منذ 2007، اختار الرسام الكاريكاتوري «زاد» طريقاً ملأى بالمخاطر. الفنان التونسي المقيم في فرنسا، فضّل استعمال اسم مستعار خوفاً من أي عقاب قد يطاله بسبب رسومه التي تنتقد المشهد السياسي التونسي ورجال السلطة والفساد المستشري في البلاد. يروي «زاد» أنّه تأثّر منذ طفولته برسوم كابو في الصحيفة الفرنسية le Canard Enchainé، وقلّد صور التونسي مصطفى المرشاوي. إلا أن قصص «أستريكس وأوبليكس» كان لها الأثر الأكبر في نفسه. هكذا بدأ تجربته التي اتخذت من السخرية وسيلة للنقد اللاذع تجاه انعدام القيم في المجتمع السياسي في تونس.

خلال مشواره القصير الذي شهد حجب مدونته في تونس عام 2008، تناولت رسومه مواضيع مختلفة، أبرزها تعاظم ثروات المقربين من الرئيس التونسي واستغلال النفوذ لجني الثروة، والرقابة والحجب، والنفاق الاجتماعي… ثم أضاف إلى رسومه نصوصاً ساخرة بالفرنسية لتوضح المعنى. وعكس ما يتصوّر البعض، ينهل «زاد» أفكاره من أنباء تصدر من الإعلام الرسمي ليمزجها ببعض التسريبات الصادرة عن المعارضة وينشرها على مدوّنته الخاصة. ويكوّن بذلك مادة عن أخبار لا مكان لها في أي صحيفة تونسية. لكنها تشهد رواجاً هائلاً. ويقول «زاد» لـ«الأخبار» إنه يهدف من وراء ما يرسمه إلى تحقيق غايتين: أولاهما «الإعلام وفضح كل ما يمارس من تجاوزات في بلده، وثانيتهما التنفيس الاحتجاجي عبر آليات فنية توظف التكنولوجيا في سبيل الترويج لأفكاره». وعبر رسومه، يطمح إلى خلق أرضية لأي حركة في المستقبل تطرح هاجس النهوض ضد سلطة الأب والقائد والملك وحتى الإله.

حتى الساعة، يكفي «زاد» أنه نزع الغشاوة عن «القداسة» التي يتصف بها الرئيس التونسي منذ زمن، ليصبح رأسه مطلوباً من النظام. حتى وصل الأمر بالسطات التونسية، في نهاية السنة الماضية، إلى الخلط بين المدونة التي ينشر عليها رسومه ومدونة أخرى، فألقت القبض على الشخص الخطأ.

سفيان شورابي

جريدة الأخبار