يفترض كثير من السياسيين في تونس، إلى جانب نخب تقف على مسافة بعيدة من حكم الإسلاميين، أنّ الانتخابات المقبلة، لن تحمل خيرا لحركة النهضة الحاكمة وحليفيْها، وذلك على خلفية التعثّر الذي شهدته المرحلة الانتقالية، وما تخللها من عشوائية وتذبذب وجرائم وعنف، ناهيك عن عدم توفّق الاسلاميين في تنفيذ الكثير من وعودهم التي أغدقوها على ناخبيهم قبيْل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، وعلى رأسها تعهدات تقليل نسب البطالة، وتحسين مستوى معيشة المواطن التونسي، والمضيّ قدما في المحاسبة، وكتابة دستور توافقي يُرضي جميع الاطياف أو غالبيتها.
ومن الواضح أن غالبية تلك الوعود لم تجد طريقها الى التنفيذ بعد، لأسباب مختلفة، يتحمّل الاسلاميون الماسكون بزمام السلطة في (مهد الربيع العربي) الجزء الأوفر منها.
إلى ذلك، تبدو تكهّنات المتابعين حول هزيمة الاسلاميين في تونس أو تراجع شعبيتهم، في معظمها، قائمة على العاطفة، أو على عداء إيديولوجيي، أو هي أمنيات من هنا وهناك، لا تستند في الواقع على مؤشرات أو دعائم يمكن أن تصمد كثيرا.
سنحاول فيما يلي أن نبيّن تهافت الرأي الذي يرجّح تراجع دور الاسلاميين في المرحلة المقبلة نتيجة تحمّلهم الطبيعي لأخطاء المرحلة الانتقالية، وما تضمنته من مساوئ وجرائم وصلت حدّ الاغتيال السياسي (جريمة اغتيال المعارض شكري بلعيد).
قد لا نختلف على أنّ لحركة النهضة الاسلامية التي تمسك بمقاليد الحكم في تونس، ورقات رابحة كثيرة، لم تلوّح بها بعد، أو لنقل لم تكن متوفرة لها في السابق، ومن المرجح جدا ان تستغلها خلال الانتخابات المقبلة، لكن معارضيها، يتغاضون عن تلك الأوراق ويتجاهلون أهميتها، ولا يبذلون جهدا لافتكاكها أو تحجيمها أو عزلها، مما يجعلهم يكررون ذات الأخطاء خلال محاولاتهم المستمرّة للتصدّي لمحاولات الاسلاميين الهيمنة على الدولة والمجتمع والمشهد السياسي.
وما دامت معظم التحليلات تُبنى على فرضيات وأمنيات، تبدو النتيجة الطبيعية لكل ذلك، مزيدا من تغوّل الاسلاميين وتمكّنهم من دواليب الدولة، مقابل عزلة المعارضين العلمانيين وتراجع دورهم أمام هذا الطرف العائد بقوة اثر سقوط نظام زين العابدين بن علي.
عامل الوقت
يلعب الوقت دورا مهما لصالح الاسلاميين في تونس، ونشير إلى أنّ فوز حركة النهضة بـ89 مقعدا من أصل 217 في المجلس الوطني التأسيسي، تمّ في ظروف قاسية بالنسبة للنهضويين، فيومئذ، لم تكن حركة “النهضة” على ما هي عليه اليوم من حيث التنظيم واكتساح مختلف جهات البلاد وتأسيس مقرات وجامعات في مناطق تونس كافة، بل كانت حينها حزبا شبه يافع، حصل على الترخيص القانوني يوم 1 مارس 2011، ويعود الى الساحة السياسية بعد عقدين من القمع المتواصل مما أدى الى فقدانه الكثير من ألقه ونفوذه وشعبيته وامتداده، فقد تعرّض للتجريف والنسيان في أذهان التونسيين، خاصة مع الحجر المفروض على ما تبقى من رموزه في تونس، وتجنب الصحافة في عهد بن علي الحديث عنه ولو تلميحا، ولو تم ذلك، فلغاية الهجاء والتشنيع لا غير.
رغم أن النتيجة كانت طيّبة في الانتخابات الماضية بالنسبة لحزب كالنهضة، فإنّ الأمر يختلف كثيرا اليوم، فالنهضة ستدخل الانتخابات المقبلة وهي الحزب الاكثر تنظيما والأكثر امتدادا، ولا نعتقد بوجود حزب في تونس، يمكن أن ينافس حزب النهضة من حيث التواجد في غالبية جهات البلاد، وهو ما سيجعل مهمة كسب الاصوات في الانتخابات المقبلة اسهل بكثير من مهمة كسبها خلال الانتخابات الماضية، والتي اعتمدت فيها النهضة بالأساس على رصيد نضاليّ، وآلية التذكير بالقمع الشديد الذي تعرضت له ابان حكم بن علي، بما يوحي لدى العامة بأنها الأحق بخلافة الديكتاتور الهارب.
ومن المتوقع لو سارت الأمور كما تم التخطيط لها، أن تُجرى الانتخابات المقبلة في الفترة الممتدة بين 15 أكتوبر/تشرين الأول و15 ديسمبر/كانون الأول المقبليْن، كما أعلن عن ذلك المجلس التأسيسي، ولكن نشير ايضا إلى أنّ الهيئة العليا للانتخابات التي لم تتأسس بعد، سيكون لها الكلمة النهائية في تحديد تاريخ رسمي للانتخابات.
قدرة الاسلاميين على الحشد
لا يختلف اثنان على تميّز جماعات الاسلام السياسي بقدرة فائقة على التعبئة والحشد وتحريك الشارع، وهي ميزة تبدو مرتبطة ارتباطا وثيقًا بالسياق الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تنشط فيه هذه الجماعات التي تجعل من الدين مرجعية للعمل السياسي.
ربما لن نضيف كثيرا في هذه النقطة، فالعديد من المراجع تتحدّث عن هذه الميزة التي يتفرّد بها الاسلاميون، فحديث التقوى الدينية، وادعاء الوصاية على المقدّس، يبدو بمثابة جرعة قوية من حقنة مخدرّة، يُحقن بها ذوو الدخل المحدود والمستوى التعليميّ المتواضع، فتكون النتيجة انسياقا شبه تام وراء خطابات ديماغوجية وشعبوية تلتحف بالدين الى درجة اقناع المتقبل انّ الطرف السياسي المعني، هو الدين ذاته، وان الخروج عنه أو التصويت ضدّه، سيكون بمثابة الخروج عن الدين أو الوقوف في وجه المقدّس وتجاهله.
