شهدت دار الثقافة قليبية ليلة 31 أوت 2013 فعاليات اختتام الدورة الثامنة والعشرين من المهرجان الدولي للسينمائيين الهواة الذي انطلق يوم 25 أوت. حفلة الاختتام تم خلالها الاعلان عن الفائزين في المسابقتين الوطنية والدولية إضافة إلى عرض للأفلام الفائزة.
ويعتبر هذا المهرجان من أقدم وأعرق التظاهرات السينمائية في تونس حيث بات يشكّل قبلة للهواة في العالم قاطبة، لكنه ورغم إشعاعه الوطني والدولي فإنه بقي يعاني من ضعف التمويل الذي حدّ من قدرة لجنة التنظيم على تطوير المهرجان.
“نواة” واكبت فعاليات المهرجان ورصدت لكم أهم ما جاء فيه.
كواليس التحضير للمهرجان
في لقاء جمعنا برئيس المهرجان السيد غسان جمعية تطرقنا إلى كواليس إعداد الدورة الثامنة والعشرين. المهرجان هو من تنظيم الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة ووزارة الثقافة باعتبارها الراعي الرسمي لهذه التظاهرات. وبالتالي تشرف الوزارة على تعيين الكاتب العام للهيئة المديرة للمهرجان وأمين المال. بينما تعيّن الجامعة الأعضاء الخمسة المتبقين. وفيما يخص عملية الاتصال بلجان التحكيم وباقتراح الأسماء التي يمكن لها أن تكون من بين ضيوف المهرجان فإنّ السيد غسان أشار إلى أنّ أعضاء الجامعة يستغلون التظاهرات السينمائية الدولية التي تقع في تونس لإجراء الاتصالات المباشرة مع هذه الشخصيات إضافة إلى سعيهم الدائم للتعريف بالمهرجان.
انطلقت تحضيرات هذه الدورة منذ شهر فيفري الماضي وباشرت الجامعة التونسية لنوادي السينما ببعث المراسلات للسلط المعنية بالأمر والإعلام وانطلقت في تحديد أعضاء لجنة التنظيم في المسابقتين الدولية والوطنية وصولا إلى ضبط البرنامج الذي على أساسه يتم اختيار الضيوف.
تأخر المصادقة على الهيئة المديرة سبب ارتباكا في مجرى التحضيرات للمهرجان
بالحديث عن أهم الصعوبات التي لقيتها الهيئة المديرة للمهرجان ذكر لنا السيد غسان أنّ كل ما نلحظه من تأخير في صدور الدليل الخاص بهذه الدورة وغيرها كان بسبب تأخر المصادقة على الهيئة المديرة للمهرجان. وذكر لنا أنّ المراسلة الخاصة بالهيئة بقيت بوزارة الثقافة حوالي شهرين تنتظر إمضاء السيد الوزير لتباشر الهيئة المديرة اتصالاتها الرسمية بالسلط المحلية والجهوية المعنية بالمهرجان.
هذا التأخير حسب رأيه أمر عادي في الإدارات التونسية وقد عانت منه عديد المهرجانات لكنه اعتبر أن المسألة زادت عن حدها هذه المرة إضافة إلى أنها تدل على قلة اهتمام الادارات التونسية بمآل المهرجانات الكبيرة منها والصغيرة وسمعتها وقدرتها على المحافظة على جمهورها. فكل تأخير يحصل على مستوى الادارة والتنظيم قد يكلف المهرجان سمعته خاصة وأنه مهرجان دولي يزوره المبدعون من كل مكان في العالم.
وفي هذا الشأن اتصلنا بالسيدة منيرة بن حليمة كاتب الهيئة المديرة للمهرجان الممثلة عن وزارة الثقافة وقد تأسفت لهذا التأخر الذي جعل الهيئة تخضع لضغط كبير على مستوى التحضير لهذه الدورة إضافة إلى التعطيل الناجم عنه والذي لم يؤثر مجملا على نجاح الدورة ولا على حسن استقبال الضيوف الأجانب منهم والتونسيين على حد السواء. وتمنّت أن لا تتكرر هذه الحادثة لأن وزارة الثقافة تبقى الراعي الأول للمهرجان وشريكة فيه ونجاحه من نجاحها.
ميزانية لم يحسم أمرها بعد
بالنسبة لهذه الدورة فإن ميزانية المهرجان قدرت بـ 58 ألف دينار، 45 ألفا مثلت دعم وزارة الثقافة، 11 ألفا مثلت مساهمة بلدية قليبية ، وألفا دينار مثلتا تمويلا من قبل مؤسسات غير حكومية. أما بالنسبة للمصاريف فقد بلغت نسبة تكلفة الإقامة 95% مع العلم أن السيد غسان قال أنّ الميزانية لم يحسم أمرها وكذلك الأمر بالنسبة للمصاريف رغم انتهاء المهرجان وأعاز ذلك إلى تأخر الحصول على الدعم من قبل السلطات المسؤولة. كما أشار إلى أنّ الجائزة الذهبية في المسابقة الوطنية والتي أطلق عليها اسم جائزة “فرحات حشاد” قد تكفل بها الإتحاد العام التونسي للشغل.
قلة الانتاج دفعت بهيئة المهرجان إلى دمج المسابقات الوطنية:
حدثنا غسان بن جمعية عن جديد الدورة 28 من المهرجان وأشار إلى أنه تم دمج المسابقتين الوطنية ومسابقة مدارس السينما في مسابقة وطنية واحدة بسبب قلة المشاركات والإنتاجات المهمة خاصة تلك التي تخص المدارس. حيث أكد لنا أنه لا يمكن وضع لجنة تحكيم متكونة من 3 أشخاص على الأقل على ذمة مسابقة تضم ستة أفلام على أقصى تقدير.
