بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم عبد الله الحمزاوي

كتب برهان بسيس في موقع تونس نيوز مقالة ينتقد فيها د. أحمد القديدي على مقارنة أجراها بين تعدد الزوجات وتعدد العشيقات.

أرجو من كل مهتم بهذا الموضوع ألا يدخل في النقاش حوله، إلا أظهر برهان بسيس أنه يحترم القواعد الرئيسية لليبرالية والحد الأدنى للحداثة والديمقراطية.

يستطيع برهان بسيس أن يقدم الدروس للدكتور القديدي ولكل قراء تونس نيوز في مجال الحداثة والليبرالية والدفاع عن حرية المرأة إذا أجاب بنعم على هذه الأسئلة السهلة البسيطة:

1 –

بما أن مقالتك التي نشرتها في تونس نيوز تدخل في باب حرية التعبير عن الرأي، هل تدافع يا برهان بسيس عن هذا الحق لغيرك، بمن في ذلك المحامي محمد عبو الذي كتب رأيا في السجون التونسية ونشره في موقع تونس نيوز فأصبح نزيلا في هذه السجون بعد محاكمة مخزية للذين دبروها له؟!

2 ـ

إذا أجبت بنعم على السؤال الأول، فهل توافق على الانضمام بصوتك ورأيك وقلمك إلى القائمة العريضة الطويلة من الشخصيات والهيئات الوطنية والدولية التي تدافع عن محمد عبو وتدين الذين حاكموه؟

3 ـ

بما أنك تبدو غيورا على الحداثة والمعاصرة في مقالك فهل أنت مستعد للتنديد بحجب موقع تونس نيوزعن المشتركين في الانترنيت داخل الجمهورية التونسية؟

إذا أجبت بنعم فهل أنت مستعد أيضا للاعتراف بالحقيقة المرة التي نطق بها عبد الباري عطوان قبل شهرين عندما أكد أن الصحافة التونسية هي الأسوأ في العالم العربي، وأن الرقابة التونسية هي الأكثر تشددا في العالم العربي؟

4 ـ

هل تتفق مع الذين كتبوا قبل أيام في موقع تونس نيوز أن الصحافة التونسية كانت أكثر حرية وجرأة وحيوية في عهد الاستعمار الفرنسي مما هي عليه الآن في العهد السعيد الذي تخصصت في مدحه والدفاع عنه؟

5 ـ

تظهر في مقالتك ليبراليا حتى النخاع، فهل أنت مستعد للتنديد بسياسة الحكومة التونسية في محاربة الحجاب والتضييق على المحجبات وطردهن من مواقع الدراسة والعمل؟

السيد برهان بسيس: أكتفي بهذه الأسئلة السهلة والبسيطة فإن أجبت عليها بنعم وأثبت إخلاصك لأسس الحداثة والليبرالية وفي مقدمتها الإيمان بحرية التعبير، والحق في معارضة الحكومة والانحياز لحرية الصحافة والاقرار
بحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية، إن فعلت ذلك صدقنا غيرتك على المرأة التونسية وتوجهاتك الحداثية التقدمية.

وإن عجزت عن الإجابة بنعم، وخفت من بطش الحكومة التي تدافع عنها بامتياز ونكصت عن مناصرة حرية الاعلام وحرية التعبير وحرية العقيدة، فإن قراء هذه المقالة من نساء تونس ومن رجالها سيعرفون أنك أبعد الناس عن الحداثة والديمقراطية والمعاصرة، وأنك واحد من المتاجرين بقضايا المرأة الذين يظنون أنهم يستطيعون ببعض الأدلاءات الفارغة من أي التزام التستر على حقيقتهم كشموليين متطرفين مرتبطين حتى العظم بأسوأ دكتاتورية يعرفها العالم العربي مطلع القرن الحادي والعشرين.

ومرة أخرى أرجو من د. القديدي شخصيا، ومن كل المهتمين بهذا الموضوع ألا يردوا على برهان بسيس بكلمة واحدة حتى يجيب عن هذه الأسئلة.