أزمة الماء الصالح للشراب بمنطقة العالية، معتمدية حفوز، من ولاية القيروان
بعيدا في داخل البلاد، حيث تتحوّل المصطلحات التي تملأ الصحف والإذاعات وخطابات السايسيّين من قبيل الفقر وغياب التنمية الجهويّة والعطش إلى صور حيّة وواقع يوميّ تعاني منه مئات العوائل التي رصدتها كاميرا “نواة” في بعيدا في داخل البلاد، حيث تتحوّل المصطلحات التي تملأ الصحف والإذاعات وخطابات السايسيّين من قبيل الفقر وغياب التنمية الجهويّة والعطش إلى صور حيّة وواقع يوميّ تعاني منه مئات العوائل التي رصدتها كاميرا نواة في منطقة العالية بمعتمدية حفوز من ولاية القيروان.
ونحن ندخل منطقة، كانت الحرارة المرتفعة والأرض القاحلة والحمير المحمّلة بالصفائح البلاستيكيّة المخصّصة لتعبئة المياه أوّل الإشارات التي ستمكّننا في ما بعد من فهم المعنى الحقيقيّ لمعضلة العطش ونقص المياه الصالحة للشراب التي يعاني منها أهالي العالية. ولم يطل انتظارنا ليعترضنا الأهالي الغاضبون بلافتاتهم التي حاولوا أن يختصروا عبرها مطالبهم: “لا للتهميش”، “نريد المساواة بين الجهات”، “أنقذونا من العطش والموت”.
أوّل من تحدّث إلينا من الأهالي، كانت السيّدة رابعة العامري التي أصيب إبنها بمرض في الكلى نتيجة شربه المياه الملوثّة بعد استفحال العطش في المنطقة جراء انقطاع مياه الشرب. ويتشارك البشر والدوّاب في شرب مياه وادي مرق الليل الملوثة التي تحوّلت إلى المصدر الوحيد لروي ضمأ اهالي العالية. وقد أخبرتنا محدّثتنا أنّ المنطقة غائبة عن أجندات المسؤولين والسياسيّن، حيث لم يلتفت إلى معاناتهم أحد من سلطة الإشراف، خصوصا أنّ البنى التحتيّة الضروريّة لإيصال المياه الصالحة للشراب موجودة كالقنوات والحنفيات، ولكنّ المياه المقطوعة تبقى لغزا عجزت عن فهمه على حدّ تعبيرها.
الشاب سمير العامري لم يشذّ عن شهادة السيّدة رابعة، حيث نقل إلينا يأسه من السلطات التي أغرقتهم بالوعود في كلّ مرةّ يطرقون فيها أبواب المسؤولين الحكوميّين، ولكنّ هذه الوعود ما تلبث أن تتبخرّ لتستمرّ معاناة الأهالي لا من العطش فقط، بل من الأمراض والأوبئة الناتجة عن استعمال المياه الملوثّة.
السيّد محسن الكلبوسي من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة، أفاد نواة أنّ الإشكال يتمثّل في قطع الكهرباء عن محرّكات ضخّ المياه ومجامع التنمية الفلاحيّة لأسباب مختلفة، وهو ما ينتج عنه توقّف تزويد المنطقة بالماء الصالح للشراب. ولا تنحصر المعضلة على منطقة العاليّة فقط، بل تشمل عديد القرى والمعتمديات كالحاجب وحفّوز وغيرها.
وتمتدّ مشكلة التزوّد بالماء الصالح للشراب لتؤثّر على التنمية البشريّة والتعليم في المنطقة، فحسب الإحصائيّات الرسميّة، فإنّ 175 مدرسة من جملة 312 لا تصلها المياه العذبة وهو ما يمثّل كابوسا حقيقيّا للتلاميذ والمدرسّين على حدّ سواء.
في هذا السياق، يتدخّل السيّد عبد الرزّاق السقني، متفقّد التعليم الثانوي، ليؤكّد حجم المشكلة التي يعاني منها القطاع التربويّ في المنطقة. حيث يعاني التلاميذ من العطش والجوع. وحتّى المياه التّي يتمّ يجلبها تكون ملوّثة وراكدة، وهو ما عاينه بنفسه في ماجل تُزوّد منه أحد المدارس بالمياه.
ويتدخّل حارس المدرسة هنا ليتحدّث عن الصعوبات الأخرى التي يواجهها في عمله الروتينيّ في المدرسة، حيث يلاقي مشاكل عديدة في القيام بعمليّة التنظيف الدوريّ للأقسام وساحة المدرسة، بل حتّى على مستوى النظافة الشخصيّة، فإنّ انعكاسات انقطاع الماء المستمرّ منذ أكثر من 6 اشهر تشمل دورات المياه والحمّامات التي تراكمت فيها الأوساخ بشكل يهدّد صحّة الإطار التربويّ والتلاميذ.
