بسم الله الرحمن الرحيم
شيء من الشفافية
الى أين تتجه الأمور في تونس؟
كتبه مرسل الكسيبي
لايخفى على البعض من القراء الأعزاء أنني أجتهد أحيانا من أجل معرفة اتجاهات الرأي العام تجاه مايدور من أفكار واراء في نطاق الصف المعارض وهيئات المجتمع المدني, وليس يعني هذا من قبلي اعفاء للسلطة من عملية سبر الاراء ورصدها اذ ان الاتجاه العام لمجمل الاراء لايبدي صراحة ارتياحا لطريقة تعاطيها مع جملة من الملفات على رأسها ملف حقوق الانسان والحريات العامة والخاصة بل ان وضع الاعلام ونظرة الحاكمين الى الجسم المعارض بما فيها من استخفاف واحتقار هي محل امتعاض شرائح واسعة من المجتمع التونسي ولذلك اكرر النداء للقائمين على الأمر أن ينتبهوا الى خطورة مثل هذا المسلك في أي حديث عن المستقبل السياسي للحزب الحاكم أو أي من شركائه السياسيين ممن تقاسموا معه نصاب العشرين بالمائة في البرلمان وأرغمواعلى أن يقبلوا بأقل من ذلك في غير ذلك من استحقاقات سياسية.
من هنا كان الحديث واضحا حول ضرورة دخول السلطة في تونس في مرحلة حثيثة من الاصلاحات تخفف من حالة التململ الاجتماعي والسياسي وتقدم علاجات حقيقية لجملة من القضايا الوطنية وتبعد البلاد عن مخاطر التدخل الخارجي في سياساتنا الداخلية ولعل كاتب هذا المقال وأقلاما أخرى عبرت بقوة وفعالية عن هذا الاتجاه في الدعوة لهذا الاصلاح المنشود .
كتب العبد الضعيف عن ضرورة الاصلاح والمصالحة وحبرالاخوة الكرام د.محمد الهاشمي الحامدي ود.عادل النمري وعبد الحميد حمدي مقالات كثيرة في نفس السياق مركزين على معاني الصلح والعفو والصفح وأثرها على الجماعات واستقرار البلدان وحاول هؤلاء الاخوة الأعزاء تأصيل المسألة من وجهة نظر شرعية حتى لاتظل خيارات التصالح معزولة عن سياقها الشرعي والتاريخي والحضاري…
استبشر الأخ عمار بولعراس بالعودة للفعل والتاريخ يوم أن غنينا وأنشدنا لضرورة دعم مناخات السلم المدني عبر سلسلة من المبادرات التي تعجل بدعم أي حركة اصلاحية وتصالحية مع الدولة أو حتى مع الجماعات والأحزاب المعارضة.
أدلى الأخ العزيز عبد اللطيف الوسلاتي بتصريح تاريخي لمجلة العصر الاليكترونية مطالبا قيادة النهضة بالكف عن العنتريات والعودة المتواضعة الى مكامن الاقتدار السياسي المتوازن.
تألق الأخ الفاضل استاذ الشريعة الاسلامية والوجه القيادي المؤسس في حركة النهضة خميس الماجري وهو يذب الحمى عني وعن اخوة اخرين تعرضوا لسهام مسمومة من أسماء مستعارة حاولت رمينا بالانهزامية والانبطاح للسلطة ليتجاوزهم في نهاية المطاف مؤصلا لقضايا التدرج واللين والحكمة في الرد على الاراء المخالفة أو في التعاطي مع الشأن العام وأنا هنا لاأذيع سرا ان قلت بأن الأخ الفاضل رمز من رموز الاعتدال والوسطية وان كان يحلم بجيل صالح في مستوى السلف الصالح …وهو ماغاب عن حوارات الكثيرين ممن تلبسوا بألبسة” البسويدونيم”, الذين اذا أرادوا البطولات في علاقتهم بالسلطة كتبوا بأسمائهم الحقيقية واذا أرادوا تخوين اخوانهم والقدح فيهم كتبوا بالأسماء المستعارة !
قدم الأخ الخبير في القضايا الاقتصادية الأستاذ محمد النوري رؤيته للاصلاح في تونس ولقد تفاعلت معها أيما تفاعل وحزنت لتواجده خارج الأطر القيادية لحركة النهضة ولاسيما في هذا الظرف الحساس من عمر الحركة وتمنيت أن يكون أمثاله في هرم المعارضات التونسية حتى نستطيع فعليا الخروج بتونس من محنتها السياسية .
تحدثت مع اخوة أعزاء عبر الهاتف فأدركت أن أسماء الفاضل البلدي وهو أحد الوجوه القيادية البارزة سابقا في تيار النهضة وكذلك نور الدين البحيري الذي أمضى نص الميثاق الوطني هم أيضا من أعلام المصالحة العادلة في تونس بل انني أدركت أن السادة عبد السلام بوشداخ وهو أيضا وجه تاريخي مؤسس ومحمد العماري هم أيضا من دعاة منهج الخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد عبر سلسلة من المبادرات الايجابية التي تخدم مصلحة البلاد والعباد .
بل ان عريضة سياسية أمضى عليها اخوة اخرون بمن فيهم قيادات بارزة ومؤسسة في الحركة على رأسهم الشيخ عبد الفتاح مورو ود.زياد الدولاتي جاءت لتضع بعض دعاة التصعيد في موقف حرج …خاصة أن نص الخطاب فيها جاء مرنا ومحاولا أن يثمن أي خطوة على طريق الانفراج السياسي في تونس .
وبقطع النظر عن ردود الفعل داخل الجسم القيادي المهجري لحركة النهضة فان مثل هذا التيار الذي تجسد مابين تصريح تلفزي أدلى به الأخ المهندس على العريض لقناة المستقلة ومابين نصوص مكتوبة نظرت للفكرة وأصل لها أصحابهاعلى مدار راوح الشهرين على شبكة الاترنيت ,فان هذا التيار يشق بأفكاره مرحلة تاريخية اما أن تنقذ البلد والمجتمع والسلطة من حرب صامتة لم تضع أوزارها أو أن السلطة بصمتها وعدم تفاعلها بشكل جاد وايجابي وبعض الأقلام بأسلوبها الممعن في التشكيك في وطنيتنا ستفتح الطريق واسعا أمام أنصار نظرية الصدام المفتوح مع كل مايرمزللحكم الحالي وهو ماسيضع البلاد قطعا على سكة حالة مصرية أصبحت السلطة في مصر عاجزة عن التصدي لتداعياتها ولعل تدخل الرئيس بوش أول أمس على خط الصراع المباشر بين مبارك وحركة كفاية هو أحد تجلياتها…
ونحن اذ نذكر السلطة في تونس بجملة هذه المعاني فاننا نتحرك اليوم من موقع حبنا لبلدنا وعدم الرغبة في أن تتصاعد الأوضاع الى مرحلة يخرج فيها الشارع بعدها عن السيطرة ولعل بدايات تململ واسع للنخب هو انذار حقيقي بأن الأمر في قضايا الاصلاح السياسي والوطني لم يعد يحتمل التأخير بل ان تصلبا حكوميا في هذه المرحلة سيعزز مواقع أصوات المواجهة والتصعيد ويفتح الباب واسعا أمام الأجندات السياسية الخارجية ولا أظن عندها أن المعارضة ولا السلطة ستكون قادرة على التحكم في نهاياتها .
