كان إبراهيم يحمل رسالة مختلفة لسيمون واثنين آخرين من المصلين، لم يسبق أن ربطته بهم أية علاقة من أي نوع كان. كان يعتقد أنها رسالة مقدسة لذلك صرخ في وجه الله وفي مقامه “الله اكبر”. ولحمل الرسالة ترك إبراهيم عائلته المتكونة من تسعة إخوة ووالدين، ليركب البحر في رحلة سرية محفوفة بالموت والمخاطر، ثم تسلل من إيطاليا إلى مدينة نيس الفرنسية حيث نفّذ رسالته.
رسالة إبراهيم
رسالة إبراهيم كانت على الأرجح الثأر من مواطني بلد نشر صورا “ساخرة من النّبي محمّد”، في صحيفة “شارلي هبدو”. لم يكمل إبراهيم مرحلة التعليم الإعدادي، وهو لا يتقن اللغة الفرنسية ولم يكن مولعا بمطالعة الصحف، ولم يكن قادرا على تسمية صحيفة واحدة تصدر في بلده. كان إبراهيم يشتغل على عربة صغيرة لبيع البنزين المهرّب، ولم يكن كما تقول عائلته يولي اهتماما للأخبار. لماذا إذن قام إبراهيم بقطع كل هذه المسافة عبر قوارب الموت، لقتل اشخاص لم يسبق أن ربطته بهم أية علاقة؟ لم تكن عملية ذبح مصلين في كنيسة نوتردام أول عمل إرهابي يستهدف مدينة نيس الفرنسية، ولم يكن إبراهيم أول تونسي يقوم بإراقة دماء أبرياء لا ذنب لهم سوى تواجدهم بالصدفة في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ. فيوم 14 جويلية 2016 حينما كان الآلاف من الفرنسيين يحتفلون بيوم الباستيل على الواجهة البحرية لنيس، وحينما كانت الألعاب النارية تشق سماء المدينة، صرخ التونسي محمد بوهلال “الله اكبر” وهو يقود شاحنته وسط الحشود بين الأطفال والرجال والنساء من مختلف الأعمار والجنسيات، وتنتهي العملية بقتل 86 شخصا لا تربطهم به أية علاقة أو سابق معرفة، ولا ذنب لهم سوى تواجدهم صدفة في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ.
“إرهاب تونسي”
لم يكن إبراهيم العيساوي ومحمد بوهلال حالتين منعزلتين، فقبلهما قام تونسيون بعمليات ذبح وحرق وتفجير واغتصاب لآلاف من البشر في أماكن مختلفة من العالم، بشر منهم العرب، في العراق وسوريا وليبيا وتونس. ومنهم الأرمن والشركس والأكراد والألمان والفرنسيين والبلجيكيين والأفغان، منهم المسلمين، من السنة والشيعة والمسيحيين من الشرق والغرب وكان المبرر الدفاع عن الله والرسول وعن عزة الإسلام.
في سنة 2016 ، قُدّر عدد التونسيين الذين يقاتلون مع تنظيمات إرهابية في العراق وسوريا بحوالي 6500 مقاتل أغلبيتهم لا تتجاوز الثلاثين سنة من العمر. وأفاد مجمع سوفان الأمريكي المختص في الخدمات الاستخباراتية والأمنية أن المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى هذه الجماعات يأتون مما لا يقل عن 86 دولة، وأن ” الدول العشر التي تتصدر قائمة المقاتلين الأجانب في العراق وسوريا تشمل تونس (6500) والسعودية (2500) والأردن (2250) وتركيا (2100) وفرنسا (1700) والمغرب (1350) ولبنان (900) ومصر (800)” .
حسب التحقيقات الفرنسية، فإن إبراهيم العيساوي دخل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية بطريقة سرية في 20 سبتمبر الماضي، ويوم 9 أكتوبر ألقت الشرطة الإيطالية القبض عليه باعتباره مهاجرا غير قانوني ونقل إلى مركز تحديد الهوية بمدينة باري، واختفى إثر ذلك ليظهر يوم 29 أكتوبر وينفذ العملية الإرهابية. هذا يعني أن العيساوي لم يمكث في إيطاليا أكثر من خمسة أسابيع، قضى معظمها في مراكز الاحتجاز، ولم يبق في فرنسا أكثر من يومين، وهي فترة غير كافية، سواء في إيطاليا أو فرنسا لاستقطابه وتأطيره. وهو ما يرجّح أن عملية الاستقطاب تمّت في تونس وكذلك التخطيط للعملية.