ولا يقف الأمر قطعا عند الخطاب الديني والشعبوية المفرطة في الخطاب، وإنما يتعداه الى العمل الاجتماعي، ومدّ يد العون للمحتاجين، وهذه ميزة أخرى للإسلاميين لم يقدر خصومهم المتمترسون في الأحياء الراقية على انتهاجها أو فضحها على الأقلّ، لما فيها من استغلال فاحش لمعاناة البسطاء في مناسبات بعينها.
وبما أن الفقر ينتشر في ربوع تونس منذ العهد السابق، وتفاقم في العهد الحالي، تكون نتائج العمل الاجتماعي والعون الاقتصادي فائقة الجدوى للإسلاميين بالضرورة.
وهنالك مؤشرات كثيرة تدلّ على أن النهضة لجأت لهذا النوع من التأثير على الناخب في الانتخابات الماضية، وذلك بإقامتها حفلات زواج جماعي، وحفلات ختان وقوافل مساعدات، حتى إن لم تُنجز باسمها، فإن المشرفين عليها مقربون من النهضة بشكل لا غبار عليه.
في ذات السياق، لا تتوجه النهضة فقط لمحدودي التكوين والتعليم، بل يبدو خطابها جذابا لكثير من العقلاء والمتعلمين، خاصة وأنه خطاب يأخذ بعين الاعتبار اختلاف المتقبّل وتنوع شرائحه وفئاته، بمعنًى أوضح، تروي النهضة للمتديّن البسيط روايات دينية، وبطولات مرتقبة لها لحماية الدين من أعدائه وهو العلمانيون بالاساس، وتخاطب الفقير بجدوى انتخابها وما سوف يلي فوزها من رغد العيش والرفاه، وتخاطب المتعلم بلغة الديمقراطية والحريات والتسامح وتذكره بحزب العدالة والتنمية التركي الذي جعل من تركيا استثناءً في المنطقة الاسلامية، وقوة اقليمية ودولية لا يستهان بها، ولكل مقام مقال.
طبعا ليس هذا فحسب ما يجعل قدرة الاخوان على التعبئة والتحشيد متميزة وقوية ودقيقة وثابتة، فنحن امام جماعة من المهرة والمحنكين في دغدغة المشاعر واللعب على الأوتار الحساسة لدى شعوب الشرق كافة، والشعب التونسي ليس استثناءً، خاصة من زاوية شحن الجماهير بكراهية الغرب وأميركا، والتحذير من مادية الحضارة الغربية وغزوها الفكري وتآمرها على العرب والمسلمين، دون الاخذ بعين الاعتبار تداعيات ذلك الخطاب عند الوصول إلى الحكم، ومدى القدرة على التشبّث بتلك المقولات أم رميها في سلة المهملات فور “التمكين”.
ونشير بالمقابل، إلى أنّ الاستماع الى الطبقات غير المتعلمة وغير المتابعة للتفاصيل، وخاصة من ينحصر جهده ووقته في توفير لقمة العيش الصعبة، يجعلنا تكتشف أنّ الرأي السائد بخصوص أسباب فشل المرحلة الانتقالية، أو تعثرها، عائد بالأساس بحسب هؤلاء، ليس لرداءة طاقم الحكم الحالي وعشوائيته وضعف تجربته في التسيير، وإنما لتربّص الاعداء وتعمّدهم تعطيل حكم النهضة وإجهاضه (منطق تبريري)، وهؤلاء الاعداء هم المعارضة العلمانية واتحاد الشغل والقوى الغربية الشريرة التي لا تريد للإسلام ان يسود تونس.
السيطرة على مفاصل الدولة
نقطة مهمة جدا، ستجعل كفة الانتخابات المقبلة تميل إلى صالح الاسلاميين من جديد، إذ تشير الكثير من المعطيات والقرائن، إلى أنّ حركة النهضة لم تفوّت فرصة الصكّ الذي قدمه لها الشعب التونسي في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، لتعين الكثير من كوادرها في مناصب حساسة وذات تأثير، ولا نعني الوزراء فحسب، بل نعني الشخصيات التي يتم تسميتها في مواقع ادارية وجهوية، وهي ذات المواقع التي لطالما ساعدت حزب الرئيس بن علي كثيرا على سحق معارضيه في ما كان يفترض انها انتخابات تُجرى في عهده.
ومازال أمام حركة النهضة الكثير لتفعله في هذه النقطة، وربما ستسرّع نسق الهيمنة على أجهزة الدولة في الاشهر القليلة المتبقية قبل الانتخابات، مستغلة تفرّغ الاعلام بشكل شبه تام إلى التفاصيل والسفاسف التي لا طائل من ورائها، ومستفيدة من عدم نضج المعارضة وتخبّطها وسيرها عكس عقارب الساعة، علاوة على قدرة النهضة على الامعان في خلق الأزمات وافتعال المواضيع الآنية غير المهمة، وإحداث الضجيج الذي يمثل أشجارا متباعدة قادرة لحسن حظّ الاسلاميين على اخفاء غابة كثيفة تخفي بدورها مخططا للسيطرة على الاجهزة التي تساعد زمن الاقتراع في التأثير على الناخب وتوجيهه.
ورقة “الفلول”
ترتكب بعض المعارضات خطأ فادحا بالارتماء في أحضان قوى النظام السابق أملا في الخلاص من حكم النهضة، ورغم أنّ النهضة في حدّ ذاتها ليست في قطيعة مطلقة مع تكتلات سياسية تعتبر امتدادا لحزب التجمع المنحلّ، إلا أنّ اقتراب يساريين وليبراليين من اصحاب المواقف الجذرية، من توابع النظام السابق، سيقدّم خدمة جليلة لحركة النهضة التي قد تستغل ذلك التقارب لحشر الجميع في زمرة “الفلول”، ومن ثمة احداث ارباك وتشويش قبيل الانتخابات بالتحذير من امكانية عودة النظام السابق من بوابة المعارضات ذات المصداقية التي كان لها صوت مسموع زمن بن علي.
يجري في هذه الاثناء الرئيس المرزوقي ما يسمى “حوارا وطنيا” هو بالأساس محاولة لجمع حزب “نداء تونس” الذي يضم وجوها من نظام بن علي، وحركة النهضة، على طاولة واحدة أملا في ايجاد “حلّ”.
ولا يمكن استباق نتائج ذلك الحوار أو “الصفقة”، لكنّ الثابت أنّ فشله سيعني حملة غير مسبوقة من طرف النهضة ضدّ “نداء تونس” وكافة الأحزاب التي تلتقي معه، قليلا أو كثيرا، وستمتدّ الحملة وتتوسّع ربما لتشمل المعارضة في المطلق، وقد تستمرّ الى موعد الانتخابات.