وبالعودة إلى أسباب قلة الانتاج للمدارس والشباب الهاوي يرى المخرج السينمائي وعضو لجنة تحكيم المسابقة الوطنية أنّ المسؤولية تقع على عاتق الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة من جهة نظرا لضعف التأطير الذي يكسب الهواة قدرة على تنفيذ أعمالهم بحرفية أكبر على مستوى التقنية والتصوير وكتابة السيناريو من جهة وغياب الابتكار لدى الهواة من جهة أخرى إضافة إلى ابتعادهم عن أرض الواقع وعن الحراك الذي تشهده تونس سواء في المجال السياسي أو الاجتماعي أو السياسي والذي يعتبره مادة هامة للعمل عليها. وعبّر عن استيائه من مستوى الأفلام المشاركة في هذه الدورة والذي اعتبره متوسطا ويؤكد أن هناك مشكلة في فلم الهواة ودعا الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة إلى مزيد العمل على تأطير الهواة كما دعا المخرجين إلى البحث والتجريب والتحمس للإنتاج فمستقبل السينما التونسية يقع على عاتقهم حسب رأيه.
الجامعة التونسية لنوادي السينما تشرف على جملة من الورشات
بعد غياب عن المهرجان الدولي للسينمائيين الهواة تعود الجامعة التونسية لنوادي السينما لتساهم في اثراء الدورة الثامنة والعشرين من خلال إشرافها على ورشة الأطفال التي حملت عنوان “إديات صغار مبدعة” والتي أنتجت فلما قصيرا ساهم أطفال قليبية في بلورة فكرته وتصويره. الفلم كان بسيطا وهادفا وخلق فرحة في قلوب الأولياء وهم يشاهدون أطفالهم بصدد تقديم عملهم أمام مئات من الحاضرين. ورشة الأطفال تم خلالها عرض عدد من الأشرطة القصيرة الموجهة للطفل تلتها نقاشات ساهمت في تمتين علاقة الطفل بهذا الفن إضافة إلى اكتشاف مواهب صاعدة لديهم.
من جهة أخرى أشرفت الجامعة على نشرية المهرجان التي صدرت منذ اليوم الثاني والتي احتوت على مادة ثرية ومتنوعة بين نقد للأفلام التي عرضت وتوجيه وحوارات مما ساهم في توثيق كامل فعاليات المهرجان وتبسيط الصورة للجمهور الذي بادر منذ الليلة الثالثة بالاتصال بأعضاء لجنة التنظيم للمطالبة بالنسخة الجديدة للنشرية. المشرفون على هذه الورشة مجموعة من الشباب الهاوي والذي اختار أن يجرّب في إطار المهرجان الذي يعتبر مدرسة لجميع الوافدين عليه.
السينما التونسية خارج دائرة المسابقة الدولية
لم يفز أي فلم تونسي بأحد الجوائز الثلاثة المخصصة للمسابقة الدولية التي حصلت عليها كل من إيران عن فلم “تحت العلم” وكوسوفو عن فلم “شريط الزفاف” والمغرب بفلمها “وأنا؟”. ومنذ الليلة الأولى للمهرجان كان من الواضح أن الأعمال التونسية المتقدمة للمسابقة الدولية لم تكن ترتقي للمنافسة مع الأفلام الحاصلة على الجوائز خاصة منها الفيلم الإيراني الذي حفر في ذاكرة الجمهور وصفق له لحظة حصوله على الصقر الذهبي. إلا أنّ مسحة الأمل تبقى مع الفلمين التونسيين الأول “lou” لصاحبته لارا لوتز الحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة للإبداع الذي تميّز به والثاني “break out” لقدرة صاحبه يوسف بوعفيف على معالجة أحد أهم مواضيع العصر وهو الادمان على الألعاب الالكترونية بجمالية عالية.
هذه الدورة خلّفت عديد الأسئلة في ذهن الضيوف والمشاركين حيث عبّرت الأستاذة المحاضرة باتريسيا كايا التي قدمت مداخلة حول السينما المغاربية عن قلقها حول المشهد السينمائي الهاوي في تونس والذي شهد تراجعا مقارنة بالسنوات الفارطة وأشارت إلى ضرورة العمل الجدي على تحسين الإنتاجات التونسية حيث أنها لم تلاحظ فرقا كبيرا في الأفلام المعروضة بين الأفلام الهاوية وبين الأفلام النصف المحترفة فيما اكتفى الباقون بتكرار نفس الجملة: “سينما الهواة في خطر”.
Aujourd’hui le tunisien est otage d’une crise politique ”plutôt sous forme d’un maquis politique” où chaque partie essaie de mieux tirer l’autre. Et cet atmosphère des secteurs comme la culture, l’éducation se trouve dans des différentes difficultés, et ce ne pas que de point de vu finance. On est encore dans l’absence d’un réel projet culturel, un réel projet pour la jeunesse. La vision longue durée manque réellement. Nous espérons la stabilité. Ben Ali harab. Mandhouj Tarek.
[…] La créativité et l’engagement ont manqué, durant des années, au festival. Mis à part quelques films comme « Crocs urbains » de Marwen Meddeb, « Sans plomb » de Sami Tlili, ou « le Sifflet » de Ridha Ben Halima et « Harga » de Leila Chebbi, il n’y avait rien qui vaille dans les sélections de chaque session. La direction du festival n’était pas totalement indépendante et la censure de certains sujets était parfois flagrante. On intervenait même dans le choix de jury…, témoigne Hichem Ben Farhat, festivalier et habitué du FIFAK depuis 14 ans. […]