رصد للحراك الاجتماعي من منتصف مايْ إلى منتصف جوان

غسّان بن خليفة

العاصمة: المفروزين أمنيًا يحتجّون بشارع بورقيبة

أقدم المفروزين أمنيًا من قدماء الاتحاد العامّ لطلبة تونس على قطع سكّة المترو الخفيف بوسط العاصمة يوم الاربعاء المنصرم، قبل أن يتدخّل الأمن لتفريقهم. كان ذلك في سياق مسيرة احتجاجية قاموا بها احتجاجًا على ما وصفوه بـ “تنصّل رئاسة الحكومة من تعهّداتها لهم” بخصوص مطالبهم بالتشغيل. واتّهم المحتجّون في بيان أصدروه يوم الثلاثاء الماضي سيّد بلال، مستشار رئيس الحكومة للشؤون الاجتماعيّة، بـ”الانقلاب على اتّفاق ممضى بين ممثّلي الحكومة ونوّاب الشعب”، المساندين للمضربين. وقد نصّ محضر الجلسة، الذي حصلنا على نسخة منه، على تسوية وضعية المعنيين بصيغ ثلاث، من بينها إدماجهم “بالقطاع العام لمن ثبت إقصاؤهم”. مع الالتزام بأن تنتهي أشغال اللجنة المشتركة النيابية الحكوميّة المتابعة للملفّ في موفّى ماي 2015.

وتعهّد المفروزين أمنيًا، الذين خاضوا قبل الاتّفاق اضرابًا عن الطعام دام 37 يومًا، بـ”خوض أشكال نضاليّة أخرى غير مسبوقة” مع “تحميل الطرف الحكومي عواقبها”.

ولاية سيدي بوزيد:

*المكناسي: استئناف اعتصام مطالبين بإعادة فتح منجم الفسفاط

أعلن شباب من المكناسي في بيان أصدروه يوم 11 جوان الجاري استئنافهم اعتصامًا بمحطّة قطار المدينة، كانوا علّقوه في أفريل 2013، للمطالبة بالتشغيل وبفتح منجم الفسفاط بالمدينة. ويطالبون أيضا بـ: التسريع بالتعويض لأصحاب الأراضي؛ التصريح بنتائج مناظرة العمل الذين وقع اختيارهم للعمل بالمنجم؛ فتح المناظرة الجديدة لـ 2016، والتي ستشمل 350 آخرين من إطارات عليا ومتوسّطة وعملة. كذلك يطالب أصحاب البيان بـ: إنشاء إقليم لـ “الستاق”، إنشاء دار للخدمات، وتهيئة منطقة صناعيّة.

وأمهل المطالبون السلطات المحلّية أسبوعًا قبل العودة إلى “إغلاق سكّة الحديد والطرقات بالمكناسي”، كما ورد في التعليق المصاحب بصفحة “معركة الأمعاء الخاوية بالمكناسي”.

* تعليق بقيّة الاعتصامات إثر وعود حكوميّة

قرّرالمُعطّلون عن العمل من أصحاب الشهائد بكلّ من المكناسي، بئر الحفيّ، منزل بوزيّان، المزّونة وبن عون، تعليق إضراباتهم عن الطعام من أجل التشغيل، إثر عقدهم جلسة تفاوضيّة مع وزير الشؤون الاجتماعيّة عمّار الينباعي يوم 04 جوان الجاري. وقد أخلى المعتصمون مقرّات المعتمديات التي كانوا مرابطين بها.

وكانت مدينة سيدي بوزيد قد شهدت يوم 29 ماي الماضي، مسيرة كبيرة تحت عنوان “يوم الغضب”، شاركت

دوز (ولاية قبلّي):

شهدت مدينة دوز طيلة الأسبوع الأوّل من الشهر الجاري مواجهات عنيفة بين عدد من شباب المدينة وقوّات الأمن، انتهت بحرق مركزيْ أمن وانسحاب الشرطة تاركة الجيش يحرس مؤسّساتها. وقد بدأت الأحداث بمحاولة بعض المحتجّين الاعتصام بآبار غاز تستغلّها شركة ’برينيكو’ الفرانكوبريطانيّة، لمطالبتها بتشغيل المعطّلين وبتخصيص جزء من أرباحها لتنمية المدينة. وعلى إثر اعتراض قوّات الأمن للمحتجّين توجّه هؤلاء إلى مقرّ المعتمديّة، حيث عمد البعض منهم إلى تهشيم بلور أحد المكاتب. ثمّ عاشت المدينة على مناوشات ليلية بين قوّات الأمن والمحتجّين رغم قرار بفرض حظر التجوّل. وبلغت الأحداث ذروتها يوم الجمعة 5 جوان، عندما اعتدى أحد أعوان الحرس الوطني على أحد شباب المدينة، ممّا أثار غضب العشرات من المحتجّين، الذي هاجموا مقرّي الأمن المتواجديْن بمدخل المدينة، فتمّ إحراقهما إضافة إلى إحدى عربات قوّات التدخّل. وأمام انفلات الأوضاع قرّرت القيادات الأمنيّة سحب عناصرها من المدينة يوم الجمعة الماضي.

