youssef-chahed

ارتبط اسمه باسم الأسرة منذ بروزه في المشهد السياسي، فهو رجل المهام الخاصة لدى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والمقرب من تخوم الأسرة وعالمها. قبل ذلك لم يكن اسم يوسف الشاهد يمثل غير ذلك الشاب الخجول غير القادر على ترتيب أفكاره ولا الاسترسال في الحديث، وهي الصورة التي تركها رجل الأسرة لدى رفاقه في حزب الوفاق الجمهوري الذي خاض انتخابات 2011 صلب القطب الديمقراطي الحداثي، قبل اندماج ثلاثة أحزاب وتشكيل الحزب الجمهوري في 2012.

مشوار الشاهد القصير في السياسة

الشاهد الذي كان من مؤسسي الوفاق الجمهوري صحبة عبد العزيز بلخوجة وسليم العزابي، لم يطل به المقام في الحزب الجمهوري، بقيادة نجيب الشابي، فقد اختار ان يقفز من المركب مع مجموعة سعيد العايدي ويلتحق بحركة نداء تونس في 2013، بعد سنة من تأسيس الحركة التي أوكلت إليه مهمة إنقاذها من الانقسام ففشل.
الشاهد لم يلج السياسة الا بعد دفع من سليم العزابي الذي تجمع بينهما أواصل القرابة والصداقة والانتماء لذات المحيط الاجتماعي، فلم يعرف عن الرجل الذي اشتغل خبيرا في المجال الفلاحي أي ميول سياسية أو اهتماما بالشأن العام. كل ما يعرف عنه انه كان موظف برتبة خبير في المشاريع الفلاحية لدى سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس لأكثر من خمس سنوات، وقد ذكر اسمه في احد وثائق وايكليكس وقدم على انه خبير معتمد من السفارة.

وحدها الصداقة والقرابة من عائلة قائد السبسي جعلته يتقدم تدريجيا في الساحة السياسية، ليطل اول مرة في 2015 حينما برز اسمه كاتب دولة للصيد البحري في حكومة الصيد الأولى. إقحام اسم يوسف الشاهد كان مصدره رئيس الدولة، لكن يومها لم يثر التعيين في منصب حكومي أي جدل بقدر الذي أثاره تعينه كرئيس للجنة الـ13 التي شكلّها رئيس الجمهورية لحسم أزمة حركة نداء تونس وإنهاء التصادم بين نجل الرئيس حافظ قائد السبسي ومحسن مرزوق.

رجل البلاط

تكليفه بمهمة إدارة الحوار والوصول الى حل، فشل فيها يوسف الشاهد الذي دفع بأربعة من أعضاء لجنة الـ13 الى مغادرة أشغال اليوم الأخير لمؤتمر النداء في 10 جانفي 2016، والاستقالة من الحزب نهائيا، فيما جمّد أربعة آخرون أشغالهم قبل ان يعودوا تدريجا. استقالات جاءت مرتبطة بما اعتبروه اصطفاف يوسف الشاهد خلف شق نجل الرئيس حافظ قائد السبسي، وفرضه للتسوية التي طالب بها السبسي الابن على المؤتمرين، وهي احتكار الجهاز التنفيذي والحديث باسم الحركة وتعيين جل أتباعه في مناصب قيادية.
تسوية دافع عنها الشاهد وقال أنها نتاج الديمقراطية نافيا أن يكون ما تم هو انقلاب على تسوية صاغها هو وبقية أعضاء لجنة الـ13، لكن ثمن الانقلاب قبضه اليوم الموالي لانتهاء أشغال المؤتمر بتعيينه وزيرا للشؤون المحلية، في التحوير الوزاري الجزئي بعد أن كان كاتب دولة للصيد البحري.

تطور الرتبة الوظيفية لم تمر دون جدل، فالشاب الأربعيني لا يمتلك من المؤهلات ما يجعله يقلد مناصب هامة. كل ما يملكه الشاهد هو علاقته برئيس الدولة وتقربه منه ومن أسرته، فالشاهد الذي يعتبر قريبا من الصنف الخامس، بحكم علاقة المصاهرة بين خاله ورئيس الدولة. علاقة جعلت من الرئيس يقرب الشاب، ويصطفيه ليجعله احد أذرعته واحد التابعين له ولنجله، ويبدو انه قرر منذ مارس 2016 ان يكون هو الرجل الأول في القصبة، متى حان أوان ذلك، وما كانت مبادرته إلا إخراجا لهذا القرار.

الباجي قائد السبسي يعلم جيدا أن الشاهد لن يكون سوى وزيرا أولا مُذعِنا لقصر قرطاج وقابلا لكل تعليماته. فالشاهد الذي يدين للباجي بإشعاع اسمه في السياسية، على استعداد لافتداء الشيخ بكل ما يملك وليس الشيخ فقط بل كل الأسرة، فقد سبق وقدم خدماته للسبسي الإبن في معركة هيمنته على الحزب.

ولاء عبر عنه الشاهد مرارا وتكرارا من كل المواقع التي قلد أيها، سواء كرئيس للجنة الـ13 أو كوزير للشؤون المحلية، لكنه في المقابل لم يستطع تقديم نفسه كرجل دولة أو شخصية قادرة على اتخاذ القرارات والدفاع عنها. بل هو شخص يتبع خطوات الباجي قائد السبسي ويدافع عنها حتى وان تناقضت مع بعضها، على غرار قوله في 2014 أن ”الباجي وحش السياسية لأنه انهي عهد الترويكا وتحالف المؤلفة قلوبهم“، في إشارة الى إنهاء هيمنة حركة النهضة، قبل أن يصبح ابرز مدافع عن فكرة الائتلاف مع النهضة والقول أن الباجي خبير في السياسة لقيامه بهذا التحالف.

youssef-chahed-essebsi-ennahdha-statut-facebookj-2014