الميثاق التحريري هو وثيقة حية يتمّ تعديلها لتلبيّ احتياجات المنظمة أثناء تطوّرها. بشكل منتظم، وحسب الحاجة، يجب أن تتمّ مراجعة هذه الوثيقة وتعديلها بشكل يعكس التغييرات التي تطرأ على ممارسة عملنا الصحفي.
إن جميع المساهمين/العاملين في نواة مدعوون إلى الالتزام بأحكام هذا الميثاق التحريري وتوصياته. وكملاذ أخير، يمكن لهيئة التحرير أن تضيف إليه أو تنقحه. ويجب على مؤسسي نواة والمجلس الإستشاري مراجعة التغييرات المقترحة في الوثيقة والمصادقة عليها.
المحاور الأولية
ملاحظات عامّة
يعبّر هذا الميثاق عن الخط التحريري لجميع منشورات نواة (المطبوعة منها والرقمية). على هذا النحو، يعكس الميثاق التحريري رؤية نواة للصحافة البديلة التي تدافع عن الحرية كقيمة أساسية، وترتكز على النزاهة والدقّة والشفافية.
يتعهّد جميع المتدخّلين في عمل نواة (المؤسسون والمحرّرون والمدونّون والصحفيّون والمترجمون وغيرهم) باحترام هذا الميثاق. يجب أن يُنظر إلى الميثاق التحريري على أنّه دعامة، وليس قيدا في الممارسة اليومية لفريق التحرير. الميثاق التحريري هو وثيقة مرجعية حية الهدف منها تحديد المبادئ العامة المرتبطة بجميع إصدارات نواة وبوصلة لمختلف الأنشطة اليومية لفريق التحرير.
يُعتبر الميثاق مرجعا لفريق نواة والمساهمين فيه، وهم مدعوّون بدورهم لإدماج المبادئ التّي تضمّنها في ممارستهم للعمل الصحفي. كما أنّه يمثّل دعوة لنواة لمتابعة وتطوير التفكير الموجه لعملها.
بيان المهمة
توفير صحافة حرّة ومستقلّة وبديلة لفائدة الصالح العام لدحض السرديّة المهيمنة والدفاع عن الحقوق والحريات.
شرح بيان مهمة نواة
تسعى نواة أن تكون مستقلّة عن التدخلاّت السياسية أو الاقتصادية، ومتحرّرة من الهيمنة السياسية والإملاءات الإجتماعية والأعراف الدينية والتكييف الثقافي. توفّر نواة صحافة العمق التي تعتمد على العديد من المصادر ومجموعة متنوّعة من المراجع، وتعطي الأولويّة للعمل الميداني وصحافة القرب. تهدف صحافة الصالح العام التي نتبناها ونعتمدها إلى دحض السرديّة المهيمنة وخدمة المجتمعات المحرومة والمنبوذة والمهمّشة من خلال تغطية الموضوعات التي نادرا ما تتناولها وسائل الإعلام المهيمنة.
الميثاق التحريري
الأهداف الرئيسية
• وفاء لجذور نواة النضاليّة والمعارضة للسلطة، يعكس ميثاق التحرير هذا التزامها بأن تكون صوت المستضعفين في المجتمع من خلال اعتماد تقنيات صحفية على غرار المقابلات، والإسناد والصحافة الاستقصائيّة أثناء سعيها إلى نقد الخطابات المهيمنة.
• كجزء من الإعلام التونسي، فإن نواة مستقلة عن مصالح الدولة و المصالح التجارية، وملتزمة بقضايا الأقليّات والسكان المهمّشين، وتعمل على تسليط الضوء على ديناميات السلطة في المجتمع.
• كجزء من الإعلام العالمي، تلتزم نواة بالدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في منطقة المغرب العربي، في كلّ العالم العربي وخارجه.
• الغرض من الميثاق التحريري هو حماية وتعزيز أواصر الثقة بين نواة وقرائها. إذ أنّها تساعد متابعيها على فهم طموحات نواة والتزاماتها وتضمن أن المحتوى الخاص بها يلبّي توقعاتهم.
• يمثّل الميثاق التحريري دليلا توجيهيّا لتحقيق نزاهة ممارسة العمل الصحفيّ ولعملية التحرير والمحتوى المنشور. وهو يعكس التزام نواة بضمان أعلى المعايير التحريريّة عند نشر عمل صحفي موثوق، قائم على الحقائق، مطّلع، يحاول استطلاع المستقبل، شفّاف، ومفيد.
