الفورمة:
من الدخلة تشلق بروحك راك باش تسمع ڤانڤستا راب… “فينيكس” ديراكت دخل لا سلام لا كركدن كيف العادة بالپارولات الڤارحة… طريقة النطق متاع “الفينيكس” بالطبيعة أوريجينال كيما في كل غناية غناها… تزليق الفرونسي و الأنڤلي ديما موجود كيما لازم يكون…
دخول “عزيز عمامي” كان بالقوة !! التنڤيزة من اللغة العربية الفصيحة المحترمة الوقورة… إلى: “باش إنيكولكم أمكم أبا بعد أب”… هاذيكا هي ميزة “عزيز عمامي” الصعلوك (بمعنى المثقف الخارج على القانون) !!!
الميساج:
اللوغة موجهة للبوليسية للحكومة للسيستام !! ما فماش أوضح !!! بالدارجة و الفصحى !!!
برشا كلام زايد !! أي نعم برشا كلام أكثر من عادة الفينيكس !!! أما المقام اللي تعمل فيه المقال ماهو إلا حالة هستيرية في الاندرڤاع التونسي بعد الحكم بعامين على ولد الكانز (15 جوان) و الإحالة على القضاء لبعض مناصري الكانز في المحاكمة (17 جوان) و العنف الوحشي للبوليس التونسي ضد المتظاهرين السلميين على قضية الكانز في شارع الحبيب بورڤيبة (21 جوان)…
و منطقيا، عمرنا ما ننجموا نحكوا على منظومة أخلاقية عند نقد الأعمال الفنية و عامة مع الاندرڤاع و خاصة مع الراب…
من الدخلة متاع الغناية فما تحريش اللوغة… و حسب ظروف تسجيل الغناية نفهموا بالظبط علاش “باش يبدا الغزو” … أمّا هنا ملاحظة متواترة برشا و هي الكلام الزايد اللي برشا عباد نفروا من الغناية من أولها فقط لأنهم حسّوها كاسحة برشا و ممكن هاذي تضر بالمنتوج الفني ككل…
مبعد فما تذكير بالحوم و الرجال المتيقرة لي تسكن فيها… و في نفس الوقت تذكير للسياسيين اللي شادين السلطة و الفترات اللي عدوها في السجن و الضيق اللي شافوه… معناها يا سياسيين اللي تهددوا فينا بالحبس تذكروا رواحكم كيفاش كنتوا قبل تحسوا بالظلم في ڤلبو…
“نيك أم القاضي لي حكم حسدني في خزرة”… الجملة هاذي يتذكر فيها “فينيكس” الجلسة متاعه وقتلي تحكم عليه في قضية الزطلة… وقتها صدر فيه الحكم بعام سجن و خطية ألف دينار تونسي من غير ما يتعدى على التحليل (و هنا مخالفة للقانون)… وقتها “عبد السلام” في الجلسة و تحكم عليه، ياخي بقا يتشوحر للقاضي إلى أن هذا الأخير نطق و ڤال: “زيد اخزرلي.. تحب نعديك 7 سنين ؟!!”… و هذا دليل على مستوى بعض القضاة في بلادنا…
المقطع من “مكمم و فمو مخيط” (الدقيقة 00:48 ) إلى “هاي القضايا زيد قيّد” (الدقيقة 00:59 ) رغم اللي هو موسيقيا مقبول، أما الترابط ما بين السطر و السطر اللي مبعد مش واضح برشا كيما مثلا من “تحبوا حسّنا مبيّت” إلى “شيّش و خوذ وقيّت” ما فماش ترابط…
الروفران فاها توازن كبير ما بين العربي و الأونڤلي… الفعل بالعربي و المفعول به بالأونڤلي… و هذا ما منعش المعنى باش يكون مفهوم… الروفران هاذي تنجم تكون سلوڤان يتعمل ڤرافيتي و إلا تتطبع في مريول (مجرد اقتراح)…
يجي المقطع متاع “عزيز عمامي” في الدقيقة 01:12 بقصيدة “أمل دنڤل” تتخللها سبة تونسية متواترة عند التوانسة الكل أما “أبا بعد أب” مش مفهومة في المعنى أما مقبولة للوزن و القافية.. الجزء الثاني من مقطع “عزيز عمامي” من “خلف كل قيصر يموت” إلى نهاية المقطع هي تأليف “عزيز” و لا يوجد في حتى قصيدة أخرى…
ملاحظة خفيفة ما نجمتش ما نتجاوزهاش، هي في “خلف كلّ قيصر يموت”، في الإعراب، كلّ تكون مكسورة مش منصوبة كيما نطقها “عزيز” في الغناية..
