قام زين العابدين بن علي فيما سبق بتعديل الدستور في 2002 لمنح نفسه حصانة دائمة من العقاب على جميع الأفعال المرتبطة بأدائه مهامّه. و لم يواجه الموظّفون الرسميون بالإجمال المساءلة أيضا عما ارتكبوه من انتهاكات لحقوق الإنسان التي ارتكبت في الماضي و ما يستمر من انتهاكات حتى الآن، و كما نص المبدأ 19 من “مبادئ الأمم المتحدة الحديثة لمكافحة الإفلات من العقاب”، فإنّ واجب الدولة ضمان كشف الحقيقة و إحقاق العدالة و إخضاع المسؤولين عن الإنتهاكات للمحاسبة. منظّمة العفو الدولية، أفريل 2012
قُبيل التّصريح بالحكم النهائي في قضيّة “شهداء تونس الكبرى” و الذي من المنتظر أن تصدره المحكمة العسكرية بتونس خلال الأيام القادمة، افتتحت جمعية الدفاع عن حقوق الشهداء و الجرحى “لن ننساكم” بالتعاون مع الجمعية التونسية للحرية و الكرامة في دار الثقافة ابن رشيق البارحة معرضا لصور وثّقت مراحل مهمة خلال ملاحم الثورة في تونس تحت عنوان “معرض وفاء للثورة التونسية”، سيتواصل المعرض إلى يوم السبت المقبل حيث سيتمّ عرض شريط وثائقي حول الثورة التونسية،
حضر الإفتتاح عدد من عائلات الشهداء و الجرحى في حين تغيّبت وسائل الإعلام التقليدية، كنّا حاضرين و حاورنا لطفي بن محمود شقيق الشهيد منتصر بن محمود و سيدة السيفي أمّ الشهيد شكري السيفي أصيلي منطقة الكرم الغربي في الضاحية الشمالية للعاصمة، الذين أكّدا على رفضهم لتقزيم و تشويه قضية شهداء الثورة من طرف الحكومات المتعاقبة.
كما أعرب أغلبية الحضور من عائلات الشهداء عن أملهم أن يساهم المعرض في إحياء الذاكرة الجماعية لتصحيح المسارة و ضدّ الإفلات من العقاب الذي يتمتّع به قتلة أبنائهم.
أخذت الكلمة في الإفتتاح المحامية الأستاذة ليلى حدّاد التي أكّدت على عدم ثقتها في القضاء العسكري، و إستغرب المحامي عضو مجموعة ال25 الأستاذ شرف الدين القلّيل من غياب السلطة الرابعة عن المعرض و بيّن أنّ ملف قضايا شهداء و جرحى الثورة وُلد ميتا لدى المحاكم العسكرية و عقّب المحامي الأستاذ عمر الصفراوي مصرّحا أنّ القضاء العسكري عجز عن الإجابة عن سؤال محوري في قضايا شهداء الثورة و هو “شكون قتلهم ؟”.
من جهة أخرى أخذت فاطمة الورغي أمّ الشهيد أحمد الورغي الكلمة و هزّت الحضور بكلماتها : “ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء” و شدّدت على” رفض التعويضات التي تُريد المحكمة العسكرية اختزال القضيّة فيها”، في الختام صرّح حلمي الشنيتي شقيق الشهيد غسّان الشنيتي أصيل مدينة تالة من ولاية القصرين عن عدم ثقته في إستئناف قضية شهداء تالة و القصرين لدى المحكمة العسكرية بالكاف.
من أجل من إخترق الرصاص أجسادهم …؟
من أجل من سالت دمائهم …؟
من أجل من زهقت أرواحهم …؟
من أجل من فقدوا أعضائهم …؟
من أجل من تعالت صرخاتهم …؟
أفلا نخجل من أنفسنا …
أفلا تخجل أيها السياسي من تنكرك لهم .
أفلا تخجل أيها الأمني من قمعك لهم .
أفلا تخجل أيها العسكري من خذلانك لهم .
أفلا تخجل أيها الحقوقي من هجرك لهم .
أفلا تخجل أيها الإعلامي من تجاهلك لهم .
أما أنت أيها الشعب فقد خجل قلمي من الحديث عنك كيف لا وقد تنكرت وخذلت وهجرت وتجاهلت …
فمتى ستفيقوا من سباتكم لا من أجلهم بل من أجلكم
من أجل وطنكم
من أجل حريتكم
من أجل مستقبل أبنائكم
فنحن لا نطلب إلا حقا , لم نطلب إلا عدلا ولم نطلب إلا حقيقة من قتل أبنائنا
فهل إستكثرتم فينا ذلكحركة وفاء لدماء الشهداء
iThere are no comments
Add yours