• تشجع صحافة نواة النقاشات الثريّة حول القضايا التيّ تهمّ الصالح العامّ. وتعمل من خلال ذلك إلى أن تكون منصّة بديلة لتقدّم التقارير المعمّقة بدلا من أطروحات وآراء وسائل الإعلام المهيمنة أو نشرات الأخبار الجافّة.
• يُعنى الميثاق التحريري بشكل أساسي بكلّ ما يتعلّق بالمقالات المنشورة، إلاّ أنّ ما جاء فيه من مبادئ يشمل جميع المحتويات، بما في ذلك المدوّنات والمحتوى السمعي البصري والمدوّنات الصوتية “البودكاست ” وكلّ ما يُنشر على شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من أشكال الاتصال العامّ.
• لا يمكن للميثاق التحريري أن يتوقّع جميع الأحداث والمواقف والإحتمالات. وبدلا من ذلك، يقدّم مبادئ توجيهية لمساعدة المساهمين على اتخاذ قرارات منطقية، والمحررّين على تقديم أحكام سليمة، والقراء لتقييم النتائج.
استقلالية الخطّ التحريري
تعدّ نزاهة الخطّ التحريري واستقلاليّة نواة من صميم ممارستها للعمل الصحفيّ. تسعى نواة إلى أن تكون بمعزل عن أيّ تأثير سياسي وتجاري، لكنّها تتمسك بروحها النضاليّة. يقرّ المؤسّسون وأعضاء الهيئة الإدارية ومموّلونا وشركاؤنا بأن القرارات التحريرية تُتّخذ على أساس الجدارة وأن نواة تدعم الفكر المستقّل. سيتم الإقرار بجميع مصادر التمويل في كنف الشفافية والكشف عنها علنا في الوقت المناسب. وسيعمل فريق التحرير والمساهمون بطريقة تحافظ على استقلالية ونزاهة مسار اعداد الموّاد المنشورة.
المبادئ الصحفية
حرية التعبير والرأي والنفاذ إلى المعلومة
تؤكد نواة على احترامها للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، المادة 19 منه، والتي تنصّ على أن : ” لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود.”
على الصعيد العمليّ، تلتزم نواة بضمان الحق في حرية التعبير الذي يضمن حرية التعبير عن الأفكار والآراء وجهات النظر، والبحث عن المعلومة وتلقيها ومشاركتها. كما تعتبر نواة أن هذه الحريات أساسيّة لممارسة مهمتها المتمثّلة في تعزيز النقاش المفتوح والمستنير داخل المجتمع.
الولاء للمواطنين
منذ بداياتها، اكتسبت نواة وعزّزت ثقة الجمهور فيها من خلال انتصارها لقضاياهم وإظهار ولائها المطلق للمصلحة العامة وحقوق الإنسان. قد تتغير التكنولوجيا والأشكال الصحفيّة وحتّى الناس، لكنّ الثقة في نواة يجب أن تستمّر.
ولاءنا في نواة هو للمواطن التونسي وليس لأجهزة الدولة. هذا الولاء يعني أننا لسنا محايدين تجاه القضايا التي تؤثر على المواطنين. وهذا يميّز نواة عن غيرها من وسائل الاتصال التي يكون ولائها لمن يملك النفوذ السياسي أو الاقتصادي.
هذا الالتزام تجاه المواطنين يعني أننا نسعى إلى نقل صورة تعكس وتمثّل مختلف الفئات المكونّة للمجتمع. نحن لا نغطي الأخبار فحسب، بل نبحث ونكتشف قصصا عن المُغيّبين والمهمّشين ومن لا صوت لهم.
الرقابة على السلطة
نراقب في نواة أولئك الذين تؤثّر سلطاتهم ومواقعهم بشكل أكبر على المواطنين. نحن لسنا محايدين، إذ نتخّذ قراراتنا بتغطية القصص التي تهمّ الصالح العام، ونصطّف إلى جانب الضحايا. ومع ذلك، فإن أساليبنا في العمل الصحفيّ موضوعية تستند إلى نهج شفّاف في التعاطي مع الأدلّة. إنّ البحث عن وجهات نظر متعددة، والكشف قدر الإمكان عن المصادر، وطرح الأسئلة الصعبة، عوامل تصبّ في سبيل دعم مبدأ التحقّق – وهو عامل مركزيّ لسلطة الرقابة.
نحن نسلّط الضوء على إدارة وتنفيذ وآثار سياسات السلطة على مختلف المستويات، السياسية منها والاقتصادية والثقافية والدينية والاجتماعية. ويتضمّن ذلك الكشف عن حالات النجاح والفشل على حدّ سواء. نحن نعتزّ باستقلاليّتنا لأنها تمثّل سدّا أمام اغواء المصادر أو ارهاب السلطة أو أن تُعقد صفقات لمصالح ذاتيّة. لا ينبغي المسّ من هذه الاستقلالية عبر التوظيف العبثي أو استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية أو تجارية.