ومعلوم أن خطاب التحذير من الفلول وعودة سنوات بن علي الغبراء، له اثر عميق في نفوس التونسيين، الأمر الذي يعتبر ورقة رابحة أخرى في يد النهضة ستستغلها حسب مدى القرب أو التنافر مع “نداء تونس”.
لا شفافية فيما يتعلق بالمال السياسي
لأول مرة في تاريخ تونس، يجد المواطن نفسه أمام مصطلح غريب نسبيا وخارج سياق التداول في مراحل سابقة، إنه مصطلح (المال السياسي).
وكان للمال السياسي وهو فاسد بالضرورة، دور بارز في وصول عدة شخصيات الى المجلس التأسيسي، وبدا البذخ واضحا من خلال حملات أحزاب بعينها من بينها النهضة، فقد كانت طرق الرقابة وسُبلها على مال المتنافسين، مسدودة، خلال الانتخابات الماضية.
إلى اليوم، لم يحسم الفُرقاء في تونس أمر المال السياسي، ويبدو أنه موضوع حساس للجميع، إذ يحصل شبه اتفاق على “تجاهله” ولو مؤقتا، على اعتبار ان لغالبية الاحزاب الفاعلة على الساحة، مصادر تمويل مشبوهة لا تخضع لسلطة القانون، دون أن ننفي طبعا وجود اصوات تغرّد خارج السرب وتصرّ على طرح الموضوع للتداول الآن وليس غدا.
إن تُرك الحبل على الغارب في الانتخابات المقبلة، وفُسح المجال امام الجميع للحصول على تمويلات لا يضبطها القانون، فمن المرجح أن الاسلاميين سيكونون أكبر المستفدين، نظرا لما يتردد عن دعم دول عربية وحتى غربية لهم ولأجنداتهم، دون ان نهمل ملف رجال الأعمال الممنوعين من السفر ومن ثبت تعامله وفساده مع النظام السابق، ومصيرهم لازال بيد حركة النهضة التي قد تبتزّهم أثناء الانتخابات بعيدا عن الأضواء، من أجل دعمها بشكل أو بآخر.
الإعلام يتهاوى
خاضت حركة النهضة الاسلامية غداة انتخابات المجلس الوطني التأسيسي معركة ضارية ضدّ الاعلام الموالي لزين العابدين بن علي، والذي استمات في الدفع نحو تكريس صورة نمطية سيئة عن حركة النهضة، يمكن تلخيصها في (الجماعة الارهابية التي تريد قمع التونسيين وإعادتهم الى الوراء والحد من حرياتهم وفرض نمط عيش جديد عليهم).
تجاوزت النهضة بحكمة وذكاء تلك العقبة، عندما عكست الهجوم ووظفت الحملة لصالحها بخبث، فاستفادت مثلا من تفرّغ بعض وسائل الاعلام للتحذير من الاسلاميين وتتبع هفواتهم وبعض تصريحاتهم المُنفلتة، وذلك بتصوير وسائل الاعلام تلك ومن يقف خلها على أنهم “معادون للدين الاسلامي، وموالون لنهج بن علي الحاقد على بعض مظاهر التدين كالحجاب وصلاة الجماعة وإطلاق اللحية…إلخ”.
في ذات السياق، لم يكن لحركة النهضة يومئذ، وسائل اعلام يعتدّ بها، وراهنت على بعض الفضائيات العربية التي تدعم الاسلاميين، أو بعض المحاولات اليتيمة داخل تونس لإطلاق اعلام يستمع الى الجميع.
اليوم، الوضع يختلف كثيرا، فقد بات للنهضة وسائل إعلامها الخاصة، سواء ما يسمى “الاعلام الحزبي” او وسائل اعلام أخرى تدعّي الحيادية، ولكن تحيزها للنهضة لا يخفى على عاقل.
كما أن الكثير من وسائل الاعلام التي كانت سيفا مسلطا على النهضويين في عهد زين العابدين، حوّلت وجهتها نحو الدعاية الفجة لخصوم الأمس، مستفيدة من رسائل الطمأنة التي وجهتها حركة النهضة لصحافيي بن علي، بعدم تتبعهم، وتعيين بعضهم في مؤسسات عمومية، والصمت تجاه جرائم الكثير منهم، وعدم ارسال ملفاتهم الى القضاء.
كما يمكن الاقرار أنّ حركة النهضة، حسّنت كثيرا من أدائها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إذ بات عملها أكثر تنسيقا ودقة وانضباطا، فاهتمام قيادة الحزب الاسلامي بهذا الفضاء كان مبكرا، الأمر الذي يجعل صفحات النهضة على فايسبوك مثلا، قادرة بمفردها اليوم، على اطلاق حملات ولفت الرأي العام اليها وتوجيهه نحو وجهة بعينها، الأمر الذي سيكون حاسما خلال الاقتراع المقبل.
غموض فيما يتعلق بتحييد المساجد
كال المعارضون بُعيد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي اتهامات كثيرة لحركة النهضة تتعلق بتوظيف دور العبادة لصالح حملتها الانتخابية، وهو ما ساهم بشكل كبير في فوزها واكتساحها لغالبية مقاعد التأسيسي.
ووثق نشطاء عدة حالات من داخل المساجد، يتم فيها الدعاية لأطراف بعينها والتهجم على أطراف أخرى بلغ حد التكفير وإهدار الدمّ، وهو ما يتناقض مع اتفاق الفرقاء في تونس – بمن فيهم النهضة- على ضرورة تحييد دور العبادة، واستمرت الخروقات والتعدي على حرمات بيوت الله بعد الانتخابات.
لا قانون بعد يُحيّد المساجد عن السياسية والدعاية الحزبية، إذ تعيش دور العبادة صراعا لم يعد خفيا، وصل حد الفوضى وتبادل العنف بداخلها، وعجزت السلطات الانتقالية الى حدّ الآن على تنظيم أوضاع المساجد لأسباب مختلفة، ولا تزال المساجد منقسمة وتبدو أشبه بساحة وغى لقوى الضغط القديمة (أئمة النظام السابق) والجديدة (سلفيون، نهضويون، حزب التحرير).
الوضع يبدو في صالح حركة النهضة، خاصة وانّ تنظيم هذه الفضاءات يحتاج وقتا طويلا، وحتى ان دخل قانون تحييد المساجد حيز التنفيذ منذ الآن، وهو ما لم يتم بعد، فان تحييد المساجد بشكل كلي عن الأحزاب والأيديولوجيات، قد يتطلب سنوات لا اشهرا، مما يعني ان تسييس المساجد سيظل أمرا قائما خلال الانتخابات المقبلة حتى ولو تم تأجيل موعدها مرات عديدة.
ويتفق المراقبون لموضوع دور العبادة المنفلت من كل عقال، على أنّه ملف بالغ التعقيد، ويحتاج صرامة وحزما لمعالجته، وهو ما تتراخى حركة النهضة – التي عينت قياديا داخلها كوزير للشؤون الدينية – عن فعله، وتتلكأ في العمل عليه لغايات انتخابية واضحة.
الاسلاميون يختلفون لكنهم لا يفترقون
حصل صدام هائل بين التيار السلفي الجهادي وحركة النهضة منذ أن تولت الأخيرة مقاليد الحكم، وشهدت فترة تولي رئيس الحكومة الحالي علي العريض لوزارة الداخلية، صراعا مريرا بلغ حدّ القتل (أحداث السفارة الأميركية، دوار هيشر..الخ).
ومات سلفيون – كانوا الى وقت قريب يتوسّمون في النهضة خيرا- أثناء حكم نظرائهم من الاسلاميين، مما عمّق الشرخ القائم بين الطرفين عقائديا وسياسيا.
لكنّ من المرجّح جدا أن تتقلص الهوة بينهما عندما تحين ساعة الحسم والاقتراع، وبالرغم انّ أطيافا واسعة من التيار السلفي لا تتوجه الى الصناديق لقناعات معروفة، إلا ان كثيرين سيصوتون لفائدة النهضة إن وجدوا أنفسهم بين خيارين، أحدهما علماني والآخر اسلاميّ.
ومن المتوقع أن يصوت هؤلاء للنهضة في الانتخابات المقبلة، ليس لأنها الانسب لهم، بل لأنها الاقل سوءً من بين الخيارات المتوفّرة، خاصة خيار التيارات العلمانية التي يكنّ لها السلفيون عداء مزمنا، ويعتقدون أنها ستحارب الدين إن وصلت الحكم، وربما ستحارب السلفيين وتعيدهم الى السجون.
محاولات مرتقبة لرفع الاسهم
في رأينا، ستحاول النهضة رفع أسهمها الانتخابية عندما يتم تحديد موعد دقيق للانتخابات، ومن الاجراءات التي يتوقع كثيرون الاعلان عنها مع قرب موعد الاقتراع، احالة ملفات من النوع الثقيل الى القضاء، لتوليد انطباع لدى العامة أنّ الاسلاميين كانوا اوفياء صادقين لوعودهم فيما يتعلق بمحاسبة الفاسدين ورموز النظام السابق، رغم أنّ الموضوع لن يمسّ سوى قيادات الصف الثاني والثالث في ذلك النظام، نظرا لعودة كثيرين منهم الى الساحة السياسية وتحوّلهم إلى رقم صعب في المعادلة التونسية ويصعبُ التخلّص منهم بالطرق التقليدية.
ويبدو انّ النهضة اختارت منذ البداية تعطيل ملفّ المحاسبة قدر الامكان، إلى حين جلاء الصورة، ومحاولة فهم مراكز القوى وامتدادها وتوزّعها، ومدى قدرتها على الإيذاء، آخذة في عين الاعتبار، امكانية الصفح على كل من يقدم “خدمات” للعهد الجديد، مقابل الاعفاء من المحاسبة، وهذا ما يمكن ملاحظته فيما يتعلق بالانتقائية المفرطة في التعامل مع ملفات الفاسدين ورموز النظام السابق.
اجراءات كتلك، انتظرها التونسيون بفارغ الصبر، قد تلقى استحسانا بالغا لدى كثيرين من الغاضبين والمترددين في دعم النهضة، او في الأوساط التي ترى نفسها خُدعت بوعود الاسلاميين، حتى وإن جاءت متأخرة.
إلى ذلك، قد تعمد النهضة الى محاربة غلاء الاسعار فعلاً لا قولاً، وقد تنفّذ بعض الاجراءات التي تصب في صالح الفقراء ومحدودي الدخل والمهمّشين والشباب العاطل، مع اقتراب موعد الانتخابات، مستفيدة من وعود كثيرة من دول عربية وغربية بالمساعدة اللازمة، على غرار توقيع صفقات استثمار ضخمة مع دول خليجية.
كما يرجح كثيرون أن تشهد قضية اغتيال المعارض شكري بلعيد تطورات، من قبيل القاء القبض على قاتله حيًا، وجعل ذلك النجاح الامني يصبّ في صالح النهضة، وتفنيد كافة الاشاعات والتهم التي وجهت الى النهضويين بالوقوف وراء اغتيال بلعيد الذي كان خصما عنيدا للحزب الاسلامي الحاكم.
هذه الاجراءات، رغم أنها ستكون في “الدقائق الاخيرة”، فإنها ستفيد الاسلاميين كثيرا، خاصة وأنهم يراهنون على ما يتميز به الشعب التونسي من صفح وتسامح، وتركيز مفرط على ما هو آني، مقابل قصر النظر تجاه ما هو “إستراتيجي”.
ونختم
ما ذكر آنفا، محاولة للفت الانتباه إلى نقاط تستحقّ الاهتمام خلال خوض المعركة الانتخابية المقبلة، فمعرفة أسلحة المنافس أولا، والإحاطة بها وفهمها، هي الخطوة الاولى نحو تحجيمها والحدّ من تأثيرها، إذ لا يمكن لأي طرف أن يتصدى لسلاح يجهل نوعه وتركيبته ومدى تأثيره ودرجة فتكه.
ولا نجزم بأنّ للنهضة فقط تلك الورقات الرابحة التي تصب في صالحها خلال الانتخابات المرتقبة، وإنما يوجد الكثير مما يمنحها تفوقا على بقية خصومها رغم أنّ أخطائها تكفي للاطاحة بها لو كنا في سياق آخر، ولا نملك للأسف أدلة دامغة لكي ندرج بقية الورقات والامتيازات مع ما ذكر سابقا.
ونعتقد بالمقابل، أنّ سلوك المعارضة غير الناضجة لا يبعث على الارتياح، فغالبيتها تُمنّي النفس بتدهور مفاجئ لشعبية النهضة يُبنى في الغالب على فرضيات أو أحلام وأماني، تُسند أحيانا باستطلاعات غير علمية لآراء عينات لا تمثل التونسيين خير تمثيل.
وإن كنا نريد لتونس أن تتخلص نهائيا من كابوس الرئيس الواحد والحزب الواحد واللون الواحد والصحيفة الواحدة والرأي الواحد، وأن تُحكم بأكبر قدر من التوافق خلال هذا الظرف اللعين، ما علينا سوى التحلي بجدية أكثر وتغيير الخطاب المعارض السائد وطرق الفعل السياسي المعارض، والارتقاء به الى مستوى أكثر نجاعة وجدية.
