أصدر محمد عبيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بصفاقس يوم الجمعة 13 ماي 2016 قرار نقلة بشأن الكاتبة ريم بن عثمان يقضي بنقلتها من المحكمة الابتدائية صفاقس 2 إلى محكمة الناحية بساقية الزيت. وقد علّل الوكيل العام هذا القرار باطلاعه على نسخة من قصيدة شعرية نشرتها المعنية بالقرار وبناءا على بيان أصدره جمع من الكتبة يستنكر مضمون القصيدة حسب ما جاء في قرار النقلة.
هذا القرار أعاد طرح مسألة حرية التعبير وارتباطها بواجب التحفظ، نظرا للتهم التي وجهها السيد الوكيل العام للكاتبة والتي تتعلق بنظم شعري نشرته على صفحتها الخاصة بموقع فايسبوك تزامنا مع الزيارة التي أداها وزير العدل إلى ولاية صفاقس. وقد تضمن النظم أبياتا شعرية ذات دلالات عامة بالإمكان تأويل معانيها بطرق مختلفة، وقد أعادت الكاتبة نشر القصيدة على صفحتها الخاصة مؤكدة “تم استجوابي على أن القصيدة تضمنت إهانات للوزير و أجبتهم أن الوزير رمزي و هو المنظومة القديمة و الكتيبة المرتزقة هم المستفيدين من تلك المنظومة و أن المدينة الملوثة هي الدولة التي تآكلت بالفساد”. أما بقية القصيدة فيتطرق إلى قصة طفل صغير يطارد حلما ضائعا.
أفادت ريم بن عثمان لموقع نواة أنها فوجئت بصدور هذا القرار، مشيرة إلى أنه لم يتم استجوابها بطريقة قانونية، وإنما تم الاتصال بها من قبل السيد الوكيل العام ليستفسر شفهيّا حول ارتباط القصيدة بالإساءة لوزير العدل، فبينت له بأن القصيدة ذات رمزية متعلقة بالمصالحة مع رموز النظام السابق. وأضافت محدثنا “كان من المفروض أن يقع تتبعي قانونيا وجزائيا أو إحالتي على مجلس التأديب، ولكن تم حرماني من وسائل الدفاع عن نفسي ولم أتمتع بضمانات قانونية المضمونة لأي متهم”.
وأكدت بن عثمان أن وزير العدل عمر منصور اتصل بها هاتفيا ونفى علمه بقرار النقلة، واعدا بالنظر في حيثيات الملف. من جهته أصدر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بصفاقس الجنوبية بيانا أشار فيه إلى أن قرار النقلة يندرج في باب حرّية التعبير ويفتقد لمقومات قانونية، مطالبا الوكيل العام بالتراجع عنه لأن “الموضوع فنّي وأدبيّ نقدّر أنه يخرج عن اختصاصه ومعالجة الفنون عامة تتمّ بمقاربات ومناهج تختلف كلّ الاختلاف عن المقاربات القانونية للمشاكل ذات الصبغة العمومية” حسب ما ورد في البيان. وفي نفس السياق أصدرت بعض النقابات الأساسية التابعة للنقابة العامة للعدلية بالاتحاد العام التونسي للشغل بيانات مساندة للكاتبة بالمحكمة الابتداية بصفاقس 2، منددة بقرار النقلة التعسفية.
ويُذكر أن ريم بن عثمان دخلت في إضراب جوع احتجاجي منذ إعلامها بقرار النقلة يوم الجمعة الفارط ورفضت مباشرة العمل في محكمة الناحية بساقية الزيت إلى حين تراجع الوكيل العام عن قرار النقلة، وأكدت لموقع نواة أن حالتها الصحية شرعت في التدهور، الأمر الذي منعها من التنقل إلى مقر محكمة الاستئناف بصفاقس.
قصيدة شعرية جميلة ، تحكي عن واقع تعيشه كل مدننا ، الغير ملوث منها وسخ … فسخطا سخطا …
هامش الحرية يحتضر .. صلاة الجنازة ، موعدها …
إذا الشعب يوما أراد الحياة :: فلا بد أن يستجيب القدر .
و من يزرع الشوك يجني الجراح .