لكن هذا التصريح تسبب في إثارة الجدل بين متساكني الجزيرة على صفحات الفايسبوك خاصة على مجموعة “قرقني ناجح” التي كانت قد أطلقت حملة للتبرعات من أجل تزويد مستشفى الجهة ب3 أجهزة تنفس، و تكفل فرع الهلال الأحمر بقرقنة بجمع المساهمات من الأهالي التي بلغت 107 ألف دينار مكنت من شراء جهازي تنفس، في حين تبرعت طبيبة وزوجها من أبناء الجزيرة بالجهاز الثالث .وهو ما أكّده نافع الحليوي القائم بإدارة صفحة فايسبوك “قرقني ناجح” لراديو ديوان اف ام، وتناقلته العديد من وسائل الاعلام خصوصا الجهوية.

وفتح تصريح وزير الصحة، الذي ينسب شراء هذه التجهيزات الطبية لولاية صفاقس وبالتالي لحكومته، الباب أمام حملة من التشكيك والغضب في آن واحد؛ بين مشكك في مصداقية ممثلي المجتمع المدني الذي أشرف على عملية جمع التبرعات وغضب أهالي الجهة الذين طالبو برد الاعتبار لمجهوداتهم وتكفلهم بتجهيز المستشفى وهذا ما أراد النائب بالبرلمان محمد العفاس الإشارة إليه خلال نفس الجلسة .وهو أيضا ما أوضحته الهيئة المحلية للهلال الأحمر التونسي بقرقنة من خلال صفحتها على فايسبوك.

من جهتها، اتصلت نواة بوالي صفاقس، أنيس الوسلاتي، للتثبت والاستفسار حول الموضوع، حيث أكد لنا أن تصريح وزير الصحة ارتكز على التقرير الذي أعدته الولاية قبل أن يقوم الأهالي بشراء أجهزة التنفس للمستشفى، والذي رصد اعتمادات بقيمة 300 ألف دينار لمستشفى قرقنة لأشغال قسم الإنعاش و تركيز نظام التهوئة الخاصة به، علاوة على تمكين المستشفى من تجهيزات طبية .وأضاف الوالي أنه بعد ما قام متساكنو جزيرة قرقنة بتوفير أجهزة التنفس، اتفقت الولاية مع إدارة المستشفى على تعويض أجهزة التنفس التي كانت تنوي اقتناءها بجهاز تصوير أشعة متنقل.Radio mobile

هذا و قامت الولاية من خلال صفحتها على الفايسبوك “بالتنويه بتدخلات المنظمات الوطنية والمجتمع المدني والمتبرعين في إطار المجهود الوطني للتصدي لفيروس كورونا… من بينها ثلاثة أجهزة تنفس تسلمها المستشفى الجهوي بقرقنة … في إطار مساهمة أبناء الجزيرة و بعض الجمعيات المحلية في هذا المجهود.”و قد لاقى تنويه الولاية استحسان القائمين على صفحة “قرقني ناجح”.

لكن الأهالي مازالوا يطالبون برد الإعتبار للبادرة التي قاموا بها، وبإعتراف من وزارة الصحة لما قدموه من دعم لمستشفى جهتهم بدل نسبته للولاية.