jemna-manif-gel-des-comptes1

شهدت ساحة الشهداء بقبلي صباح اليوم الاثنين تجمهرا للمئات من أهالي جمنة ومساندين لهم من مناطق مجاورة، احتجاجا على قرار تجميد الأرصدة البنكية لكل من جمعية حماية واحات جمنة والتاجر سعيد الجوادي. وقد ترافقت الوقفة الاحتجاجية بتوافد العديد من المواطنين على الفروع البنكية لتقديم طلبات بسحب أرصدتهم، أكدت بعض المصادر المطلعة لموقع نواة أنها تقدر بمئات الآلاف من الدينارات.

من  جهته أكد الطاهر الطاهري، رئيس جمعية حماية واحات جمنة، لنواة أن ”سحب الأرصدة البنكية ليس مجرد تهديد وإنما سيتم تنفيذه فعلا، وهو قرار شارك في إنجاحه العديد من التجار والفلاحين بمنطقة جمنة“. وأضاف الطاهري بأن الحركة الاحتجاجية للأهالي تأخذ منحا تصاعديا، مبينا أنه ”في صورة تمسك السلطات بقرار التجميد البنكي، سنعود للاحتجاج أمام مراكز السيادة، وهناك إمكانية للدخول في إضراب عام محلي قد يتحول إلى إضراب عام جهوي“. ولم يستبعد الطاهري إمكانية تنظيم مسيرة سيارة في اتجاه العاصمة يشارك فيها العديد من الأهالي.

jemna-manif-gel-des-comptes2

قرار تجميد الأرصدة البنكية لم ينل رضا السلط الجهوية بقبلي، إذ أشار رئيس جمعية حماية واحات جمنة إلى أن والي قبلي، وليد اللوقيني، عبّر له في اتصال هاتفي عن استياءه من هذا القرار، مؤكدا سعيه لدى السلط المركزية للتراجع عن التجميد البنكي واستئناف المفاوضات. وفي نفس السياق أكد الطاهري أن ”الجمعية مستعدة للحوار ودفع الأداءات ومعاليم كراء السنوات الفارطة لفائدة الدولة، وتفوق قيمتها الـ200 ألف دينار“.

من جهة أخرى تعتزم الجمعية مقاضاة كاتب الدولة لأملاك الدولة والشؤون العقارية، مبروك كورشيد، بسبب تصريحات سابقة نعت فيها أهالي جمنة بـ”القرامطة والغير وطنيين“. وقد سبق أن عبّر الأهالي عن استياءهم من سلوك كاتب الدولة، محمّلين إياه مسؤولية تعقيد الأوضاع واستخدام كل الوسائل لإفشال تجربتهم. ويُذكر أن موقف كورشيد، الذي يدفع نحو استرجاع هنشير ستيل ووضعه للمنافسة الاستثمارية، يتعارض مع مواقف حكومية أخرى، على غرار موقف وزير الفلاحة، سمير الطيب، الذي وعد في آخر تصريحاته بإيجاد حل قانوني لأهالي جمنة. وفي نفس الاتجاه أكد زهير المغزاوي، النائب عن حركة الشعب أن رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، ”أشاد في لقاءات سابقة بتجربة جمعية حماية واحات جمنة، وهو يساند فكرة تقنينها“. وتأتي هذه التسريبات في ظل انقسام الموقف الحكومي وعدم وجود مقترحات رسمية من شأنها أن تنهي الأزمة.