باسم الله الرحمان الرحيم

بقلم محمد الفاضل

تونس 15.03.2006

لقد أدخل نبأ إطلاق سراح الأخ الهاشمي المكي يوم الأربعاء 14.03.2006، في نفوس جميع أحبائه الفرح والسرور، ولئن كان هذا النبأ لعائلته مفاجأ فقد كان أيضاً لبعض أصدقائه مستغرباً ، وربما نستطيع اليوم أن نتفهم إستغرابهم بالنظر إلى ما إعتاده الناس عن نظام السابع من نوفمبر من جدولة قيمه ومبادئه ضمن روزنامة من المناسبات السنوية جعل فيها للتضامن يومه وللتسامح يومه وللترث يومه وللنساء يومهن…وللعفو عن السجناء يوم..

لكن بعد نحو عشرين يوما من الإفراج الذي شمل ما يزيد عن السبعين من الإسلاميين من أبناء حركة النهضة الإسلامية ومجموعة شباب جرجيس في الأيام 25و27من شهر فيفري 2006، اُخلي سبيل الأخ الهاشمي المكي المحكوم بـ 37سنة سجن في إطار محاكمات أبناء حركة النهضة الإسلامية.وقد جرى إشعاره بهذا القرار بعد أن نزعت الأغلال من رجله الموثقة إلى السرير في مستشفى عبد العزيز مامي بريانة.

كان الهاشمي المكي الذي قضى 10سنوات خلف القضبان منذ1995 يشتكي منذ فترة طويلة إصابته بعـدة أمراض، وجميع مساعيه لرفع طلباته إلى إدارات السجون التي يُنقل إليها لتمكينه من المعالجة وإجراء الفحوص الضرورية، وكل إستغاثات زوجته التي حاولت بها لفت أنظار من يعنيه الأمر للتدخل قبل مجيء زكرياء بن مصطفى وبعده،لم تجد لها من سامع أو مجيب..

وحدها إضرابات الجوع الوحشية التي دخلها الهاشمي قبل 18أكتوبر 2005 وبعدها، ثم ما بدا فعلاً من تدهور واضح لحالته الصحية قد بعثت في إدارة السجون مخاوف وقوعها تحت طائل المسؤولية فيما لوتردت حالته إلى الأسوء، فأذنت منذ نحو شهر بنقله إلى المستشفى للمعالجة.

يوم اُعلن الإفراج عن المساجين في 25فيفري 2006إعتقد كثيرون من أصدقاء الهاشمي وأحبائه يقيناً، أنه سيكون من ضمن المفرج عنهم ولعل حالته الصحية المتدهورة وحدها تدفع بالظن أنها ربما تكون كفيلة لمراعات الدواعي الإنسانية التي يُـبَرر بها كل عفو رئاسي في مثل تلك المناسبات السنوية، و ربما تــشحذ أوهاماً بريئة لدى عائلته طمعاً في رحمة ممن طلع علينا ذات يوم ليقول أن التونسي للتونسي رحمة.لكن خيبة للأمال صدمت مجدداً عائلته وظل الهاشمي موثقاً إلى سريره بأغلال شهدها جميع من تمكن من عيادته في غفلة أعوان الأمن الذين وضعوا لحراسته عند أول قسم الأمراض الصدرية بالمستشفى.ورغما عن سوء حالته الصحية فقد أعيد الهاشمي المكي إلى سجن 9 أفريل فجأة وظل هناك لأيام قبل أن يعاد نقله مجدداً إلى ذات المستشفى ويَـنزع رجال الأمن بعد بعض الوقت، أغلاله ويُـخطر بقرار إخلاء سبيله بصورة مفاجأة أيضاً.

ما يجب أن نسجله ههنا هو أن نظام السابع من نوفمبر لم يستطع أن يجعل من سراح الهاشمي المكي مناسبة إحتفالية تضاف إلى أرصدته الإنسانية، كما لم يجد له في مثل هذا التوقيت من بين قيمه المجدولة يوما مناسباً في روزنامته السنوية وخمسينية الإستقلال باتت مناسبة ضاغطة تدفعه ليتنازل عن مواعيده المعتادة مع العفو والرحمة. فيعجل بالإفراج عن السجناء في25فيفري بصورة بدت مفاجأة و يخلي سبيل الهاشمي المكي من غير إنذار ولاترتيبات إدارية مع إدارة السجون.

لم يعد نظام ابن علي يحتمل تشويش المعارضة على مناسباته الوطنية فبيان منظمة العفو الدولي منذ أسبوع الذي تناول حالة الهاشمي المكي الصحية، ثم حديث قناة الجزيرة إلى زوجته، كانا قد وضعا النظام في وضع مماثل لذاك الذي عاشه يوم23و24فيفري 2005حين غطت الجزيرة النداء الذي دعت فيه حركة 18 أكتوبر للتجمع لليوم الموالي كما وضع حقيقة نظام ابن علي في وضع الإضطرار لإصدار قرار الإفراج عن المساجين السياسيين.