فقد لمسنا خلال السنتين الماضيتين تحولا مريعا لدى المعارضات من الاحتجاج السياسي الاجتماعي المشروع من اجل المزيد من الحرية والعدالة وحصد المكاسب، إلى محاولات خطرة للانقلاب على الدولة، ضمن قراءة تفتقر إلى النضج السياسي وفهم طبيعة حركة التاريخ في البلاد، وصولا إلى رفض الحوار السياسي البرغماتي والدخول بالتالي في مواجهة عنيفة لم تنضج ظروفها بعد، ولا دخل لتلك المعارضات بعدُ في تحديد زمانها ومكانها وكيفيتها، كما يقتضي “منطق المواجهة”.
قصارى القول، النهضة طرف سياسي وازن في تونس، سواء كانت في الحكم أم في المعارضة، ومن يتوقع أنّ الحل سيكون بتفتيتها وسحقها وإعادة من يتبقى من كوادرها الى السجون، فعليه ترك السياسة لمن يفقه تضاريسها، فالخصم هذه المرة، يمتلك قدرة على الالتفاف على أخطائه وتداركها، بل وتوظيف الخطأ لصالحه والتفصّي منه، بإلقائه على عاتق من لا يتحمّل وزره.
فالانفعال والمضيّ نحو “الأقصى” والأفعال غير المدروسة والاندفاع بلا تروٍ يقود حتما إلى ردود أفعال من نفس الجنس، ستصبّ حتما في صالح الطرف المقابل، وبالتالي تعميق الشرخ القائم في تونس ما بعد بن علي، وقطع شعرة معاوية بين مكونات هذا الوطن الذي لا نملك غيره.
المقال رائع ومخيف في نفس الوقت.. أنا أدرك جيدا أن حركة النهضة فعلا تنتظر فقط الإعلان النهائي عن موعد الانتخابات لتبدأ حملتها الشرسة… مصيبتنا أن المعارضة (وهي معارضات في الواقع) لا تفكر بشكل براغماطي بل مازالت إلى اليوم ورغم تغول النهضة ترفع شعارات لا فائدة منها، وعوضا عن المبادرة تتجه دوما نحو ردود الفعل أو انتظار تحركات السلطة لتحرجها لا غير… إنه مقال استقرائي مميز كشف قواعد اللعبة قبل بدايتها الفعلية… طبعا المقال لم يطرح حلولا لهذه المتاهة أو الأزمة. لكني ومما درسته وقرأته أستطيع أن أقترح أفكارا عملية جدا… أكيد أنك قد قرأت عن الحرب الباردة وكيف أن أمريكا قد اتبعت سياسة الحتواء للحد من انتشار الاشتراكية في العالم. في الواقع، لقد اعتمدت سياسة الاحتواء على استراتيجيات مختلفة مثل استراتيجية الاحتواء الثقافي والسياسي والاقتصادي والإعلامي وغيرها، وهي في الواقع نفس الاستراتيجيات التي يجب أن تستخدم اليوم لاحتواء انتشار حركة النهضة ولإرجاع الثورة إلى مسارها الصحيح. فكر جيدا في الاقتراح وستجد أنه هو الأنسب والأذكى… أخوك في الوطن
رؤيا واضحة و رأي صائب أخ عماد لكن الحل اللذي تقترحه يتطلب الكثير من الوقت فهل نستعد لتحمل النهضة في الأعوام المقبلة ?
Excellent article qui fait peur aussi, effectivement plusieurs ne se rendent pas compte que quoique que le Nahda fasse elle est tjs vue en tant que victime et les moins pire de la scène politique. Autour de moi je ne connais personne qui a regretté d’avoir voté Ennahdha. J’ai bien peur que la solution serait un seul front où bien un système à deux tours ou on aura comme finaliste Ennahdha/Autre parti je pense que dans ce cas il y a espoir. De tte façon c’est utopique de croire à une démocratie dans le court-terme.
مقال ممتاز وراي محايد ودقة في النحليل باسلوب علمي جيد شكرا لصاحبه ونحن نقول لمن لا يزال يتجاهل الامور ويسلك سبيل الاعتراض الغوغائي ان من تعلمتم عليه ابجدية السياسة هو من درجة دنيا واعني “فرنسا” وان من تعلم عليه (( اعداؤكم)) هو انجليزي وانتم تعرفون الفرق بين المدرستين. فافهموا قبل ان يجرفكم التيار وان فهمتم ووعيتم فلن يسعكم الا ان تنضموا للنهضة وتساندوها وتعيشوا مع حكمها الذي لن يخون اهله ووطنه لان الخيانة في الدين كالكفر الذي لا يفلح ابدا.
رغم بعض الأشياء غير الدقيقة في المقال الا أنه يؤكد تصريح البادي قايد السبسي حين صرح بأن النهضة هي الحزب الوحيد الذي يمارس في السياسة…
مقال رائع ومنهجيّته واضحة وما جاء في المقال أوكّد لك أن أغلبية الشعب التونسي الواعي له علم بما جئت من تحاليل وأفكار في مقالك هذا، لكن ما هوالحل لإنقاذ البلاد من هذه الأزمة التي نمرّ بها والتي للأسف مازالت تتفاقم وتتدهور خاصة وللأسف الشديد ليست لنا معارضة نعوّل عليها لإنقاذنا حسب رأيي على ا لطبقة المثقفة والواعية ان تتحركّ صارمة لإيضاح الرؤية للشعب البسيط ليفوز بنفسه…الأمر حسب ما أره في يد الشعب،
Cher Ismail Dbara,Votre analyse peut paraître plausible , mais vous oubliez les principaux autres partis comme Nidaa Tounes ou le Front populaire qui ont aussi sous leurs manches leurs propres cartes qu’ils pourraient exhiber le temps voulu. Je pense sincèrement que les prochaines élections seront très disputées pour toutes les parties y compris pour le parti d’Ennahda.
Beaucoup ne comprennent pas cette réalité, pire encore ils donnent plus d’arguments et d’armes à ennahdha pour mieux encore isoler les opposons.
Attendez les élections et vous allez voir ce que vous n’imaginez pas dans les mosquées et dans la rue !!! Vous allez voir des citoyens chassent les opposons et l’empèchent même de faire une réunion légale ……soux prétexte que se sont des RCDist, des ennemis de l’islam, ……………..