ان مؤشرات ايجابية تأتي من الأوساط الحكومية والرسمية في تونس في الأسابيع ولملا الأيام القادمة عبراطلاق سراح مجموعة من المعتقلين على رأسهم السادة الأساتذة المحامين محمد عبو وفوزي بن مراد ومجموعة من قادة الحركة الطلابية كعبد الكريم الهاروني والعجمي الوريمي ولمين الزيدي وغيرهم من الكتاب وقادة الرأي من أمثال د.أحمد لبيض والشيخ الفاضل الحبيب اللوز ومحمد العكروت …وغيرهم من الوجوه التي عانت الأمرين على مدار حقبة تاريخية كاملة سيكون بلا شك حدثا أوليا يجسد حسن النية في التعاطي مع مطالب مشروعة نادت بها كل المنظمات الحقوقية التونسية والعالمية وكل المراقبين النزهاء للشأن السياسي التونسي …وأظن حينئذ أن مثل هذه الرسائل والمؤشرات ستكون كفيلة بنزع فتيل نار بدأ الكثيرون في محاولة ايقادها عبر الحديث عن كفاية تونسية قد تكون انطلاقتها تونسية الصميم ولكن نهايتها خارجية التصميم.
والى ذلكم الحين الذي تتضح فيه الرؤية للحكم والمعارضة للأقلام المستعارة أن توقد نيران حرب كلامية مستترة لن تتضح اثارها على البلاد والمجتمع الا بعد حين ,ولايبقى لي الان الا أن أودعكم على قولة حفظ الله تونس وشعب تونس من هذه النيران !
مرسل الكسيبي
ألمانيا الاتحادية في 27 ربيع الثاني1426 ه الموافق ل4 جوان 2005م
الهاتف القار00496112054989
الهاتف المنقول00491785466311
reporteur2005@yahoo.de
وإلى متى يستمر الرئيس بوش بهذا الاستخفاف؟
أصبحت وللأسف بعض عواصم الأنظمة العربية والإسلامية مرابط خيل لإدارة بوش وإسرائيل وفرسان مالطا.
أو غابات ومزارع محمية لليبراليين العرب الجدد المتأمركين, المعادون للإنسانية والأمتين العربية والإسلامية.
فما إن تودع هذه العواصم أحدهم, حتى يكون الآخر يحلق بطائرته التي تستعد للهبوط , ليقوم بزيارة أخرى. حتى أن بعض هذه العواصم راحت تتعهد بالرعاية والعناية كل من هزمهم الشعب الأمريكي من الصقور والمحافظين الجدد المتصهينيين في إدارة جورج بوش في تحد صارخ لمشاعر الشعب الأمريكي وشعوب العالم.
أو باتت بعض هذه العواصم مأوى ليقيم فيها عملاء إسرائيل والادارة الأمريكية, أو مزارا لعميل آخر طالبا منها العون والدعم والمدد لخيانته المفضوحة, أو وكرا لمن يعادي ويتآمر على سوريا بشعبها وقيادتها, أو مرتعا لعميل آخر يتآمر مع الإدارتين الأمريكية وإسرائيل على وطنه وفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.
فلا عجب ولا غرابة حين وصلت درجة الوقاحة وقلة الحياء بالمجرمة تسيبني وزيرة الخارجية الإسرائيلية, لأن تتصدر الولائم والعزائم والمؤتمرات ومنابر الخطابة في بعض العواصم,وتقف خطيبة ومرشدة ومعلمة وناصحة وواعظة وفقيهة وحكيمة. رغم أنها لا تفقه في كنه هذه الأمور من شيء, وإنما هي امرأة شاذة ومجرمة وإرهابية.
وباتت غونداليزا رايس هي الأخرى الملكة والفارسة والأميرة والقاضية والمفتية التي تصول وتجول , وهي تنهي وتحل وتحرم وتفتي وتأمر وتنظر وفق هواها ومزاجها , وتعليمات رئيسها ونائبه سيء الصيت والسمعة. وكأنها في بيت أعز من بيتها, وربما أنها تعتبر هذه العواصم من أملاك بلادها , وحكامها إنما هم ضيوفها.
تأمر وزراء دول لحلفائها ممن يدعون بالحضور لعقد إجتماع أو مؤتمر أو لقاء, فيسارعون لتلبية طلبها على جناح السرعة, ودائما هي من ترأس الجلسات وتديرها, بدون أذن أو دستور أو مشورة,وكان الحضور بنظرها كانوا قادة كبار, او موظفين كبار أو صغار, أو وزراء أو أمراء, إنما حشروا لخدمتها وأمرها. ومن يدري فلربما تسأل المجتمعين على من هو بقادر أن يأتيها بخبر فلان, أو برأس حاكم أو نظام معارض لبلادها. أو برئيس وهو مكبل اليدين, لا يعجبها أو لا تستزيغه إدارتها. أو تدمير نظام آخر او حركة مقاومة وطنية, بحيث يقلب عاليها سافلها, أو يحاصر شعبا ليميته جوعا,أو من متطوع ليحتضن ويرعى عملاء يعملون لصالح أجهزتها الأمنية. أو يتطوع لخدمة إسرائيل, بتقديم أسرار بلاده وكل معلومة عن فصائل المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان والعراق لإسرائيل والادارة الأمريكية لضمان مصالحهما, ولو تعرض أمن وطنه وشعبه للخطر والضرر. فكل شيء يهون لدى العملاء طالما إدارة جورج بوش أو إسرائيل عنهم راضية ومنهم مسرورة.
والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها: دعم بعض هذه العواصم لعملاء العراق الذين يسطون على السلطة حاليا في العراق بدعم واحتلال أمريكي للعراق. ودعم بعض هذه العواصم لسلطة أبو مازن المتورمة بالعمالة والفساد. و بعض هذه العواصم تفاخر بدعم تيار المستقبل وزعماء ما يسمى بقوى الموالاة والأكثرية في لبنان.وهؤلاء جميعا أصدقاء الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية. والرئيس جورج بوش يفاخر بعمالتهم وجهدهم في الدفاع عن المصالح الأمريكية والإسرائيلية, ويطنب في مدحهم على سعيهم الدءوب لتهويد فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.
وبكل أسف يتنافس البعض منهم كديوك الحبش , ليعرض خدماته لتنفيذ أوامر رايس أو جورج بوش على أنه الأمهر والأبرع والأسرع .ومن المؤسف أن السيدة رايس أو جورج بوش هما من يحددا المهام لهم لخدمة مصالحها الاستعمارية, و في معظم الأحيان تكون السيدة غونداليزا رايس هي من تحدد أيضا التواريخ والأمكنة لكل اجتماع ومؤتمر يصب في خدمة سياسات بلادها الإجرامية والعدوانية , ومستوى التمثيل, وجدول الأعمال, وفي آخر كل اجتماع تسلم كل واحد نسخة مطبوعة وممهورة بتوقيعها أو توقيع رئيسها وخاتم بلادها ليوقعوا عليها ويعتمدونها كقرار أتخذ في هذا الاجتماع بالإجماع. وحتما أي سؤال أو نقاش أو جدال أو اعتراض, أو الامتناع عن الموافقة على أي بند ممنوع ممنوع. أما توضيح أي استفسار أو استفهام عما يجده البعض منهم مبهم , فهي وحدها دون غيرها من يملك حق التوضيح القانوني والتوصيف فقط.ويخرجون من الاجتماع ,وكأنهم دمى على البطارية , عيرتهم السيدة رايس أثناء الاجتماع بأناملها, وخاصة فيما يجب أن يدلوا به من تصاريح في المؤتمرات الصحفية, وحتى القواعد الواجب عليهم أتباعها على المأدبة. ومن يدري !! فربما تعتبرهم على أنهم موظفين صغار صغار في أصغر دائرة من وزارتها.وأنهم عبيد لها رغم أن أمهاتهم ولدنهم أحرارا.
