“مدينتنا تتعرّض إلى الفرز الاجتماعي”، بهذه الكلمات يستقبل أهالي جبنيانة زُوّارهم العابرين، مُشِيرين إلى الإقصاء المتواصل من مخططات التنمية الجهوية.
تعيش مدينة جبنيانة منذ يوم الاثنين 19 جانفي 2016 على وقع الاحتجاجات والمسيرات التي يشارك فيها المُعطَّلون من أصحاب الشهادات وعمال الحظائر والشباب المُهَمَّش ونشطاء في المجتمع المدني، هذا بالإضافة إلى المشاركة النسائية الملفتة للانتباه.
يدخل الحراك الاحتجاجي في جبنيانة أسبوعه الثاني في ظل غياب معتمد المنطقة الذي غادر مقر المعتمدية منذ اليوم الأول للاحتجاج وسط اتهامات الأهالي بانتهاج سياسة المماطلة إزاء قضايا الجهة.
جبنيانة تعاني “الحقرة”
تعد جبنيانة من أكبر المناطق الفلاحية في ولاية صفاقس. ولكن النشاط الفلاحي المتمثل في إنتاج زيت الزيتون و”الجلبانة” والصيد البحري لم يعد كافيا -بالنسبة للأهالي- لإنقاذ مدينتهم من التهميش والفقر والبطالة. ويُشير جل المعتصمين من الذين تحدثنا إليهم إلى وجود إقصاء مُمنهج لمنطقتهم من برامج التنمية طيلة أكثر من نصف قرن.
ويعلّل صبري الغالي، المنسق المحلي لاتحاد أصحاب الشهادات المُعطّلين عن العمل بجبنيانة، هذه السياسة الرسمية بِدَور المدينة المشحون بالمقاومة السياسية عبر التاريخ، منذ حركة التحرير الوطني ومع نظامي بورقيبة وبن علي وصولا إلى الحكومات التي تلت الثورة.
ويؤكد صبري الغالي بأن جبنيانة تضم 2000 مُعطّل عن العمل من أصحاب الشهادات الجامعية وأكثر من 500 شاب متحصل على شهادة تكوين مهني، ويرجّح بأن الأرقام تزداد تضخّمًا في ظل انعدام الحلول الجدية.
وحول تعاطي السّلط الجهوية مع مشاغل المنطقة أفادنا المُنسق المحلي لاتحاد المعطلين قائلا “اتصلنا بالمعتمد الأوّل وشرحنا له الأوضاع بالتفصيل ولكنه اكتفى بالإجابة بأن الولاية لا تمتلك حلولا”.
الحرمان من التشغيل والتنمية
أكدت منيرة البحيرى إحدى النساء اللاتي جئن لمساندة احتجاجات المُعطلين أن المنطقة تمّ إسقاطها من مخططات التنمية، مشيرة إلى أن الاعتمادات التي يتم ضخّها إلى ولاية صفاقس لا يصل منها شيء لجبنيانة، وذلك نظرا للاحتكار التنموي الذي تمارسه السلط الجهوية على مدن الأطراف.
تحدثت منيرة البحيري أيضا عن الأوضاع الهشة للشباب والنساء في ظل حالة إغلاق المصانع التي شهدتها المنطقة منذ سنوات مثل مصانع الخياطة ومصنع الجلد، وفي نفس السياق اقترحت مُحدثتنا ضرورة تسوية ملف أراضي الأوقاف وتمكين شباب الجهة من استثمارها عبر مدّهم بقروض صغرى ومتوسطة.
من جهته بَيّن جميل بن رمضان، المنسق المحلي لعمال الحظائر أن جبنيانة تضم 450 عامل حظيرة، وهي النسبة الأكبر في ولاية صفاقس. وأضاف في نفس السياق أن والي صفاقس تراجع عن وعود دراسة الملفات التي سبق وأن قدمها للتنسيقية. ويطالب عمال الحضائر في جبنيانة بتسوية وضعياتهم وانتدابهم في الوظيفة العمومية.
حاول فريق نواة الاتصال بمعتمد المنطقة السيد صلاح خالد للوقوف على وجهة نظر المُمثِّل الرسمي للسلطة المحلية بالجهة، إلا أن الأهالي أعلَمونا بأنه يتابع الأوضاع من مركز الشرطة بالمدينة، وبالتنقل أمام المكان المذكور وجدناه بسيارته المركونة أمام مركز الشرطة، وتوجّهنا إليه بغية الحصول على تصريحات بخصوص موقفه من التحرك الاحتجاجي الذي يخوضه الأهالي، ولكنه رفض الحديث معنا مكتفيا بالقول “لم يحن الوقت بعد لشرح الأوضاع”.
انا من جبنيانه و نعرف الوضع بالضبط ناس تعيش علي سياسة التواكل و ما يحبوش يخدمو و السيد صبري الغالي المتحدث كان يخدم في رياض في معهد و يخلص 1700دينار تونسي و قال نروح يا ولدي قلنالو اقعد قال بلاد ماةفيهاش شراب ما نقعدش فيها و روح و سبب هروب المستثمرين عزوف شباب علي العمل و و السرقه الي يتعرضولها المشتثمرين و ناس هي تحب الخبزه البارده