رغم الجهد في البحث والتحليل الذي يشكر عليه الكاتب أعتقد أنه مبني على افتراضات وليس على وقائع والتسرع الى النتيجة المقررة سلفا يتضح من أول الحجج حتى أن المقال اقترب من التخويف والتهويل وتضخيم الخطر أكثر من التحليل الجاد والموضوعي حتى تصل الى الحقيقة التالية او ما يشابهها شكلا : التونسيون خليط من الأغبياء والسذج المحقونيين بأفيون الشعوب ومثقفين مغفلين مؤمنين بفهم اسلامي ذكي للديمقراطية والشورى والحوكمة الرشيدة انتخبو حزبا ماكرا وخبيثا يحسدنا عليه في المكر بنو صهيون وأورد مثالا لهذا التحليل المبني على حجج مهلهلة فقد ذكر الكاتب ” يبدو بمثابة جرعة قوية من حقنة مخدرّة، يُحقن بها ذوو الدخل المحدود والمستوى التعليميّ المتواضع، فتكون النتيجة انسياقا شبه تام وراء خطابات ديماغوجية وشعبوية تلتحف بالدين الى درجة اقناع المتقبل انّ الطرف السياسي المعني، هو الدين ذاته، وان الخروج عنه أو التصويت ضدّه، سيكون بمثابة الخروج عن الدين أو الوقوف في وجه المقدّس وتجاهله ”
السؤال هنا لماذا لم تفد حقنة بن علي حامي الحمى والدين الذي لا يتأخر عن الاشراف على المواكب الدينية ويبدو في أبهى مظاهر المتدين الوسطي في منع انتفاضة المخدّرين ولماذا لا تجري في عروق المخدرين الا حقنة النهضة وأين محل القرآن الكريم من علاقة الشعب المخدر بزريقة النهضة، المقال في كلمة هو محاولة لشيطنة النهضة وترسيخ لمفهوم تخلى عنه الغرب وهو الاسلامو فوبيا وفي حالتنا هنا النهضة فوبيا
Tout à fait d’accord Sami. Ma fréquentation de la Gauche tunisienne (de la bobo à l’extrémiste) m’a appris qu’elle est beaucoup plus dangereuse qu’elle en a l’air. La Tunisie est pour tous, avec le respect de la loi et des autres.
مقال ممتاز استوعب المرحلة بكل تفاصيلها
Mon seul souhait c’est que notre pays se débarrasse au plus vite de cette gangrène qu’est Ennahda et ses dirigeants.Je suis régulièrement leur déclaration et intervention ,et vu mon âge et l’expérience je ne vois avec ce parti que du noir.J’espere que notre pays arrivera a se défaire de cette gangrène.
المقال يمتاز بصياغة جيدة ومتقنة … ولكنه إنشائي بإمتياز ويفتقر إلى التوازن في الطرح وإلى التدعيم بادلة واقعية …
حيث يهمل المقال الأوراق التي تملكها المعارضة من إعلام واموال ولعب دور الضحية وأيضا من ملفات سرية خطيرة قد تكشف أيام الإنتخابات حول العلاقات السرية للإخوان بامريكا وتمويلاتها السرية المشبوهة والثراء الفجئي غير المبرر للقياديين وأيضا قد تكشف ملفات جديدة حول جرائم الإخوان بصفة عامة خلال الثمانينات سواء في تونس بماء الفرق والتفجيرات أو في سوريا أو في مصر وقد تعود الامور حتى للكشف عن ملابسات إغتيال حسن البنا مؤسس الإخوان والذي يعتقد أن الإخوان نفسهم إغتالوه …
كما يهمل المقال المتغيرات الدولية ومآل الوضع في سوريا وإمتعاض أمريكي متصاعد من تصرفات الإخوان …
واهم شيئ يهمله المقال هو إحساس التونسي اليوم بإنهيار كبير في مقدرته الشرائية وبفقدان الامن وهو عامل يجعله يقارن بين فترة بن علي والسبسي وبين الفترة الحالية التي يراها كارثية وسيخاف الناس من الوصول إلى مرحلة الصومال وأفغانستان في حال إعادة إنتخاب النهضة …
المقال ممتاز بين أشياء مهمة صارت و البقية محل استنتاج
لكن يبقى للشارع الرأي الأخير و الفاصل فالنهضة كغيرها من الأحزاب لا هم لها سوى السلطة و لا شيء غير السلطة و آخر شيء تهتم له هو المواطن سواء الذي انتخبها أم معارضها من لم يلتزم بما جاء في برنامجه الإنتخابي في المرحلة الإنتقالية لن يلتزم به عند تمكنه من السلطة بعد الإنتخابات المقبلة لأن الذي يريد الوصول إلى السلطة يقوم بإقناع الناخب منذ توليها بجديته
لم نراهم إلا متمسكين بالسلطة فقط لا غير
مهمتهم إرضاء الممول وهي قطر و ليس الشعب
محاربتهم للنظام البائد أكبر كذبة و الدليل هو استقطابهم للوجوه التجمعية و تعيينهم في المناصب الكبرى
هم ليسوا سوى أناس متعطشون للمال و السلطة فقط
سنوات الحرمان أثرت عليهم كثيرا بالسلب و ليس بالإيجاب
الشعب مسلم و لا ينتظر من النهضة أن تدخله إلى الدين الإسلامي
الثورة قامت على الحرية و الكرامة و ليس على الحجاب و الجلباب
النهضة فائزة في الإنتخابات المقبلة أم خاسرة فهو رهين إرادة الغرب و أمريكا
لا يستطيعون أن يخطوا خطوة واحدة إلا بمباركتهم
سلطة تهين شعبها و تنصر أميرا قطريا انقلب على أبيه للوصول إلى الحكم لا ننتظر منها الخير
المشكلة أنهم لم يطبقوا شرع الله
و لم يطبقوا الديمقراطية
يقولون أنهم حركة ديمقراطية ذااااااااااااااااااااااااااااااااات توجه اسلامي
ههههههههههههههههه
إما أن تكونوا اسلاميين أو علمانيين لا يوجد بين بين
هذا كمثل الوسطية و الإعتدال الذي يروج ون له في البلاد
فلا يوجد في ديننا شيء اسمه وسطية و اعتدال
الإسلام إسلام
لكن بما أنها تعليمات الغرب تقول بذلك فإنهم يطبقونه بلا تردد و لا تفكير
فليذهب عنا ربنا سبحانه و تعالى هذه النوعية من العباد التي لا تراعي حكم الله و لا تحكم ضمائرها فقط السلطة و لا شيء غير السلطة
@sami
قال لي جاري الأجنبي البارحة : لماذا إسلامك لم ينجح الى يومنا هذا في فسح المجال لظهور أي نوع من أنواع الديمقراطية في شت؟ى أنحتء المعمورة ؟ ولماذا يختلط عندكم الدين بالدولة الى درجة إنهاككم فكريا وعقليا منذ قرون عديدة في البحث عن مفاتيح سماوية لمشاكل أرضية ؟ ولماذا ينتهي النقاش عندكم غالبا إما الى التكفير أو الى الإتهام بالإسلام فوبيا؟
واليوم بعد قراءة تحليل إسماعيل دبارة الذي يبدو لي جادا وموضوعيا أردت معرفة الرأي الآخر ومستوى «جديته وموضوعيته» فلم أجد سوى بضعة سطور فاقدة للحجة والبرهان ختمها كاتبها بنعته للمقال ب «النهضا فوبيا» ،،، وهذا ما يؤكد لي ما قاله لي جاري البارحة. واحسرتاه.