التنوع والشمولية
نحن ملتزمون في نواة بالتنوّع والشمولية على صعيد المحتوى الذي ننتجه وعلى مستوى فريق التحرير. وهذا يعني البحث وتسليط الضوء على وجهات نظر مهمّشة أو مغيّبة تقليديًا. كما سنعمل على انتداب كتّاب متنوّعين على مستوى الخلفية الثقافية والجندرية والعمرية، والتوزيع الجغرافي.
دور الناشر ومسار التحرير
تكليف المحرّرين ومصادقة الناشر
يسعى الناشرون إلى الحصول على محتوى عالي الجودة ومتنوع وقائم على الحقائق، من الصحفيين والمساهمين في اثراء الموقع. لن تتغاضى نواة عن القضايا الخلافيّة والمعقّدة، بل وستقدّم محتوى جادّا وبنّاء. إذ يشجّع الناشرون المحرّرين على التعاطي مع جميع الزوايا الجادّة لقضية ما. لكنّ هذا لا يعني أنّ جميع وجهات النظر يجب أن تحظى بنفس الأهمية أو المساواة.
تقرّ نواة بالحقّ في اتخاذ موقف من موضوع مثير للجدل أو يستحقّ النشر، وعرضه من منظور محدّد مع استبعاد الزوايا الأخرى الممكنة. في مثل هذه الحالات، ومع ذلك، لا ينبغي استبعاد الحقائق ذات الصلة. يجب على الناشرين التأكّد من أن محتوى نواة يعكس الحقائق ذات الصلة، وتنوّع وجهات النظر ووجهات النظر البديلة حول القضايا الخلافية أو المتنازع عليها خلال فترة زمنية محدّدة.
إذا كان المحرّر مسؤولاً عن محتواه، فيظلّ الناشر مسؤولا عن نشره واختيار العنوان والمرئيات والتعليقات التوضيحية. لا يتم التضييق على أي خلافات بين الناشرين والمحرّرين، بل يتم تشجيعها، بهدف فسح المجال أمام تعديل المحتوى المقدّم وفقا لتوقّعات الجمهور، ولضمان الامتثال للمبادئ التوجيهية لخياراتنا التحريرية.
التحيّز والإساءة والتمييز
تدعم نواة حرية التعبير، لكنّها تظلّ قلقة للغاية بشأن حماية الفئات الهشّة وتجنّب الأذى غير الضروري. يجب ألا يتضمّن محتوى نواة أيّ معلومات مضلّلة أو تحريضا على خطاب الكراهية أو ترويجا له أو تبريره أو التغاضي عنه. ومع ذلك، هذا لا يعني أن نواة ستمتنع عن نشر مواد توضّح التحيّز الموجود في مجتمعنا، طالما أن المحتوى قائم على الأدلّة ولا يكرّس الصور النمطية أو الوصم.
يجب على الناشرين والمحرّرين، التفكير بعمق والنظر في البدائل ونشر التحذيرات، إذا لزم الأمر، عندما يكون نشر الصور المثيرة للجدل أو المزعجة أمرا ضروريّا، كما سيتمّ بذل جهد خاصّ لمنعها من التسبب في أيّ ضرر.
الأخطاء والتصحيح وعملية السحب
تسعى نواة إلى أن تكون دقيقة ومنصفة، وتشجّع قرّاءها على الابلاغ عن أي أخطاء جسيمة. إذا حدث وتسرّب خطأ ما إلى المحتوى المنشور، فسنقوم بتصحيحه في أقرب وقت ممكن، بشكل سريع وعلنيّ وشفّاف.
توفّر نواة مساحة ومنصّة لفائدة النقاش العام، والتّي ترتكز على الانصاف والشفافيّة والموثوقيّة. السحب التّام لمقال ما هو الملاذ الأخير. سوف ينظر الناشرون فيه فقط في الحالات التالية:
1- إذا كانت العملية واجبة على المستوى القانوني.
2- إذا كان المقال يحتوي على عيوب جوهرية تجعله غير قابل للتعديل والاصلاح.
3- إذا كشف التحقيق عن أن المقال لم يتبّع مسار عملية التحرير المعتمدة لدينا.
إذا تم تصحيح المحتوى أو إزالته، فسيتم تقديم شرح لقرائنا.
الخطّ الأخلاقي
• مدونة قواعد السلوك الصحفي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسين هنا.
• ميثاق ميونيخ لحقوق الصحفيين وواجباتهم الصادر عام 1971 هنا.