جبنيانة (ولاية صفاقس) : تعليق الاضراب إثر وعود من الوالي

علّق المُعطّلون عن العمل من أصحاب الشهائد، اضرابهم عن الطعام إثر التوصل الى اتّفاق مبدئي مع مهدي شبلي، والي صفاقس، برعاية ممثّلين عن المجتمع المدني. ويقضي هذا الاتّفاق، الموقّع في 13 ماي الماضي،

حسب ما ورد في محضر الجلسة بـ “إدراج ملفّات ثلاثة من المضربين: وليد المرداسي، الأزهر الباني وجهاد الوجّ ضمن ملفّ المفروزين أمنيًا الـ 184″ و” انتداب المضرب الرابع ناجح الوجّ ضمن عملة التربية في معهد جبنيانة في القريب العاجل.”

البوليس يفضّ اعتصام عمّال شركة مصفاة ومحاكمات لعدد منهم (ولاية منّوبة)

إعتدت قوّات التدخّل فجر يوم 1 جوان الجاري على عمّال شركة ’مصفاة’ بالجديّدة، وفضّت اعتصامهم الذين بدأوه أمام مدخل المصنع منذ 13 أفريل. وقد استعملت قوّات الأمن القوّة والغاز المسيل للدموع، على ما أفادنا به الصحافي والناشط الاجتماعي عبد المجيد الحوّاشي، وهو أحد مساندي الاعتصام وكان شاهدًا على ما جرى. كما صرّح لنا أنّ جلّ العمّال المعتصمين عادوا إلى سالف شغلهم، فيما تمّ طرد 20 منهم وتتبّع خمسة منهم بتهمة “تعطيل حرّية الشغل”، وصدر في حقّهم حكم بالسجن ثلاثة أشهر مع تأجيل التنفيذ.

الحوض المنجمي (ولاية ڨفصة) : توقّف نسبي للاعتصامات وتواصل المحاكمات

شهدت مختلف معتمديات الحوض المنجمي في الأسبوعين الأخيرين تهدئة نسبيّة لحدّة الاعتصامات إثر المجلس الوزاري الذي انعقد يوم 15 ماي الماضي وأقرّ عددًا من الاجراءات والوعود لفائدة مواطني ولاية ڨفصة. إذ يقول الناشط الاجتماعي فتحي تيتايْ أنّ أبناء المنطقة في انتظارما ستجلبه الزيارة المرتقبة لكمال الجندوبي، الوزير المكلّف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني، في الأيّام القليلة القادمة.

وفي الأثناء يواصل المطالبون بالشغل في العديد من مدن الحوض اعتصاماتهم، لكن بعيدًا عن طرق نقل الفسفاط، وذلك إثر اتّفاق مع العاملين بشركة فسفاط ڨفصة، الذين تضرّروا من تراجع الانتاج في الشهور الأخيرة نتيجة للاعتصامات.

وقد توفّق عمّال شركة البيئة والغراسة، التابعة لشركة فسفاط ڨفصة، أثناء جلسة تفاوضيّة مع الوالي، في الحصول على وعد بتسبقة بـ 300 د (تعويضا على فترة جانفي – ماي 2015)، بعد أن احتجّوا على الزيادات التي حصل عليها عمّال الشركة الأمّ بمناسبة المفاوضات الاجتماعيّة الجارية حاليًا بين الحكومة واتّحاد الشغل.

إلى ذلك تتواصل بعض جلسات المحكامة للمعتصمين. وكان آخرها الحكم بأربعة شهور، مع تأجيل التنفيذ، على فائز عكرمي، الناشط باتّحاد المُعطّلين عن العمل من أصحاب الشهائد بالمكناسي، بتهمة “تعطيل حرّية العمل”.

ولاية المنستير: محاولة انتحار جريح الثورة مسلم قصد الله

قام جريح الثورة مسلم قصد اللّه بمحاولة انتحار جديدة يوم 08 جوان الجاري، بشرب كميّة كبيرة من الأدوية، احتجاجًا على ما اعتبره “حرمانًا من حقّه في العلاج والاحاطة الاجتماعية والنفسية” وعلى تقاعس ماجدولين الشارني، كاتبة الدولة المُكلّفة بملفّ شهداء وجرحى الثورة، عن حلّ هذا الملفّ، كما يقول الناشطون المساندون له. ويُذكر أنّه سبق لقصد الله، البالغ 27 عامًا، أن حاول الانتحار بقطع شرايينه خلال اقامته بمستشفى الرازي للأمراض العقليّة السنة قبل الماضية.

وقد جرح مسلم قصد الله بالرصاص ليلة 15 جانفي 2011 بمنطقة الوردانين بولاية المنستير، أثناء محاولته منع أقارب بن علي من الهروب. إلاّ أنّ مضاعفات اصابته والإهمال الذي عومل به، كما يقول الناشطون، قد أدّيا إلى بتر قدمه اليُمنى قبل حوالي سنتين.

,

Inscrivez-vous

à notre newsletter

pour ne rien rater de nawaat

iThere are no comments

Add yours

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *