فريد المازني فنان الراب العالمي يستهجن التضييق المستمر والممنهج على فن الراب في تونس ويتهم “حكومة الرجل العجوز” بالتأمر ضد فن الموقف لإخماد صوت الشباب الناقد لعثرات وأخطاء السياسيين.

بحثي عن مرجعية الراب في تونس جعلني أتوقف عند الشاب التونسي فريد المازني الذي يحترف حاليا مع مجموعة “ديلاهوجا” الإسبانية وصاحب أغنية العباد في تركينة لسنة 2005 والتي شهدت نجاح باهر بين الجاليات العربية في الخارج بينما كان الشباب التونسي يستمع إليها خلسة واجدا فيها متنفس أن ذاك.

الحوارمع فريد المازني تم يوم 24 أوت وتضمن الآتي:

أغنية العباد في تركينة تطرقت لقمع البوليس و التعذيب في السجون والفساد المالي في فترة حكم زين العابدين بن علي. لماذا الإستمرار في سماع هذه الأغنية في زمن حكم حركة النهضة؟

إلتجئت لفن الراب لأعبرعن إنتهاكات البوليس لعرض وحرمة جسد المواطن التونسي دون وجه حق. الطاغية زين العابدين بن علي نجح في تجنيد “قواد يكتب تقرير بقلم الخزي وتلفيق التهم الباطلة”.

مسكت قلمي الغاضب و كتبت “العباد في تركينة” سنة 2005.الأغنية مازالت حية ولم تمت في زمن حكم حركة النهضة لأن مضمونها نعيشه يوميا في تونس ما بعد ثورة 14 جانفي 2011. لو تقوم الحكومة الحالية أوالحكومة التي سيتم إنتخابها لاحقا بحفظ الحريات في بلدي ستحفظ أغنيتي في الأرشيف.

أغاني الراب تمثل وقود يشحن الشباب لمقاومة القمع و التعدي على الحريات. لماذا التضييق المستمر على الجيل الجديد من فنان الراب في تونس؟

التضييق عبارة منمقة وموزونة موجودة في قاموسكم لكن بلغة فنان الراب ” تخنقني نزيد نكبش “. في عهد زين العابدين بن علي، أطلقت اغنيتي “العباد في تركينة” في أوروبا و تم سماعها بالرغم من وحشية أجهزة القمع والعدد المهول من ” القوادة” للمخلوع. الحكومة لا تستخلص العبرة وتستميت في “خنقنا”. فنان الراب يمثلون المعارضة الحقيقية للحكومة لذلك نحن نزعجهم ويسعون للتخلص منا عبر تلفيق التهم الباطلة. الحكومة ممكن أن تدخل في حوار أو وفاق مع الأحزاب أما عن علاقتنا بها ف ” الكلاش” مستمر.

مجموعة ديلاهوجا تحقق شهرة عالمية و تحصد جوائز من بلدان عديدة، لماذا تستبعد عن المهرجانات في تونس؟

لا أعرف الأسباب التي تقف وراء إستبعادي عن المهرجانات في تونس، وزير الثقافة مهدي مبروك يقف في صف الحكومة وأنا أنقدها من خلال الراب، زين العابدين بن علي يمثل سياسة قمع وإستبداد لم يزولا بعد. أنا أحترف فن الراب مع مجموعة ديلاهوجا وأفتخر بإعتراف الشباب التونسي بي.

ماهي أسباب غياب فريد المازني عن المشهد الإعلامي في تونس؟

الإجابة تجدينها عند الإعلاميين، أنا أجهل الأسباب ولم يعد يهمني شيء إلا أن أشهد تمتع المواطن التونسي بحقوقه وممارسة حرياته، أنا أقضي عطلتي في تونس وأعود لإسبانيا بحكم إنتماءي لمجموعة “ديلاهوجا”.

بعد الثورة، أصبح الراب معترفا به لكن غياب المنتجين يعرقل مسيرة الجيل الجديد من فنان الراب. في هذا الإطار، هل الراب التونسي قادر أن يصل للعالمية؟

الراب هو فن الموقف، المنتمي لهذا المجال مصداقيته هي التي ستبقيه. فنان الراب ينقد أغانيه بنفسه ثم يطلب من الأخرين تقيمه. المنتجون سيراهنون على فن الراب عاجلا أم أجلا لأن قاعدة عشاق هذا الفن في تزايد مستمر لأنه يمثلهم و يحكي واقعهم دون زيف .كوكي داتيشا، بي بي جي كلاي، فينكس أداءهم عالمي والراب التونسي لديه جنوده وبإصرار هؤلاء سيصل الراب التونسي للعالمية.