وعندما حاول السيّد عبد الرزّاق التدخّل لاقتراح بعض الحلول، لم يستطع هذا الأخير أن يتمالك نفسه عن البكاء وهو يحاول استحضار معاناة طفل يحاصره العطش من جهة والأمراض الناتجة عن تلوّث العيون والصهاريج الصدئة من جهة أخرى.
الاموال الي صرفوها في الثلاثة سنوات الأخيرة تعمل ولاية اخرى في البحر,ويحبو يعملو العاب المتوسط في صفاقس! الحكومة المؤقتة تعمل في السهريات واللقاءات والمؤتمرات ومول الدار موش هنا, احياء كثيرة في تونس الكبرى مقصوص عليها التنوير العمومي سواء خالص أو غير خالص, والفضلات الفضلات.
مع ضعف دور الدولة , تهرب الاغنياء من دفع الضرائب, قلة الكفاءة في كل المجالات, الأجور المرتفعة وكلفة المشاريع الباهضة, العمالة والفساد السياسي, تقديس الاجانب ,انعدام العدالة , صعود البرجوازية بعد الثورة بعد ازاحة الطرابلسية , الاسلام السياسي والارهاب, نقابات واحزاب, التدهور الثقافي والتعليمي والاعلامي , الكلفة الباهضة للحرية والديمقراطية والتعددية والانتخابات… مع تواصل المظاهر المذكورة سابقا فالحل لن يأتي أبدا من الداخل بل فقط من الخارج
لقد صدرت دراسات عديدة منذ عشر سنوات على الأقل تتنبأ بحدوث جفاف شديد لمصادر المياه في تونس وكامل شمال إفريقيا بداية من العقد الثاني لهذا القرن. طبعا هذا الشعب الأحمق المتخلف قد انتدب خبراء عالميين وعلماء خالدين من أمثال الهاشمي الحامدي، راشد الغنوشي، المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي لمعالجة هذا الوضع الخطير وغير المسبوق. وأخيرا، اللي تضربو يدّو ما توجعوش
أزمة مياه ، أزمة ثقة ، أزمة فعاليات ، أزمة وعي ، أزمة ذكاء … تونس تمر بأزمة ثورة …
رداء للأزمات، حفظا لثورة الكرامة و الحرية ، دحرا للانقلابات، و لسوء الظن ، و للارهاب ،…. ماهو الحل؟
أعتقد أن :
الحراك الثوري الذي يجب أن يأخذ موقع في الساحة السياسية و النقابية الآن ليس هو المطلبية . و انما هو انجاح الإنتخابات ثم التفاوض القيم و الجدي من أجل حكومة توافق وطني للمحافظة على السير الطبيعي للثورة و مستحقاتها (العدالة الانتقالية ، المصالحة الوطنية ، و الاتفاق على برنامج إقتصادي و إجتماعي يخرج تونس من حالتها المزرية على المستوى المالي – دخل، إنفاق و مديونية – ، مساندة الاسثمار ، توزيع أعدل للثروة). و هكذا أهداف الثورة تاخذ طريقها إلى الانجاز
مع القطع مع الدكتورية و قطع مع أساليب الحيف .
هذا ما تنتظره تونس و شعبها من احزابها السياسية و من نقباتها و على رأسها الاتحاد العمال و إتحاد الأعراف .
صبرا آلى ياسر ، فموعدكم ماء عذبا.
بن علي هرب
طارق المنضوج
هذه المناطق تعاني من جفاف حقيقي وتحصل على المياه من الجمعيات المائية التي يكثر فيها الفساد على مستوى التسيير والادارة لذلك اغلب هذه الجمعيات تعاني صعوبات مالية رغم ان سعر المتر مكعب من الماء ارفع بكثير مقارنة بمعلوم الشركة الوطنية لتوزيع المياه ليصل الى 1د للمتر المكعب
وينطبق عليها مثل رضينا بالهم والهم ما رضاش بينا
وقد عاينت اثناء زيارات لعديد المناطق بالقيروان انقطاعات عديدة للمياه تمتد الى فترات طويلة اسابيع او حتى شهر مما يدفعنا الى طرح اسئلة عديدة فهل ان المشاكل التقنية معقدة الى هذا الحد حتى لا تتخذ اجراءات سريعة للصيانة ؟ ام ان التدخلات مكلفة جذا ولا تتحملها المجموعة الوطنية ؟ ام ان من يسكن هذه المناطق اشباه مواطنين وليس لهم التمتع بخيرات بلادهم ؟
اسئلة عديدة اخرى لم نطرحها قد تبدو محرجة لبعض المسئولين بهذه المناطق لكن نقول لهم فقط اتقوا الله في عباد الله