لو أن أحد ممن يأتمر بأوامر رايس من دول الاعتدال حاسب نفسه على هذا السلوك الخاطئ, لأقدم على الإستقالة على الأقل ثأرا لكرامته الجريحة, وحقوقه ومهامه المغتصبة والمسلوبة, بعد أن وضع شخصه ووزارته ووطنه تحت الوصاية الأميركية, وأنخرط في تنفيذ سياسيات وتوجهات ومصالح لاهي وطنية ولا هي عربية أو إسلامية.
والسؤال المطروح : متى تفهم الإدارات الأمريكية الحقائق العلمية والمنطقية والموضوعية, وتكف عن تصرفاتها الصبيانية,وتتعلم بأن مثل هذه التصرفات تجرح المشاعر, وتثير حنق وغضب كل مواطن شريف و حر وعربي, وأن الأزمات السياسية والاقتصادية , والحروب والطغيان والفقر والجهل والصراعات الطائفية والمذهبية, هي سبب عدم الاستقرار العالمي.وهي من تدمر المجتمعات الإنسانية, وتنشر الإرهاب قي ربوع الكرة الأرضية. وتنشر وتفاقم الأمراض النفسية والجسمية, وتفشي ظواهر العنف والجريمة؟ وإذا ما اتقد أوراهم فستتدفق من منابعهم سيول جارفة للشذوذ والإرهاب والجريمة؟ وأنها بهذه الأساليب إنما هي تربك المجتمعات الإنسانية وبلادها وشعبها وتؤذيها, وتصيبهم بأفدح الأضرار, وتبدد القيم الأخلاقية والإنسانية, وتضر بالأديان السماوية.
فالإدارات الأمريكية التي ما برحت تستخف بالشعوب والجماهير لعدة عقود , يبدوا أنها لم تتعلم أو تستفيق بعد أن السيل قد بلغ الذبى, وأن الشعوب والجماهير اكتشفوا حيلها وألاعيبها واستهتارها,و باتوا يقفون لها بالمرصاد. وأنهم يعتبرون أن بعض الإدارات الأمريكية ليس فيهم من شيء سوى نشر العهر والأمراض والحروب والفقر.وأن رموزها أشبه بقرود ودببة ترقصهم الصهيونية والامبريالية في المهرجانات والمواسم والحفلات.
ما من شك بأن سياسيات وجهود وتصريحات رموز هذه الإدارات الأمريكية متناقضة. وأشبه بمن يضيع وقته وجهده في أن يجمع الماء والنار معا. وأنهم ليس لهم من أدنى اهتمام أو أنتباه أو حظوة. وباتت مناظرهم وأصواتهم تستخدم لتخويف الأطفال, أو للسخرية والمسخرة, أو لإرهاب وأستغلال الدواب في الحقول والمزارع.
فها هي إدارة الرئيس جورج بوش مابرحت تفاخر بصرعاتها الأربع المخجلة: كحكم العملاء في العراق المتخم بالإجرام والإرهاب واللصوصية والفساد. وسلطة محمود عباس المتخمة بالعمالة والفساد. وديمقراطية أنظمة الاعتدال التي تعاني الوهن والعلة والاعتلال.وثورة الأرز ,أو ما تطلق عليه قوى الأكثرية الحاكمة في لبنان الشقيق والفاقدة للشرعية, والمكتنزة بعض رموزها بالعمالة والإجرام والدجل والأكاذيب والنفاق والفساد.
فجهدها لتنصيب العملاء على العراق لم يجر على بلادها وإلى العراق سوى الدمار والخراب. وباتت تتجرع في كل يوم أكثر من كأس لهزيمة نكراء مرة.وإن لم تسارع للتفاوض مع المقاومة العراقية, فمصيرها حالك السواد. وما أقامته في العراق من هياكل ودمى, كلفتها الكثير من الأموال والأرواح, ستتطاير كالقش حين تذروه الرياح.
وسلطة محمود عباس تلفظ أنفاسها, وليست بأفضل من حال أريل شارون في غرفة الإنعاش والعناية المشددة. وجحفلها الجديد في لبنان الذي أسندت مهمة قيادته إلى الأمير سعد الحريري, ومهمة العلاقات العامة إلى السيد فؤاد السنيورة, ومهمة الأركان إلى المجرم سمير جعجع , وقيادة الألوية والقطعات فيه إلى كل من أمين الجميل ومروان حمادة والسبع وقباني وفتفت ,لم تدري بعد أن هذا الجحفل يعاني الأمرين, بسبب سؤ تشكيله, وتعدد قادته, وبيروقراطية اتصالاته مع قيادته, وعجز وجهل قائده وأركانه. بحيث باتوا أشبه بجذوع نخل خاوية. وأنظمة الاعتدال, والتي لا تملك قرارها أو من أمرها شيئا, وبدون عكاز ليست بقادرة على الوقوف والحركة.
فإلى متى ستستمر إدارة الرئيس جورج بوش بهذا الهرج ,والذي لن تحقق منه سوى المزيد من نزيف دماء الأبرياء في كل مكان تطأه بقدميها, وازدهار الأعمال الإجرامية والإرهابية, وانتشار الفساد واللصوصية,وتدمير سمعة بلادها, وهدر اقتصادها ودولارها, وهدر دماء الأبرياء, وجنودها الذين ساقتهم لحروبها العبثية؟
الأربعاء: 7/5/2008م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
بريد الإلكتروني: burhank45@yahoo.com
: bkburhan@maktoob.com
: bkriem@gmail.com
وعلى نفسها جنت براقش يا أبو مازن
وكأن تصريحات وتصرفات كل من الرئيس بوش ورايس ما هي سوى تلميحات للرئيس محمود عباس معناها: بأن عليه أن ينسى ويتناسى كل ما قطعوه له من عهود ووعود. وأنه لم يكن بالرجل الذي يمكن الاعتماد عليه, وأن سلطته الواهنة لا تليق بمن يتفاوض معها من الإسرائيليين.وأن من حق إسرائيل بناء المستوطنات, وممارسة كل ما تريد بما فيه الإرهاب. وأن الطريق في خارطة الطريق وعر,وغير سالك بسبب أعمال الحفريات,و تحويله مكب للنفايات والردميات. وما من أحد آسف على مصير أبو مازن وسلطته, حين تخلوا عن المقاومة, وراحوا يثقون بجورج بوش الكذاب. و لا يسعنا إلا أن نقول,على نفسها جنت براقش يا أبو مازن .ولو أنك حر ووطني كما تدعي,لسارعت إلى تقديم استقالتك ,واعتزلت السياسة إلى الأبد حفاظا على ماء الوجه.لهذه الأسباب:
• حين سعيت لتقليص صلاحيات الرئيس ياسر عرفات, وتحالفات مع الإدارة الأميركية بهذا المجال.