تحليل عميق و معمّق للحراك السياسي الذي تعيشه تونس و معرفة دقيقة من خلال متابعة يومية لما يجدّ من أحداث ، وبتاريخ حركة النهضة التي تتميز عن غيرها من الأحزاب السياسية الأخرى بحسن التنظيم وفق نظام شبكي متين ، إلى جانب ما يتحلّى به مناضلوها من صبر و رباطة جأش و عدم اندفاع وراء كل حدث مهما كان مهمّا .
الأستاذ اسماعيل دبارة من الصحافيين المتميزين و المتابعين للشأن السياسي في الداخل و الخارج منذ سنوات عديدة وهو ما يؤهله اليوم إلى أن يكون محللا سياسيا بارعا وتمكنا من خلال قراءة معمّقة و استجلاء للواقع في إطار رؤية استشرافية شاملة للمستقبل القريب و البعيد .
ما يعاب على الأستاذ اسماعيل دبارة أنّه لم يتمكن برغم محاولاته الجدية من نزع جبة السياسي الذي ينطلق من مرجعيات واضحة وفق تاريخه القريب ، فتأتي أحيانا تجليات تحليلاته مصبوغة بشيء من الذاتية و قلة الموضوعية من ذلك : ” .. فحديث التقوى الدينية، وادعاء الوصاية على المقدّس، يبدو بمثابة جرعة قوية من حقنة مخدرّة، يُحقن بها ذوو الدخل المحدود والمستوى التعليميّ المتواضع .. ” لأن حركة النهضة حسب متابعتي لم تدّع الوصاية على الدين في ظل وجود أحزاب دينية مختلفة ، كما أنّ اعتبار سي اسماعيل ” حديث التقوى الدينية ” بمثابة ” حقنة مخدرة ” يجانب الصواب و يضفي على المسلمين في هذه البلاد صفة ” البلاهة ” ( النيّة) وهو ادعاء يحمل بين ثناياه الكثير من التساؤلات الواعية في حاجة إلى استيضاح .
و في مجال آخر يقول سي اسماعيل :” تخاطب الفقير بجدوى انتخابها وما سوف يلي فوزها من رغد العيش والرفاه ” و حسب علمي فإن حركة النهضة وفي حملتها الإنتخابية الماضية لم تعد ” الفقير ” بـ”رغد العيش و الرفاه ” فقد اطلعت على مشروعها الإجتماعي و الإقتصادي ولم ألحظ ذلك .
كما أنّ ” دغدغة المشاعر ” لا يمكن أن تكون ” من زاوية شحن الجماهير بكراهية الغرب وأميركا ” لأنّ المطّلع على حقيقة الحراك السياسي في منطقة الثورات العربية يتأكد أنّ الغرب و خاصة أمريكا يساندون الحركات الإسلامية إذا استثنينا المستعمر الفرنسي .
من جهة ثانية يحاول الأستاذ اسماعيل دبارة التأكيد على أنّ الرأي العام يحصر ” أسباب فشل المرحلة الانتقالية ” في ” المعارضة العلمانية و اتحاد الشغل والقوى الغربية الشريرة التي لا تريد للإسلام أن يسود تونس ” في تبرير يعكس رؤية أحادية الجانب ، لأنّ أغلب المتابعين للشأن السياسي في تونس يرجعون أسباب الفشل إلى الحكومة و “هؤلاء الأعداء ” .
شكرا للأستاذ اسماعيل على محاولته الجدية تسليط الضوء على ” الورقات الرابحة في يد النهضة ” ، في انتظار تسليط أضواء جديدة على جوانب خفية في الساحة السياسية .
كواليس المعارضة والحكومة ناقص إتحاد الشغل
المشكلة أن المعارضة تستعمل في كل الوسائل لطعطيل المسار الانتقالي و أعني بذلك الكذب و استعمال الاتحاد و التلفيق و اشغال الرأي العام بصراعات جانبية مما أفقدها مصداقيتها و لو كان ذلك على حساب مصلحة الوطن التي من المفترض أن تكون خطا أحمر للحكومة والمعارضة.
لن اخوض في كل تفاصيل المقال ولكن الحوصلة باتت معروفة و متئاكلة تم اجترارها ولكن لم يتم هضمها…ما اريد قوله هو ان موروث 57 سنة من الاستبداد و التجهيل الممنهج لهذا الشعب وما سبقه من استعمارهو التفسير الوحيد لما نراه اليوم من سطحية في النقد والتقييم ومن الحقد الاديولوجي الموجه ضد الاسلاميين…اعي جيدا كل اخطاء الحزب الحاكم لكن في نفس الوقت اعي جيدا صعوبة المرحلة لما فيها من الغام ومطبات..نشاالله ربي يهدي الجميع وربي يحمي بلادنا.
مقال أكثر من رائع ومميز للأسف تلك هيا السياسة لعبة قذرة و حركة النهضة تجيد إدارة خيوط هذه العبة
فحين نجد في المقابل معارضة ضعيفة ومرتبكة دون مشروع وتعول على إضعاف و إنهيار حركة النهضة لتحكم هي
عوضا تقوية نفسها. تلك هيا عقلية التونسي إن لم استطع أن أصل بعملي سأصل بتدمير و أضعاف المنافس.
