاب ومظاهر التدين ليست مفصولة عن سياق ذالك التوجه فى مناوءة الدين ومحاربة الملتزمين به , ذلك أن محاربة الظاهرة الإسلامية المتنامية لا يجب أن يعوم بهذا الشكل وإنما لا بد من الإقرار أن ذلك توجه لدى السلطة دأبت عليه فى محاربة الإسلام وعليها أن تكف عن ذلك وهي وإن لم تفعل ولن تفعل فإنها تقود البلاد إلى مصائر لا يعلمها إلا الله وحده

تحية عطرة إلى كل القابضين على دينهم كالقابضين على الجمر فى البلد الحبيب تونس , لكم الله تعالى…”وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب “ينقلبون

والسلام عليكم ورحة الله وبركاته

صـــــابر : سويســــــرا