• حين انتهكت الشرعية وأقلت رئيس الوزراء الشرعي إسماعيل هنية, وعينت حبيب الإدارة الأميركية,وعميل CIA وأحد الليبراليين الجدد سلام فياض ليكون رئيسا للوزراء. وهو من الذين يقفون مع إسرائيل في السراء والضراء. والذي قال أن بوش هو من أملى على أبوما زن تعينه. وهذا معناه أنك أنت من قمت بالانقلاب تنفيذا لتعليمات بوش, وتكذب علينا بأن حماس هي من قامت بالانقلاب.
• حين راحت الإدارة الأمريكية تقر وتعترف بأنها هي من أمرتك أن تضع العصي في طريق كل من حكومة إسماعيل هنية,والمجلس التشريعي. وكأنها تريد النيل منك لفشلك بإشعال نار الحرب الأهلية.
• حين رحت تفرط بحقوق شعبك وتهدرها مجانا, لتحافظ على صداقتك الوطيدة بالإرهابي جورج بوش.
• حين اعتبرت أن صواريخ المقاومة صواريخ عبثية. ولكن أولمرت وجيمي كارتر هما من كذبوك, ويؤكدون أن هذه الصواريخ تلحق بالغ الضرر والأذى والتدمير بالمستوطنين والمستوطنات. وحتى أن حكومة إسرائيل تسعى للاتفاق على هدنة مع حماس لوقف إطلاق صورايخ القسام على المستوطنات.
• حين لم تجرأ على دعم حق فصائل المقاومة الوطنية في العراق وفلسطين ولبنان ولو بالكلام. بل كان صمتك عن جرائم العدوان والاحتلال هو ما جعلك في دائرة الشبهات والتي بررت لنا إتهامك بالعمالة.
• حين تحولت إلى ممثل تؤدي دور مهرج, تحذر من خطر حلف إيراني, وتنفيذ حماس لأجندة إيرانية.
• حين لم تقم الدنيا على رأس جورج بوش حين قال في الكنيست مخاطبا الإسرائيليين: إن 300مليون أمريكي هم مع 7 ملايين إسرائيلي يشكلون شعبا واحدا في مواجهة الإرهاب, وإنكم ستنعمون بدولتكم وستنتهي حماس وسينتهي حزب الله. وكذلك حين قال في شرم الشيخ وبحضورك: لحظة مصيرية تتطلب أن نقف بحزم إلى جانب حكومة السنيورة وأن ندعمها, وأن محمود عباس قلق جدا بشان لبنان ومصير حكومة السنيورة وأنا كذلك. وأليس هذا انتهاك فظ لكرامتك يا محمود عباس؟أم أن كل أمر يهون أمام وعود الإدارة الأميركية لك بأن الرئاسة ستبقى حكرا عليك وعلى أبنائك وأحفادك من بعدك؟
• حين لم تعامل الإسرائيليين بالمثل على اغتيال وتصفية وقتل واعتقال كل وطني وحر وشريف. في نفس الوقت الذي تمتدحك و دحلان والسنيورة وعملاء العراق. حتى أن اغتيالها للشقاقي والشيخ محمود ياسين وعرفات وغيرهم الكثير, ومحاولة اغتيالها لخالد مشعل واعتقالها لسعدات والبرغوثي,وحصارها لقطاع غزة أثار حنق وغضب العالم, بينما رحت تنصب نفسك خصما وعدوا لكل من نجا من محاولة أغنيال أو أعتقال من قبل قوات العدوان والاحتلال والإرهاب الإسرائيلية.
• حين أدلى مستشارك السابق لشؤون الأمن القومي محمد دحلان, لصحيفة الرأي بجملة أقوال أهمها:
1. أن عملية السلام وصلت إلى نهايتها والى طريق مسدود في العام 2000م, وفقدت قيمتها الجدية عندما فقدنا الرئيس الراحل ياسر عرفات. وهذا معناه أن ما تقوم به مضيعة للوقت.
2. إسرائيل لا تبحث عن مفاوضات، بل عن تعميق الاستيطان ومن يكون رئيس الحكومة فيها. وهذا أكبر دليل على أن مفاوضاتك ومباحثاتك ولقاءاتك مع إسرائيل عبث في عبث.
3. نأمل أن يتخذ أبو مازن خطوات أكثر واكبر في اتجاه عملية السلام، لأنه لا يجوز أن نستمر مترددين في اتخاذ مواقف أكثر جدية بتعليق المفاوضات لمدة معينة، مثلا إلى حين الحصول على ضمانات بوقف الاستيطان. وبهذا الكلام يناقض دحلان قوله السابق, ويتهمك بالتردد.
4. أنا لا أرى جدوى من استمرار المفاوضات مادام الاستيطان يوما بعد يوم يزداد ويعلن عن بناء مستوطنات جديدة، ففي الماضي كان الإسرائيليون يقيمون المستوطنات على خجل وسرا، أما اليوم فإنهم يطرحون عطاء اتهم علنا وهناك من يقول هل تريدون أن نوقف المفاوضات ونثير شماتة حماس، فنحن نمشي وفقا لمصالح الشعب الفلسطيني وأبو عمار كان يوقف ويعلق ويتقدم بالمفاوضات.وبهذا الكلام المتناقض والمرتبك يفضح دحلان المستور.
5. أوغلت حماس في الدم الفلسطيني وتحولت إلى مجموعة من المهربين المختصين بتهريب البنزين والديزل والأدوية، والمقاومة أصبحت في الثلاجة. وليتصور المرء دحلان وهو المتهم بتهريب مواد البناء لإسرائيل لبناء جدار الفصل العنصري, ويملك أبراج في خارج فلسطين تكتنز بالرقيق الأبيض للدعارة, يدين من يهرب لجماهيره الوقود والدواء والغذاء.
6. المؤسسة الأمنية كانت مدمرة منذ العام 2002م، فقد كانت حماس تنفذ عملية, وترد إسرائيل بتدمير مقار السلطة. ومع كل هذه الجرائم حافظت ودحلان على صداقة وطيدة مع إسرائيل.
7. غير صحيح أن الأميركيين دفعوا 90 مليون دولار، والولايات المتحدة لم تقدم دولارا واحدا للأجهزة الأمنية منذ جاء أبو مازن إلى السلطة وحتى تقديم استقالتي، وأنا عملت مستشارا للأمن القومي نحو ستة أشهر وسمعنا عن أرقام عدة لمساعدات أميركية وكانت مجرد وعود ثم عرضت على الكونغرس مساعدة لنا بمبلغ 90 مليون دولار ثم لم نتلق شيئا، والولايات المتحدة تتحمل مسؤولية إثارة الناس وهي قاصدة ذلك. وبالمناسبة نحن لسنا ضد اخذ نقود من الأميركيين، فهذا واجبهم تجاه السلطة وعملية السلام، لكنهم لم يدفعوا مال ولم يقدموا مساعدات عسكرية أو أسلحة. وبذلك يكذب الإدارة الأميركية والجنرال كيت دايتون الذي كلف بتنظيم وتدريب الأجهزة الأمنية.