مبعد “فينيكس” يوضّح بأن الثورة هاذي ثورة شباب !! الشباب متاع الحوم اللي مات بكرتوش النظام السابق و مازال يعاني من ڤاز و رش النظام اللاحق !! الشباب اللي فدّ من الشياب اللي شادين البلاد اللي مش فاهمين الشباب هاذم شنية طموحاتهم و تطلعاتهم و آمالهم… فالبتالي: “أعلنا الحرب حومنا عليكم محرّمة” و زادة: “تخسروا كونترنا”… و السبب معروف: “تحبوا تحاكموا الثورة” بتكميم أفواه الشباب (ولد الكانز) و محاكمة المشاركين في الثورة من الشباب(صابر المرايحي)…
في الأخير، المطلب الرئيسي وقتها “سيب كانز ماهيش مزية”.. معناها راهو الحكم ظالم و مالك إلا أن تطبق القانون العادل و هو بإطلاق سراح الكانز…
عملنا لقاء مع “عبد السلام النوالي فينيكس” و “عزيز عمامي”:
دقيقة ثقافة:
المقطع متاع عزيز عمامي هو مستوحي من قصيدة “لا تصالح” متاع الشاعر المصري “أمل دنقل” اللي عاش ما بين 1940 و 1983…
كتبها في السبعينات و هبّطها في ديوان “أقوال جديدة عن حرب البسوس” عام 1988 و اشتقّها من وصايا “كُلَيْب بن ربيعة” لخوه “الزير سالم”…
القصيدة هاذي كانت بسبب زيارة “أنور السادات” للقدس الشي اللي خلّاه يتعرّض للمضايقات مع السلطات المصرية و الحبس…
وصايا “كُلَيْب بن ربيعة” :
هديت لك هديه يا مهلهل عشر ابيات تفهـمها الذكاه
وأول بيت أقول أستغفرالله آله العرش لايعبد سواه
وثاني بيت أقول الملك لله بسط الأرض ورفع السماء
وثالث بيت وصـى باليتامى وقاضى العدل لاتذكر سواه
ورابع بيت أقول الله أكبر على الغـدار لا تنسى آذاه
وخامس بيت جساسِ غدرني شوف الجرح يعطيـك النباه
وسادس بيت قلت الزير خيّ شـديد الباس قهار العداه
وسابع بيت سالم كونٍ رجال لأخـذ الثـأر لاتعطي وناه
وثامن بيت بالك لا تخلّي لاشيـخ ولا كبـرولا فتاه
وتاسع بيت بالـك لا تصالح وأن صالـحت شكوتك للإله
قصيدة “لا تُصالح” في الرابط هذا.
دقيقة لوغة:
الكراكجية: في الحبوسات التونسية فمّا جناح “ح” يتسمّى “الكرّاكة” مخصّص للعباد المعاودة الحبس برشا مرات.. و الكراكجية هنا تعني العباد اللي بفعل دخولهم و خروجهم المتواتر للحبس، يولي عندهم تخديم مخ و براشا حساب مع العباد..
الفينيكس هنا يقصد العباد اللي شادين البلاد توة اللي شدوا برشا حبس و شافوا برشا ضيق قبل…
ميسرة: معناها الموسم كيما مثلا نڤولوا “ميسرة الحوت” معناها “موسم الحوت”… عنا الفينيكس استعملها باش يحكي على موسم السياسة الموجود في تونس توّة..
موزّرة: من التوزيرة و هي الحكم بالسجن بعامين أو أكثر.. و الحكم بأقل من عامين يتسمّى “الدريبة”..
الزّرمي: هي كلمة فرانساوية عامّيّة نتيجة لقلب كلمة misère يعني الفقر و الميزيريا..
بالنسبة لملحوظة الإعراب ، اذا اعتبرت “خلف كل قيصر” مركّب إضافي، يستقيم ما تقول، لكن ان اعتبرتها تواترا للتّركيز، فالدّاعي البلاغي أنحى للنّصب للتّشديد على التواتر حتى في الإعراب.
من جهة أخرى “أبا بعد أب” ، فيها ايحاء لأبوّة المواطنين الغاضبين لهؤلاء الأعوان اللّذين يعتبرون أنفسهم أسيادا، بينما المواطن هو أعلى رتبة في الوطن.
خلف كل قيصر يموت، قيصر جديد، موجودة في قصيدة أخرى.
“يعني بالأحرى تقول الجزء الثاني من مقطع “عزيز عمامي” من “خلف كل قيصر يموت” إلى نهاية المقطع هي تصرف من “عزيز”
غناية عنيفة بالمستوى المطلوب بش تعبر علي يلزمو يتقال و المساج ما يجي كان هكا، غناية عظيمة !!