المظاهرة انطلقت بتجمع شبابي بساحة الجمهورية بالعاصمة أين رفع الحضور شعارات تطالب بعدم التراجع عن التصويت على قانون تجريم التطبيع والكف عن المزايدات الكلامية و البحث عن مخارج قانونية تهربا من المطلب الشعبي بالمصادقة على مقترح القانون، معتبرين ما حصل في البرلمان سابقة خطيرة تهز استقلالية قراره أمام الرأي العام.
مرورا بشارع باريس، انطلقت المظاهرة في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة رافعة الأعلام الفلسطينية  ومجسدات لأكفان بيضاء ملطخة بالدماء في تعبير عن جرائم الابادة التي لا تستثني الأطفال في غزة. كما رفع المتظاهرون والمتظاهرات شعارات مناوئة لبعض العواصم الغربية كباريس وواشنطن وبرلين التي لم تتوقف عن دعم آلة الحرب “الاسرائيلية”  وتحاول منع أي تعبيرات مناصرة للفلسطينيين على أراضيها، مسلطة خطايا مالية وملاحقات قضائية وتشويها إعلاميا لمن يتجرأ على فضح جرائم الاحتلال في غزة.

واستهجنت الشعارات  صمت الغرب أمام بشاعة المجازر التي يرتكبها الاحتلال مذكرة إياه بماضيه الاستعماري وجرائمه في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، كما صب المحتجون جام غضبهم على المواقف العربية الخجولة التي لم تقدم للفلسطينيين غير الخطابات الجوفاء.

وببلوغ شارع الحبيب بورقيبة توجهت المظاهرة صوب السفارة الفرنسية التي كانت محاطة بطوق من الشرطة والحواجز الحديدية لمنع المتظاهرين من الاقتراب من محيطها، أين رفع المتظاهرون شعارات منددة بالدبلوماسية الفرنسية المنحازة للاحتلال “الاسرائيلي” مطالبين السلطات الفرنسية باطلاق سراح الناشط اللبناني المناصر للقضية الفلسطينية جورج ابراهيم عبد الله المسجون منذ 40 سنة بالسجون الفرنسية.

وجددت اللجنة الوطنية لدعم المقاومة بفلسطين دعوتها كل القوى المدنية والسياسية والشعبية في تونس لمواصلة تقديم الإسناد للمقاومة الفلسطينية بكل الأشكال الممكنة بما في ذلك التظاهر اليومي وتفعيل المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية والفنية والرياضية. كما استنكرت اللجنة الإيقافات و المضايقات التي تعرض لها العشرات من الشباب التونسي المنخرط في فعاليات دعم المقاومة في تعارض مع الموقف الشعبي والرسمي في تونس.

وشدد الحضور في ختام المظاهرة رفضهم ما اسموه محاولات البرلمان التونسي الالتفاف على مشروع القانون المجرم للتطبيع مع الكيان الصهيوني والدعوة إلى ارجاعه بشكل عاجل إلى الجلسة العامة من أجل استكمال نقاشه تفعيلا لنضالات أجيال من التونسيين، لإيجاد آلية ناجعة في مواجهة مخطط عالمي يستهدف الحق الفلسطيني  ويدعم نظام ميز عنصري كما حصل لعقود في جنوب افريقيا.