غير أن استبشارنا بخبر إطلاق سراح الأخ الهاشمي المكي لا تـُذهب عنا مخاوف ما قد تؤول إليه حالته الصحية في ما لوأثبتت التحاليل المخبرية أن سرطان بغشاء الرئة قد أصابه.ووفق ما أفاده طبيب القسم فإن العلاجات الأولية قد تحتاج إلى مبالغ مالية لاتقل عن أربعة عشر ألف دينار تونسي وهو ما يزيد في حراجة وضعه من الناحية المادية.

إن المسؤولية اليوم تقع في عاتق كل وطني شريف وكل من يجتهد ويعمل من أجل فك كرب المكروبين ورفع الظلم عن المظلومين أن لا يدع مأسي أصابت أخرين من أبناء وطننا وإخواننا تتكرر، كانوا قد قضوا في سجون ابن علي أوخارجه بسبب الإهمال الصحي.وليذكر الجميع أن سحنون الجوهري والحبيب الدريدي ولطفي العيدودي ونجاة الماجري وعلي الدريدي ونور الدين بن دعد وعبد المجيد بن طاهر… كانوا بعضاً من عناوين تلك المآسي التي قاساها ويقاسيها السجناء السياسيون في سجون نظام السابع من نوفمبر.

وحتى لا ينقضي زمن كان بإمكاننا أن نُـسعد عائلات ونحفظ فيه حياة، فإن أمالاً كبيرة لازالت تؤمن أن شرفاء تونسيون لايزال نبض الإنسانية يخفق في قلوبهم وغيرة على الإنسانية المهدورة تثير فيهم شهامة الدين والتاريخ.
فهل من شريف يسعى في كرب أخيه الهاشمي المكي ؟

وبالله التوفيق

يمكن الإتصال بالأخ الهاشمي أوأحد أفراد عائلته على الرقم التالي:20139953



إقرأ أيضا



إفراج مفاجئ عن الهاشمي المكي
وإخلاء لسبيله بالمستشفى

تونس 14.03.2006

بعد نحو شهر قضاها الأخ الهاشمي المكي بمستشفى عبد الرحمان مامي بريانة مغلولاً الرجل إلى سريره وتحت حراسة أمنية، لإجراء فحوصات ضرورية بعد أن تدهورت حالته الصحية بصورة خطيرة في الآونة الأخيرة، قامت السلطات المختصة لدى وزارة الداخلية خلال الأيام القليلة الماضية بإرجاعه إلى سجن 9 أفريل.

والأخ الهاشمي المكي الذي يقضي منذ1995 حكماً بالسجن لمدة 37سنة في إطار المحاكمات التي شملت أبناء حركة النهضة الإسلامية، يعاني منذ مدة طويلة عدداً من الأمراض في مرحلتها المتقدمة.ورغم المطالب التي لم ينفك يرفعها إلى إدارات السجون التي تنقل إليها، للعناية بحالته الصحية، ورغم النداءات التي وجهتها زوجته السيدة صبيحة الطياشي منذ وقت طويل إلى المسؤولين وإلى المنظمات الإنسانية والحقوقية وإلى الإعلام لتدارك وضع زوجها الصحي، فإن إدارة السجون والسلطات التونسية ذات العلاقة لم تلتفت إلي زوجها بالعناية اللازمة وتركت الأمراض الخبيثة تنهش جسمه.

غير أن إدارة سجن 9 أفريل أعادت الأخ الهاشمي المكي يوم الاثنين 13 مارس 2006 إلى مستشفى عبد الرحمان مامي بريانة، وبصورة مفاجأة فك اليوم الثلاثاء 14مارس2006رجال الأمن أغلال الأخ الهاشمي المكي وأعلم أنه أصبح طليقاً منذ الآن.

وبرغم استبشارنا بنبأ إطلاق سراح أخينا الهاشمي إلا أن معرفتنا بما عليه حالته الصحية بحسب إسترشادات حصلنا عليها من جهات مختصة تنغص فرح أهله وفرحنا.

ووفقاً لتقرير سريري إستفدناه من جهات مختصة فإن الأخ الهاشمي ربما يعاني من سرطان بغشاء الرئة، والتقارير المخبرية وحدها يمكن أن تأكد هذا التشخيص أوتفنده.

وإذ نسأل الله العزيز القدير لأخينا الهاشمي الصحة والعافية فإننا نوجه عناية السادة القراء وكل الخيرين داخل البلاد التونسية وخارجها أن يعملوا بما وسعتهم جهودهم للوقوف مادياً ومعنوياً مع أخينا الكريم بغاية معالجته حالته تلك علماً أنه إبتداءاً من اليوم فإن إقامته بالمستشفى ستكون على حسابه الشخصي وهو لا يرغب في الوقت الحاضر بالمغادرة إلى أن يستوفي العلاج.

يمكن الإتصال بالأخ الهاشمي أوأحد أفراد عائلته للسؤال عن صحته وتهنأته على الرقم التالي:20139953 وللأسباب الصحية التي أوردنا وجب التنبيه إلى عدم الإطالة، وللخيرين الشكر، وكان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.