في تحليلك لم تعر اي اهمية للناخب ولتصرفاته وحساباته الخاصة ولمنطقه .هل سيحاقظ على اصطفافاته السابقة ام سيعاقب هل سيحكم العقل ام سيتصرف بمنطق فوضوي ام اته او اته سيقاطع الانتخابات سيقوده باسه ام امله الله وحده اعلم لان توجهاته لاتخضع لاي تحلبل
ما الفرق بين الورقات (الرابحة) اتي كانت بيد بن علي واوراق النهضة
بالنضر لطبيعة اوراق الربحة التي منحتها والتي لاتختلف في شيء عن اوراق( ربح التجمع ) وسابين ذالك -1قدرة على الحشد:استعمال الدين لحشدفئة محدودي الدخل واصحاب المستوى التعليمي المتواضع وبن علي كان يستعمل الوطنية اما العمل الاجتماعي او توزيع الحسنات على الفقراء لاتختلف عن سياسة الصناديق عند بن علي ام بالنسبة للعقلاء والمتعلمين وكان غير المتعل ليس بعاقل فتغني لهم النهضة عن الديمقراطية والحريات قولا لافعلا وهي شبيهة باغنية دولة القانون والمؤسسات عند مورثها اما بقية الاوراق كالسيطرة على مفاصل الدولة والمال السياسيوالاعلام ووحدة الصف عند الاحزاب الاسلامية التي تقابلها وحدة صف راس المال عند بن علي واخيرا محولات رفع الاسهم عند قرب الانتخبات فهي منتج تجمعي مع شهادة برائة الاختراع وخالص القول ان كانت هذه الاوراق تخيف بعض من يحسبون انفسهم معارضة فلم ولن تخيف المعارضة التي تعتبر الشعب التونسي كله عاقل ويستحق الحرية ولاتقسم الاستحقاقة هذه للفقير وتلك للمتعلم البرجوازي لقد بدئة حديثك بسرد اخفاقات النهض وهذااعتبره اقرار منك رغم ان الاخفاقات بالنسة لك هي عوامل ربح وهذا صحيح لكن ليس بالنسة للنهضة
ما الفرق بين الورقات (الرابحة) عند التجمع واورق النهضة لقد بدات حديثك بسرد اخفاقات النهضة وقد اعتبرتها عوامل ربح وهذا صحيح لكن ليس بالنسبة للنهضة بالنضر لطبيعة الاوراق التي منحتها والتي لاتختلف في شيءعن اوراق التجمع وسأبين ذالك انطلاقا مما كتبته انت قدرتهم على حشد فئة محدودي الدخل أصحاب المستوى التعليمي المتواضع باستعمال الدين كما كان التجمع يستعمل الوطنية ام العمل الاجتماعي او توزيع الحسنات على المفقرين فلا تختلف عن سياسة الصناديق اما بالنسبة للعقلاء والمتعلمين وكان محدودي الدخل ليسو بعقلاء فتغني لهم اغنية الديمقراطية والحريات قولا لافعلا وهي على وزن اغنية دولة القانون والمؤسسات اما بقية الاوراق كالسيطرة على مفاصل الدولة ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ووحدة الصف بين الاسلاميين التى تقابلها وحدة راس المال عند التجمع واخيرا محاولات رفع الاسهم عند قرب الانتخبات فهي منتج تجمعي مع شهادة برائة الاختراع وخالص القول ان كانت هذه اوراق قوة فما عليك الا ان تسال عن مصير التجمع لتعرف اهمية هذه الاوراق
لو نرفع قليلا مستوى النقاش ونتخلص ولو لفترة من الوقت من انتماءاتنا الحزبية ونحاول كتونسيون أن نضعوا في قلب إهتمامنا وتفكيرنا، إستقرار تونس، ووحدة شعبها، ومستقبل وطنن،ا السياسي، والإقتصادي، فسوف ندرك بأن الترويكا وعلى رأسها النهضة فشلت في جميع الميادين وتقود البلاد الى وضع يجعلنا جميعا عرضة لأطماع الأجنبي. ومما يضاعف من خطورة هذه الحالة إنهيار ليبيا الشقيقة كدولة، وسقوطها بين أيدي القبائل والميليشيات.
وكلنا نعرف من يموّلها ويشرف عليها بموافقة غربية. وكلنا نعلم أيضا من يصرف ملايين الدولارات لتسليح وتدريب شبابنا لخدمة الدور الذي قبلت أن تلعبه قطر لحساب الأمريكان. وهدفها الوحيد هو الظهور لدى الغرب بأنها «بمالها» «وعروبتها»، «وإسلامها»، «وأبواقها» أقدر منه لإرذاخ هذه الدول التي كانت مستعصية عليه في السابق بتقسيمها الى دويلات في حجمها. وأمامنا المشهد بكل مأساته: بلدان عربية كبرى تمزّق بتمويلات من قطر (الضفة الغربية/غزة – السودان/دارفور – العراق/الكردستان/الشيعة/السنة – سوريا – مصر/الأقباط – ليبيا/ و تونس والجزائر في الطريق).
وتوزيع الأسلحة على شبابنا وتشجيعه للذهاب الى سوريا والعراق ومالي الخ… يدخل في هذ المخطط الشيطاني لإمارة تدعى بإنها تساند اليموقراطيات العربية وهي ليست ديموقراطية إطلاقا وتدعى أنها «حرة ومستقلة» وهي تحتضن فوق أراضيها كل القواعد الأمريكية التي غادرت السعودية).
يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، صدق الله العظيم.
الجيد في المقال انه يدفع المترددين للالتحاق بالحزب الذي سيحكم البلاد مستقبلا وهو حزب النهضة و ينفضوا ايديهم من النداء و الجبهات سوا ء الدستورية أو الماركسية
@adel daouas.
بل العكس تماما هو الذي يحدث وسيتحقق قبل نهاية العام إن شاء الله. فمن أقصى الجنوب الى أقصى الشمال مرورا بجميع المدن والقرى التونسية لم نعد نسمع سوى نداء واحدا بل صيحة واحدة : صوّت لمن تريد ولكن لا للنهضة فقد قادت البلاد الى الهاوية. وفي جنازة شهيد الثورة الزعيم شكري بلعيد تواجد أكثر من مليون و أربعمائة ألف تونسي لتشييع جثمانه الطاهر. وبعد بضعة أيام أرادت حركة النهضة تنظيم “مظاهرة مليونية” لقياس شعبيتها بالنسبة لشعبية الشهيد شكري بلعيد ولم تتمكن بالرغم من وجودها في مركز قوة سوى حشد بضعة آلاف من المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة يهتفون “الشعب يريد النهضة من جديد” وكان من الأجدر بهم تصحيح الهتاف بقولهم «إننا نريد النهضة من جديد» (آي بضعة الآلاف). والأيام بيننا وسوف نرى بإذن الله وقبل نهاية العام مصير من صغّروا من قيمة تونس في العالم ومن فضلوا خدمة مصالح إمارة قطر على نجدة مصالح تونس، تونس القرطاجنية، تونس الفاطمية، تونس العربية، تونس الحضارة، تونس البورقيبية، ومن دبروا وخططوا لإغتيال المرحوم شكري بلعيد و «سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون». صدق الله العظيم.
bravooooo ta7lil manti9i w ma39oul,w enchallah elfawz lennahdha felmosat9bel!2a7aba man 2a7ab wa kariha man kareh.!