20 على …….20!

يقترب الجنرال بن علي من قضاء عامه العشرين في الحُكم ، و بالتوازي يقترب طائر الحريّة محمد عبّو من قضاء شهره العشرين في السجن ..
…. و ذلك لم يُغيّر البتّة من حقيقة بسيطة للغاية ، هي أنّ قلم الحبيس ..أكبر وأشرف و أعظم من………………………..ضيم الرئيس !

إستقلال ………..مُرخّص له !

الجرائد المحليّة في هذا البلد مُستقلّة .. و جامعة ..
“الشروق” و”الحدث” و “الصباح” و “الإعلان”… و البقيّة الباقية ، كُلّها جرائد مستقلّة و جامعة .. و لا سامح الله من يقول العكس !
هي فعلا مستقلّة … و هي حتما جامعة …ما في ذلك شكّ : مستقلّة عن…………الحقيقة ! ، و جامعة……….. للأموال !

رئيس……التحرير !

تواصل حكومة الرئيس الحالي هذه الأيام أحاديثها السمينة….عن مجهوداتها المتينة لتحرير الدينار….
بودّي أن أسأل : ………… و متى تفكّرين يا سيّدتي الجميلة في تحرير ما هو أهمّ من الدّينارفي هذا البلد ………. أعني ، الإنسان !

تقويم …….صحّي !

في كلّ البلدان المُحترمة ، يكتب الصحفي عن “عوج” معيّن ، فيتوجّهون مُباشرة إلى هذا “العوج” ويُقوّمُونه …
أمّا في هذا البلد فيفعلون الآتي ، إذا كتب صحفيّ عن “العوج” : يتركون “العوج” جانبا ، و يهرعُون إلى الصحفي ل “يُعوّجونه” هو !

شبع …..إستثنائي !

… في كلّ البلدان المُحترمة أيضا ، الصحافيّون يأكلون “البفتاك” [1] ، أمّا في هذا البلد .. ف”البفتاك” * هو الذّي يأكل الصحافيّين و معهم يأكل أحلى سنوات عُمرهم !
* إعلان غياب !
من يذهب إلى “دار الصحفي” ، فإنّه حتما سيجد الدّار ……..و لا يجد الصّحفي ! و لكنّه على أيّة حال سيجد…………….البار !

وزن الريشة !

أهله قالوا عنه إنّه يُقدّم برامج خفيفة للنّاس ، و لم يكذبوا ، فبرامج تلفزيون هذا البلد هي خفيفة للغاية حتما ، فهل سمعتم بشيء فارغ أصلا يكون له وزن غير خفيف !

إلى الأستاذ عبد الرؤوف العيّادي

أُستاذي العزيز .. بإختصار : مُشكلة الذّين مازالوا يُردّدون إلى الآن نظريّة أنّ الملائكة لا يُوجدون سوى في السماء ، أنّهم لم يسمعوا بوجودك هنا على الأرض ، و لم يعرفوك مثلنا .. صدقني ..

تونس / سبتمبر 2006

[1]
* “البفتاك” : هي تسمية شائعة في الوسط الصّحفي في تونس لورق الصحف الذي يُقطّع إلى أوراق يستعملها الصحافيّون لكتابة مقالاتهم عليها قبل إيداعها المطبعة
.