8. حين سأل دحلان أن أبو مازن بطرحه لمبادرته بحل الخلاف مع حماس إنما هذا معناه أنه تنازل عن بعض الشروط. أجاب: إذا كان هناك تنازل، فهو تنازل للشعب الفلسطيني، وأنا أكثر شخص لا يحب حماس ولا عناصرها، لكن الرئيس حينما يتنازل للشعب يزداد شرفا، المهم كيف نصمد أمام عدم التنازلات لإسرائيل. وبهذا الجواب المتناقض يثبت أنك ودحلان حاقدين على المقاومة.
9. عندما تسمع أن المفاوضات كانت عميقة وصعبة، فيجب أن تدرك انه لم تكن هناك نتائج, ولا توجد لا مفاوضات جدية ولا عميقة، لكن لا الإدارة الأميركية تمتلك الإرادة السياسية للضغط على إسرائيل لإعطاء مصداقية لعملية السلام، ولا الوضع الإسرائيلي الداخلي يبشر بأن هناك أفقا لحل الصراع في نهاية العام، كما أن الإدارة الأميركية التي أجلت المفاوضات سبع سنوات لا يمكنها أن تنهي كل البنود في اقل من سبعة أشهر. واعتقد أن هذا الاشتباك التفاوضي الذي جرى خلال الفترة الماضية لم ينتج صفقة سياسية ولن ينتجها قبل نهاية هذا العام او حتى نهاية العام المقبل، لان إسرائيل لا تبحث مفاوضات مع الفلسطينيين، بل تبحث في تعميق الاستيطان وتبحث من يكون رئيس الحكومة فيها. فالملف الفلسطيني ليس ملفا سياسيا ملحا بالوعي السياسي الإسرائيلي. ودحلان أدانك وأدان نفسه بهذا الكلام, حين رحت تضغط لإجبار حماس على الاعتراف بإسرائيل, والانخراط في لعبتك التفاوضية العقيمة.
10. يجب أن نتوجه إلى مجلس الأمن وان نفعل مخزن الأفكار القديمة التي كانت لدى الرئيس أبو عمار، ابتداء من إعلان دولة من طرف واحد, ونقول لمجلس الأمن نحن دولة تحت الاحتلال من طرف واحد، وأتذكر انه عندما كان أبو عمار يهدد, كانت الدنيا تقوم ولا تقعد, يهدد ولا ينفذ. او الخيار الآخر دولة ديمقراطية واحدة. وبهذا الكلام يشكك دحلان بكل جهود أبو مازن.
11. ثم أن دحلان لم يجرؤ أن يكذب إتهام المستشار السابق لديك تشيني لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وارمسر, بأن الإدارة الأمريكية كانت تنخرط في حرب قذرة في إطار جهودها لتأمين النصر لديكتاتورية محمود عباس. ولا على أن يرد على ما نشرته مجلة فانيتي فير بأن إدارة الرئيس جورج بوش سعت لتمويل حرب أهلية في غزة بواسطة محمد دحلان بتسليفه 20 مليون دولار. ولكن حين سألت رايس عن صحة ما نشر,لم تنفيه وإنما قالت: أنها لم تطلع على هذه التقارير.
نقول للسيد محمود عباس أن وجودك بات وضع شاذ وخطأ, فنحن نريد قادة ورؤساء حقيقيين لا هيكليين, أو دمى تعبث بها الإدارة الأمريكية.فأنت النقيض لياسر عرفات. وأنت من بت تؤمن أن لا قوة فوق قوة الإدارة الأميركية, وأنت من ناصبت فصائل المقاومة العداء خدمة لإسرائيل والادارة الأمريكية. ووله الإدارة الأمريكية فيك. إنما مرده لكونك أحد الليبراليين الجدد المتصهينيين , التي تطمح الإدارة الأميركية لتنصيبهم حكاما في شتى بقاع الأرض. والذين يتمر جلون على الوطنيين والأحرار والشرفاء وفصائل المقاومة والفلسطينيين والعرب والمسلمين بلسان سليط وفعل منكر وقبيح. والمضحك أن من فاوضتهم وتفاوضهم من الإسرائيليين على اختلاف انتماءاتهم الحزبية رغم تباين مواقفهم وتشددهم كانوا يواجهونك بموقف واحد وموحد لأكثرهم تشددا. بينما أنت تشق الصف الفلسطيني وتفاوضهم بمنطق واهن وبموقف فحواه الاستسلام, وبرموز فاسدة لا تحظى بالاحترام والتقدير (مع أن المفروض أن تتمسك بموقف الأكثر تشددا من الفلسطينيين ,لتترك لنفسك حرية المناورة, وهامشا فسيحا يعطيك القوة والمنعة). فيجد المفاوض الإسرائيلي والأمريكي نفسه أمام من هو مستعد ليبيع كل شيء ولو بثمن زهيد وبخس. فيسارعون لتحويل المفاوضات إلى سوق للحرامية,أو مشرحة لتشريح الواقع الفلسطيني والعربي والإسلامي,ويتدخلون لدعم سلطتك, ومحاربة وتصفية معارضيك. بدلا من إنجاح المفاوضات,والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني,وتحقيق السلام العادل.
الخميس :19/ 6/2008م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
بريد الإلكتروني: burhank45@yahoo.com
bkburhan@maktoob.com
bkriem@gmail.com
إذا قالت إيران فصدقوها, فإيران تفعل ما تقول
إذا قالت إيران فصدقوها, فإيران لا تلغوا بحديث. فكل ما تقوله إيران يأخذ طريقه للتنفيذ.
وعليكم أن تنتبهوا جيدا لكل قول أو خطاب وتصريح أو أشارة أو تلميح يصدر عن أي مسؤول في طهران.
وأن لا يخدعنكم تهديدات رموز الإدارة الأمريكية وإسرائيل, لأنها ليست سوى تهديدات جوفاء لا معنى لها.
فعداء الإدارة الأمريكية وإسرائيل لم يفاجأ إيران, ولم يكن بجديد, وليس سببه مشروعها النووي كما يدعون. وإنما سببه الحقيقي, هو تقسيم إدارة الرئيس جورج بوش العالم إلى محور أخيار وأشرار. وتحديدها لدول محور الشر على أنهم دول خمس هي: أفغانستان وكوريا الشمالية والعراق وليبيا وإيران.وعلى هذا الأساس بررت غزوها لأفغانستان والعراق.ومن ثم سوت بالمفاوضات قضية لوكربي, والمشروعين النوويين الكوري والليبي. وشطبت أسميهما من محور الشر. فلم يبقى في المحور من دول مارقة بنظر الرئيس بوش سوى إيران. وأنه إن نجح في الضغط عليها لتحقيق ما يصبوا إليه منها بالمفاوضات, يكون بذلك قد أجهز على محور الشر. وسيتثنى له حينئذ أن يتبجح كالديك المغرور. بأنه حقق هدفه, وأنجز نصرا يتيما خلال فترتي رئاسته على الأقل. وإلا فليس أمامه من سبيل سوى أن يعاملها كما عامل العراق ليفي بما وعد. ولكي يتحرش بإيران لابد له من سبب أو مبرر. ولذلك لم يكن أمامه سوى أن يتذرع بمشروعها النووي التي تشيده للأغراض السلمية.