حاضنة سياسية
ومنذ انتخابات 2019 وصعود تيارات دينية متطرفة على غرار ائتلاف الكرامة، نشطت بشكل ملفت الدعوات للتكفير وتبييض الإرهاب. واعتبر نائب في البرلمان أن عملية ذبح أستاذ التاريخ صامويل باتي في 16 أكتوبر الماضي، مسألة طبيعية دفاعا عن الإسلام. إذ كتب راشد الخياري في تدوينة على فايسبوك “الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي أعظم الجرائم وعلى من يقدم عليها تحمل تبعاتها ونتائجها، دولة كانت أو جماعة أو فرداً”.
وبعد انتخابات المجلس التأسيسي سنة 2011 وصعود الإسلام السياسي ممثلا في حركة النهضة، شهدت تونس حملات غير مسبوقة من الدعاية لمجموعات جهادية متطرّفة والتحريض ضد كل من يختلف مع هذه المجموعات. كما نشطت حملات الدعوات للتسفير من أجل الجهاد. واستقطب التطرف العنيف عشرات الآلاف من الشباب، المهمش في أغلبه. وأدّت عمليات الحشد والاستقطاب والاستثمار في العنف بتواطئ ودعم رسمي إلى حدوث اغتيالات سياسية (لطفي نقض، شكري بلعيد، محمد البراهمي). ومع تراجع حركة النهضة في الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد سنة 2014، عادت الدولة للمسك بزمام الأمور في مكافحة الإرهاب أمنيا ومواجهة التطرف العنيف قضائيا.
لكن عودة تيارات الإسلام السياسي والشعبويين للحكم مؤخرا خلق نوعا من التساهل والتسامح مع دعاة التطرف العنيف ومبيضي الإرهاب، وتزامن ذلك مع ظهور قوة إقليمية تقودها تركيا ورئيسها أردوغان، هذه القوة التي تقدّم نفسها كحامية وحاضنة للفكر المتطرف، وهو ما برز بوضوح في الفترة الأخيرة بعد حادثة ذبح أستاذ التاريخ صمويل باتي.
اما أن يملي علينا من جبلنا بطريقة تفكير جذورها خلفية تفكيرية هوياتية استعمارية اونحن متطرفون. السؤال :من هو افضل”المتطرف” ام الابن غير الشرعي”بتفكيره” بتسلطه على هوية بني جلدته الخالدة. أليس التطرف لمن يرمي الاخر لالتطرف؟
تتحرروا مما اصابكم من افكاركم الاستعمارية التي جبلتم عليها. وعندها تعون ما معنى التطرف. و تعون ان الكتطىف(مثلكم) من يقصي من لا يسير وراءه في طريق الاستعمار الفكري.
J’ignorais qu’il y avait un témoin oculaire qui avait accompagné le terroriste depuis sa “Harga” jusqu’à son acte abominable à Nice et qui connaissait non seulement sa vie , sa famille mais aussi ce qu’il pensait et même ce que pensaient ses victimes!
Très surpris de voir Nawaat publier cette apologie, bien contorsionnée -par insigne courage, sans doute !- mais assez claire, somme toute, de cet (te) incertain (e) ‘Ihsân !
Dans ces propos confus, on arrive à comprendre, quand même, deux ou trois petites choses… sordides :
– que ‘Ihsân, quel beau prénom pourtant ! s’assimile à l’auteur de l’horrible massacre par son emploi d’un ”nous”, ou tribal ou clanique, en tous cas englobant, qui serait rangé, par abus de langage et affreuse injustice, dans l’affreuse catégorie des extrémistes ;
– que ceux qui condamnent ou combattent de pareils actes barbares sont ”culturellement bâtards”, inféodés à ceux qui ne sont pas ”nous”, suppôts de tous les colonialismes !
Dans un langage fleuri… d’épines meurtrières, ‘Ihsân -qui cite ses classiques, parle des ”fils de [notre] peau” banî jildatihi”. Au-delà des solidarités ordinaires entre concitoyens, l’assimilation achevée, la disparition, corps et âme, dans le groupe, le clan, la tribu de jadis. Et ma foi je ne sais à quel fantasme de peau, il ou elle se réfère ; car, le petit pays qui est le nôtre a connu tellement de peaux, des vieilles et des moins vieilles, des écorchées et des bien tannées sous le soleil. Surtout, il a fait tant de fois peau neuve.
Espérons que l’actuelle, celle qui fait des ‘Ibrâhîm assassins et des ‘Ahzân solidaires -pardon pour l’orthographe, pas tant que ça hasardeuse- n’est que celle d’une pénible et brève, très brève, mue.
Espérons aussi que Nawaat ne laisse plus passer de pareils écrits : s’agissant d’appels à la haine et de justifications de meurtres, il n’y a là aucun acte de censure.