festival-jazz

انتظم مهرجان جاز طبرقة نهاية الأسبوع الماضية، بعد أن تم تأجيله ثلاث مرات هذه الصائفة، هذه العودة جاءت متخبطة في عديد المشاكل التنظيمية و المالية بالأساس.

دورة 2013 لمهرجان الجاز بطبرقة و التي التأمت، بعد توقف المهرجان لمدة 4 سنوات، أيام 12، 13 و 14 سبتمبر، لا تشبه في شيء سابقاتها خصوصا من حيث الميزانية المرصودة التي تم تقليصها بشكل كبير مما أضر بالتنظيم العام للمهرجان في دورته الحالية.

تكلفت دورة هذه السنة 100 ألف دينار، حسب ما صرح لنا به السيد عبد الرحمان التونسي رئيس الهيئة المديرة للمهرجان، كما كانت متضمنة لثلاث عروض فقط.

و بالنظر إلى الأمور المالية، لم تكن الدورة الحالية بمستوى الدورات السابقة للمهرجان، حيث يقول عبد الرحمان التونسي:

“… مثلا في دورة سنة 1996 كانت ميزانية المهرجان 2 مليون دينار، و خلال الدورات السابقة أقل ميزانية تم تخصيصها لم تقل عن 1 مليون دينار…”

و بالنسبة لهذه السنة حصل مهرجان الجاز بطبرقة على وعد من وزارة السياحة لتمكينه من منحة تساوي 250 ألف دينار و لكن لم يصله منها سوى مبلغ 100 ألف دينار فقط، و بهذا الخصوص يضيف:

” وعدتنا وزارة السياحة أن بقية المنحة المرصودة لنا ستبقى للدورة القادمة من المهرجان بمعنى أن المبلغ سيضاف إلى الميزانية القادمة بما يمكننا من تنظيم مهرجان الجاز بالكيفية التي لطالما كان عليها…”

و ترى الهيئة المديرة لمهرجان طبرقة لموسيقى الجاز أن الحل لكل المشاكل المادية، التي أثرت هذه السنة على إنجاز المهرجان و حسن تنظيمه و أثرت سلبا في صور المهرجان بما يسيء إلى مدينة طبرقة، هو الإعتماد على مشاركة المشهرين و جمع التمويلات من الماركات التجارية الكبرى بما يجنب الهيئة البقاء تحت رحمة تمويل وزارة السياحة.

و ليست المسائل المالية المشكل الوحيد أمام دورة 2013 لمهرجان طبرقة لموسيقى الجاز بل كذلك هناك عدد العروض الذي تقلص بشكل لافت جدا، فبعد غياب المهرجان لمدة أربع سنوات عاد على غير ما عرف به بما أنه متكون من ثلاث عروض فقط، في حين أن “… مهرجان الجاز لا يمكن أن يكون أقل من 9 أو 10 أيام بحيث يكون الإفتتاح و الإختتام خلال عطل نهاية الاسبوع…” كما جرت عادة تنظيمه.

و عبر رئيس الهيئة المديرة لمهرجان الجاز بطبرقة عن الرغبة التي كانت تتملك هيئته من أجل تنظيم جيد و القيام بعروض كبرى تليق بمستوى مهرجان الجاز و تاريخه و لكن تدخل بعض الأطراف تسبب في إرباك إنجاز الدورة الحالية و تأجيلها عديد المرات خلال هذه الصائفة، و كانت النتيجة التأثير السلبي على التنظيم “… كما أن تقليص عدد العروض لم يعطينا الفرصة لتقديم دورة تليق بمهرجان الجاز بطبرقة كما عرف في السابق…”

كما أن اسم المهرجان قد تغير بالنسبة لهذه الدورة حيث أصبح “مهرجان طبرقة لموسيقى الجاز Tabarka Festival Jazz Music” بعد أن كان في السابق يسمى ” مهرجان طبرقة للجاز” و السبب يعود إلى أن السيد نبيل بن عبد الله، المشرف عن تنظيم المهرجان في الفترة الممتدة بين 1996 و 2002، قد سبق و أن أودع هذه التسمية تحت ملكيته الشخصية لدى الجهات الرسمية المختصة، و يقول عبد الرحمان التونسي:

” اضطررنا بسبب ذلك إلى تغيير اسم المهرجان عند تنظيم هذه الدورة كي لا تقع مقاضاتنا…”

و بالنظر إلى كل هذه المشاكل نلاحظ ان عودة جاز طبرقة لا تشبه في شيء الصورة التي عرف بها المهرجان سابقا كما و كيفا: التنظيم و حجم المهرجان سواء من حيث عدد العروض أو الميزانية بالنسبة للدورة الحالية بعيدين كل البعد عن تاريخ المهرجان قبل توقفه، و التغيير طال حتى الاسم الذي عرف به لفترة طويلة.

فهل تكون هذه العودة العسيرة و المتعثرة بداية عودة قوية تسحق كل الصعوبات التي أوقفت المهرجان لسنوات و التي أضرت بتنظيم دورة 2013؟