ولأن إيران على دراية بكل أحلام ومطامح الرئيس جورج بوش, وحتى هدفه الحقيقي وكل ما يرنوا إليه. ولذلك قررت أن تنتهج سياسة ودبلوماسية تتعبه وترهقه, لترتاح من شروره.وتتبع معه أسلوب لم يعتاد عليه:
• فإيران مدركة أن تحرش الرئيس جورج بوش إنما أراد منه فرض إرادته بأن يجعل منها تابعا لبلاده وتدور في فلك إدارته. وإيران تريد أن يكون دورها وأمنها القومي مصان.لذلك قررت لي ذراعه وأذرع أدارته , وحتى كسرهم إن صعدوا الموقف. و فرض إرادتها رغم أنوفهم. وأعدت للأمر عدته, وراحت تتابع تنفيذ مشروعها غير آبهة بمن يعاديها. وعلى استعداد للمواجهة إن صعد أحد موقفه.
• وإيران مدركة أن الإدارة الأمريكية مستاءة من دعم إيران لشعب فلسطين ولبنان وفصائل المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان والعراق. ولذلك سيعمد هذه الإدارة على التحرش بمشروعها النووي. ولذلك قررت أن تحشرها في الزاوية , وتترك لإدارة جورج بوش أربعة خيارات, كلها صعبة ومرة:
1. إما الانفراد بالقرار والخروج على الشرعية الدولية, كما فعل أثناء غزوه للعراق. وهذا صعب المنال. فذرائعه هشة وواهنة, ولن تقنع شعبه ولا أي شعب آخر.والكونغرس لن يرضى أن يلدغ من جحر مرتين, ولذلك لن يوفر له الغطاء. أو أن يكرر خطأ العراق. بمنحه الرئيس كرت على بياض, ولن يخصص المال لإقحام البلاد بحرب جديدة. وبوش أجبن من أن يكرر فعلته في مجلس الأمن, أو أن يعقد مجلس حرب كمجلسه في جزيرة القراصنة البرتغالية. أو أن يكرر إهمال وتجاوز الأمم المتحدة ومجلس الأمن عند غزوه العراق. وهو من هرع حافيا للعودة لمظلة الشرعية ومجلس الأمن لإنقاذه بإضفاء الشرعية على الغزو والاحتلال.
2. أو أن يهيم على وجهه يستجدي حلفائه ويؤلبهم على إيران. ويضغط عليهم لمساندته في فرض قرارات صارمة بحق إيران. أو تقديم عروض مغرية لإيران, على غرار ما قدم لكوريا الشمالية, فالصين وإن كانت الضامن لإدارة بوش أمام كوريا الشمالية.أما في موضوع إيران فلن يجد الرئيس جورج بوش له ولإدارته من ضامن أو كفيل.
3. أو أن يدفع بإسرائيل للقيام بعملية عسكرية ضد إيران. وحينئذ سيزيد الأمور تعقيدا, ويكون قد وقع في الفخ هو وإسرائيل. ناهيك أن الإسرائيليين يعتبرون أن مثل هذا التصرف حماقة. لأنه سيحول الأراضي العربية والإسلامية إلى بركان أو تسو نامي لا يبقي ولا يذر.
4. أو أن يثرثر ويئن ويصرخ في العلن, وسرا يستجدي ويتسول من يجد له الحل والمخرج.
القيادة الإيرانية بفضل سياستها الحكيمة, وخبرة وحنكة مسئوليها. استخدمت مواردها وقوتها العسكرية والدبلوماسية والاستخباراتية لتحقيق مصالحها والتأثير في مواقف الآخرين. وحتى حكوماتها المتعاقبة استطاعت تغيير البيئة الخارجية وتحويلها لصالحها. وتعاملت مع الجميع بلسان رطب وبكلام لين ومقنع. وتحلت بالانأة والصبر, ولم تسمح للغضب بتلوين مواقفها وردود أفعالها. وأنطلقت لمواجهة الادارة الأمريكية وإسرائيل وهي تحمل بيد حسن الجوار لجيرانها وحقها المشروع, ورغبتها بتوطيد العلاقات مع باقي الدول . وباليد الثانية تشهر سيفا بتارا, يقطع أنياط قلوب كل من يفكر بأن يضمر لها الشر, وتصطك لهوله مفاصل وأسنان كل من تسول له نفسه التآمر أو التطاول و العدوان عليها., أو أن يكرر معها فعلته السوداء التي فعلها مع العراق.وراحت تعامل رموز إدارة بوش وحكام إسرائيل على أنهم ليسو أكثر من دببة يرقصون على أنغام مشروعها النووي. والعالم يسخر من هذه الدببة وهي تدهس غيرها دون أن تحس أو ترى. فانتظمت المواقف الدولية في موقفين:
1. موقف الغالبية . وهو موقف عادل وعقلاني .ويرى تأييد حق إيران في هذا المضمار أسوة بغيرها. ويعتبر أن عدوانا على إيران معناه إشعال كامل لحقول النفط, ونحر للحضارة.ولن يكون فيها من رابح.
2. وموقف المعادين لها. وموقفهم ليس له من حجة أو دليل.وبموقفه الغوغائي يتعنت ويتخبط. ويظن بأنه بتهديده بالحرب, سيدفع بالخائفين من انقطاع شحنات النفط إلى الانضواء تحت قيادته.
وباختصار: خاضت إيران مبارياتها بفريق ممتاز, ضد فرق خصومها. وفازت فيها بفارق كبير في الأهداف. وتركت لخصومها مهمة إضاعة وقتهم في التحليل, وتغير المدربين وطواقم الإدارة ورؤساء الفرق, وإعادة توزيع مهام اللاعبين والخطط والاستراتيجيات والتكتيكات الموضوعة. وهي على قناعة بأن الفوز من نصيبها في كل الجولات القادمة, تاركة لخصومها تشكيلة متنوعة وتعيسة من الهزائم القاسية والمرة. وبذلك رفرفت رايات النصر خفاقة في سماء طهران, وفلول المهزومين ترى جلية للعين في كل من واشنطن وتل أبيب.
• فالرئيس جورج بوش لم يجرأ أن يكشف صراحة أن هدفه القضاء على إيران كآخر دولة من دول محور الشر. كي لا يثير حفيظة من لهم مع غيران علاقات وطيدة. ناهيك عن أن فريق المحافظين الجدد تبعثر وتشتت. وكل واحد منهم خائفا من أن يطارد ويلاحق مستقبلا على ما ألحقه بالولايات المتحدة الأميركية في غزوها للعراق من ضرر. وإيران باتت في وضع أفضل من كل النواحي.
• والرئيس جورج بوش في تحرشه بالمشروع النووي الإيراني حرك نفس الدمى والعملاء الذين حركهم بخصوص أسلحة الدمار العراقية. وأنطلق هؤلاء يرجون لخطر المشروع النووي عليهم,وانه يعرض أمنهم للخطر. وراحوا يتفننون في تضخيم الخطر الإيراني على انه حلف فارسي وصفوي. همه السيطرة عليهم وعلى العالم العربي. والرب والمسمين يعتبرون أن كل هذا الكذب والدجل, إنما هو خدمة لإدارة جورج بوش لتبرير موقفها من إيران. ناهيك عن كونه أمر أمريكي صدر إلى هؤلاء لتنفيذه على الوجه الأكمل. ولذلك قررت إيران أن تعامل هؤلاء وبيد أخلاق الجار والروابط والعلاقات المشتركة. وبيدها الأخرى عصا غليظة لجلد كل من تسول له نفسه أن يتآمر عليها كما تآمر على العراق, أو أن يطعنها في الظهر, أو أن يضع أجوائه وأراضيه في خدمة العدوان الأمريكي.
• والرئيس جورج بوش راح يهدد ويتوعد إيران , وإيران على يقين بأنه مهما جن وغضب وزمجر, فليس أكثر من ثور أثخنته المقاومة العراقية بالجراح. بعد أن رشقته بالكثير من النبال والسهام.
والرئيس جورج بوش راح هو الآخر يتذاكى وينافق ويمكر. ويقوم بتصوير وإنتاج حلقات مسلسله الجديد ,وفق نفس سيناريو غزو العراق. ويكثر من حضوره على الفضائيات. وأعطى أوامره لرايس بأن تقدح وتذم إيران في المحافل والمؤتمرات و الاجتماعات. ووجدت رايس أن أفضل الأمكنة المناسبة لعرض إبداعاتها في الكذب والدجل والتهديد والوعيد هو بعض العواصم العربية والأوروبية. والرئيس جورج بوش أنصرف لينسج مشروع عدوانه على إيران , ليتجنب فيه الأخطاء والثغرات والنواقص والعيوب والهفوات التي ظهرت بمشروع عدوانه وغزوه واحتلاله للعراق. وراح يصعد من مواقفه ولهجات خطابه ليرهب العالم وشعبه وإيران.
1. فراح يخوف شعبه من إيران وخطر مشروعها النووي. لعله يحظى بالتأييد في شن حرب على إيران كما حصل على التأييد في غزوه للعراق. فإذا بالأمريكيين غير مقتنعين بهذا الخطر, وبكل ما يقول.
2. وراح يستنهض همم حلفائه, فإذا بها واهنة, وهم في ريبة مما يقول, ومنقسمين بشأن هذا الخطر.
3. وحرك مجلس الأمن لاتخاذ خطوات ضد إيران. فرحل المجلس الموضوع لوكالة الطاقة الذرية. وتعاملت إيران مع الوكالة بصدق وموضوعية وبحذر, كي لا تفسح المجال للوكالة أن تتمادى وتشط وتخطأ كما سبق وأخطأت في معالجتها لموضوع أسلحة الدمار العراقية. وحاول البرادعي مدير الوكالة الحفاظ على استقلالية وحيادية وكالته في التعامل مع هذا الملف. فجن جنون الادارة الأمريكية. وأمام إصرار إيران على حقها, واتهام الادارة الأمريكية البرادعي بأنه لا يقوم هو ووكالته بواجباتهم, وحتى التشكيك بنزاهته. وتحريك بعض مندوبي الوكالة ضد إيران.فجاء تصويت الوكالة لصالح ترحيل الملف إلى مجلس الأمن لإجبار إيران على الرضوخ.وفي مجلس الأمن أصطدم موقف إدارة بوش الداعي لفرض عقوبات على إيران بموقف روسيا والصين وغالبية أعضاء المجلس الذين عارضوا هذا التصعيد وكذلك فرض العقوبات. لأنهم شعروا بأن الهدف جرهم لحرب مع إيران بالوكالة عن الادارة الأمريكية.فأعيد الملف لوكالة الطاقة الذرية. وهكذا بات الملف بين أخذ ورد .
4. وكما دفع بوش طوني بلير من لندن للتطوع في ترويج كذبة أن أسلحة الدمار العراقية ستطال لندن خلال 45 دقيقة. وجد بوش في ساركوزي بديلا عن بلير حين روج لكذبة خطر السلاح النووي الإيراني الذي بات يهدد دول أوروبا .فخسر شعبيته, ولم يعد يصدقه شعبه الفرنسي في أي شيء يقوله.
5. وهدد الرئيس جورج بتشديد العقوبات على إيران إن لم توقف عملية تخصيب اليورانيوم . فضربت إيران بتهديداته عرض الحائط وراحت تزيد من عمليات التخصيب, وتعتبر ذلك حقا من حقوقها.
6. وحاولت إدارة الرئيس جورج بوش محاصرة سوريا وإيران وفصائل المقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين والعراق. وإذا بها تجد نفسها أنها هي المعزولة والمحاصرة فقط.
7. ولجأ الرئيس بوش لتهييج بعض الطوائف الإسلامية على إيران, ليضمن حشدها صفا واحدا خلف أنظمة الاعتدال. فراح يتهم إيران بأنها تتدخل في العراق ولبنان, وأنها باتت هي الحاكم الفعلي في العراق. فلم يقنع أحد,لأنه هو من يحتل بقواته العراق, وهو من تقع عليه مهمة منع هذه التدخلات. ورغم أنه حقق بعض النجاح في تشكيل ما يسمى بالصحوات في العراق, والتي هي حشود لليبراليين الجدد, إلا أن فصائل المقاومة العراقية أحبطت مسعاه. حين تبين أن المقاومة تضم السنة والشيعة معا.
8. وحاول بوش تعميم فكرة الصحوة العراقية في لبنان, ونقل الصراع الطائفي إليه في محاولة للنيل من سوريا حليفة إيران. فأوجد ما بات يعرف بفريق الموالاة أو فريق 14 آذار. ووجد في عملية خطف حزب الله لجنديين إسرائيليين مناسبة لإسرائيل لتقوم بتوجيه ضربة لفصائل المقاومة اللبنانية تقضي فيها على حزب الله, حليف سوريا وإيران. وتمكن إدارة بوش من وضع لبنان تحت وصايتها.فقرر السيد حسن نصر الله أن يجعل منه درسا قاسيا وهزيمة مدوية لكل من إسرائيل والإدارة الأمريكية وحلفائهم. فكان النصر حليف حزب الله. وهنا راح يزمجر جورج بوش مهددا إيران بأن حربه على الإرهاب ستطالها , وراح يحرك الأساطيل ويقر قع بالسلاح, ويجري هو وإسرائيل لقواتهم المزيد من المناورات. فردت عليه إيران باعتراض بعض سفنه, والكشف عب بعض قدراتها العسكرية المتطورة. وتحذره من قواته في العراق وأفغانستان ليسوا أكثر من رهائن لديها, وأنها ستجعل بعون الله من الخليج وكل مكان تتواجد فيه قواعد عسكرية أمريكية مقبرة لهذه القوة العاتية الظالمة والمتجبرة.
9. وحين لم يفلح بوش بهذه الأساليب.جن جنون إسرائيل وراحت تتحرك لإخافة وإرهاب إيران كما كانت تفعل مع العرب. ولأول مرة تستعرض إسرائيل عضلاتها وقواتها وتهدد وتتوعد وتجري المناورات على أعين الملأ . تهدد وتتوعد بتدمير المنشآت النووية الإيرانية بمفردها. رغم أن هذا ليس من طبعها أو عاداتها, فهي من تفاجئ الخصم بعدوانها وتدمر بناه كما تريد. وتترك للإدارة الأمريكية وباقي حلفائها مهمة إحباط أي تحرك للشرعية الدولية يدين ما قامت به إسرائيل. وراحت إسرائيل تتهم إيران بدعم الإرهاب, وتروج للخطر النووي على العالم والمنطقة. وحين فشلت في مسعاها, راحت تعتبر أن المشروع النووي الإيراني يستهدفها بالدرجة الأولى, ومن حقها توجيه ضربة لإيران ومنشأتها النووية لإنهاء هذا الخطر الإيراني وضمان أمنها. فجاء الرد الإيراني صاعقا, حين اعتبرت أي عدوان إسرائيلي على إيران, سيدفع بإيران لقلع هذا الكيان من أساسه. وأن على الإسرائيليين الهرب, والعودة من حيث أتوا. فلا مكان لهم في فلسطين اليوم أو غدا أو بعد غد ولا في المستقبل. وبهذا الكلام أدخلت إيران الإسرائيليين وحكام إسرائيل في متاهة وراحوا يتخبطون فيها تخبط الأعمى.
10. حينها لم يجد بوش سوى تكثيف تعاونه مع حلفائه بزياراته وزيارات نائبه والوزيرة رايس, والتي قال عنها أن هدفها بحث ودرس التهديد الذي تمثله إيران, ورغبة الولايات المتحدة الأمريكية في الحفاظ على الاتفاقيات الأمنية مع حلفائها في المنطقة القلقين من تعاظم القوة الإيرانية. فأصيب حلفائه بالحرج.
ولذلك وجد الرئيس جورج بوش نفسه في ورطة جديدة ليس لها من مخرج. وخاصة بعد أن أجهض قائد القيادة العسكرية الوسطى مساعيه, حين أعلن بأن القوات الأميركية غير قادرة على خوض صراع مسلح ثان مع إيران. ورغم أن الرئيس جورج بوش أجبره على تقديم استقالته,إلا أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مايك مولين عبر عن موقف القيادة العسكرية الأمريكية حين قال: ينبغي على المجتمع الدولي أن يتابع الضغط على إيران اقتصاديا وماليا ودبلوماسيا من اجل جلبها إلى نقطة يمكن من خلالها الاتفاق على مسألة الأسلحة النووية. و لكي يحمل الرئيس جورج بوش مغبة أي حرب جديدة أعلن في تصريح جديد قال فيه: أقاتل الآن في حربين ولا أحتاج على ثالثة مع إيران.وقد لخص العقيد الأميركي المتقاعد لورانس ولكرسون الوضع أمام إحدى لجان الكونغرس حين قال: أي حرب على إيران ستوحد 70مليون إيراني, وتمكنهم بالحقد والقومية والضغينة على مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية,إضافة إلى أن الجيش الإيراني والحرس الثوري المعروف عنهما الشجاعة والشراسة سيخوضان حرب ضروس في كل مكان. وأن الولايات المتحدة الأمريكية التي قضت على عدو إيران الأول في العراق وتشدد الخناق على عدوها الثاني في أفغانستان . وبعد هزيمة حزب الله لإسرائيل في لبنان ,فإن الوضع بات يصب في صالحها.وستلجأ لحرب عصابات بتقنية متطورة . ولذلك فإن أي حرب على إيران ستكون مجازفة متهورة وكاراثية , ولن تجدي سوى في تأخير برنامج إيران النووي أكثر من سنة أو سنتين أو أكثر بقليل. فإيران لا يمكن ثنيها عن أي شيء مصممة عليه. وهذا ما جعل مواقف الرئيس جورج بوش تنهار, وتدفع به مضطرا لأن يتراجع 180درجة عن نهجه السابق . حيث بات يقبل التفاوض بالواسطة أو مباشرة مع إيران, وفتح قنوات اتصال معها, وفتح مكتب علاقات في طهران. وتكليف الدول الأوروبية بإيجاد مخرج له من هذه الورطة. وباتت الضغوط ثقيلة عليه. ويواجه الآن مصاعب جمة وضغوط بات تثقل كاهله. ومنها:
• موقف إسرائيل المتعنت برفضه للمشروع النووي الإيراني, وإصرارها بالعدوان على غيران وتدمير مشروعها النووي. وبوش ملزم بإرضاء إسرائيل. ولو على حساب مصالح بلاده. فلا مصالح تعلو على مصالح إسرائيل بنظره ونظر إدارته. وهو بأمس الحاجة للوبي الصهيوني لضمان فوز مرشحي حزبه وجون ماكين في تشرين الثاني من هذا العام.
• وإيران بعد ثورتها الإسلامية لم تستطع أي من الإدارات الأمريكية إلحاق الهزيمة بها. ولذلك فإذا ما امتلكت التكنولوجية النووية ستكون أقوى. وهذا ما يؤرق الرئيس جورج بوش.
• وشروط إيران لتسوية ملف مشروعها النووي صعبة وقاسية . وهي تصفع كل أجتماع معها بمطالبها وهي:تعليق العقوبات الدولية والأمريكية . ووضع جدول زمني وآلية لتنفيذ الوعود الواردة في سلة الحوافز الغربية . ومساعدتها في مجالات تكنولوجية أخرى. وتعهد فرنسا وألمانيا ببناء وتشغيل مفاعلات تعمل بالماء الخفيف خلال مدة لا تتعدى الخمسة أعوام, وتفي بحاجاتها من الكهرباء. والإقرار بحق إيران بإنتاج الوقود النووي. وتوضيح آلية تطبيق النظام الأمني الإقليمي والذي تحدثت عنه رزمة المقترحات الأوروبية والذي يعطي إيران دورا محوريا.والتعهد بعدم شن هجوم عسكري على إيران أو محاولة التآمر عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
• والإقرار لإيران بما تريد سيضع حلفاء الادارة الأمريكية في دائرة الاتهام . لأنهم لم يسخروا مصالحهم ومواردهم النفطية وجهودهم السياسية والدبلوماسية لتحقيق مصالحهم ومصالح الأمتين العربية والإسلامية وقضية فلسطين. وإنما وضعوهم في خدمة الادارة الأمريكية لتحقيق مصالح بلادها. والإدارات الأمريكية وظفت جزء منها لصالح خدمة مصالح حليفتها إسرائيل.
ولهذه الأسباب بات كل هم الرئيس جورج بوش أن تنقضي الأشهر المتبقية من ولايته على خير. بعد أن خرجت إيران منتصرة وحققت ما تريد. بينما عيون إسرائيل تقدح منها الشرر على ما ألحقه بها من هزائم. وأن مهمته باتت أن يماطل كسبا للوقت ريثما ينتخب الرئيس الجديد, ويسلمه مقاليد الأمور. وأن يكون مستعدا لتقبل اللعنات تنهال عليه من كل حدب وصوب ,والتهم توجه إليه, والتي قد تجره إلى المحاكم بتهم الفشل والإهمال والتقصير, وتشويه سمعة بلاده وتدمير قوتها العسكرية واقتصادها. وخاصة بعد اتهامه وإدارته بأنهم ارتكبوا جرائم حرب.
الأحد : 27/7/2008م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
بريد إلكتروني: burhank45@yahoo.com
bkburhan@maktoob.com
bkriem@gmail.com