ورقة استراتيجية للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية
نقله إلى العربية باقتضاب، محمد بن جماعة
نشر المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية مؤخرا، ورقة استراتيجية عن الوضع في تونس وسيناريوهات المستقبل القريب، للباحث المتخصص في شئون الشرق الأوسط دنيس بوشار، بعنوان “تونس.. السنة الثالثة للثورة”.
وفيما يلي ترجمة خلاصتها للعربية:
1- إنجازات ثورية تحققت:
– حرية تعبير حقيقية للإعلام وللمواطنين. وحجم النقد الموجه للحكومة دليل واضح على ذلك..
– انخفاض كبير في تسجيل قضايا تعذيب في الإيقاف.. ولا وجود لمساجين سياسيين. وهذا ما سجله تقرير مندوب الأمم المتحدة الذي عاين الأوضاع في السجون التونسية.
2- وضع اقتصادي صعب بدون أن يكون كارثيا:
– الوضع مرتبط بأثر الأزمة الاقتصادية العالمية.
– نسبة نمو بـ3% في القطاع السياحي
– الدولة لم تبلغ حافة الإفلاس.. نتيجة المساعدات الدولية واستمرار الاستثمار الخارجي
– 1200 شركة فرنسية ما زالت تعمل في تونس.
3- مناخ سياسي ضار:
– اغتيال شكري بلعيد
– أزمة سياسية في قواعد الأحزاب الحاكمة.
– أزمة في قيادة حزب المؤتمر
– أزمة ثقة داخل التكتل
– نقد واسع للنهضة في ما يتعلق بإدارة الدولة والتعيينات
– في ظل وضع أمني هش، اتهام للدولة من جهة بالعنف ومن جهة أخرى بالتواطئ
– حرب إشاعات كبيرة تستهدف تدمير الصورة الحقيقية للوضع الأمني والسياسي والاقتصادي والسياحي.
4- آفاق مستقبلية غامضة:
– أزمة حكومية تم حلها مؤقتا، بعد استقالة حمادي الجبالي
– مشهد سياسي جديد بصدد التشكل، على اساس توافقات وتحالفات جبهوية
5- نقاط قوة النهضة:
– نجاعة التنظيم
– قوة شبكتها الاجتماعية في العمق التونسي
– القدرة عل اختراق جهاز الدولة رغم قصر مدة تجربتها السياسية بعد الثورة
– استثمار ماكينة خطباء المساجد (حوالي 5000) للتواصل مع الشعب في خدمة مشروعها المجتمعي
– تنظيم روابط حماية الثورة
– خطاب براجماتي ناجع.
6- نقاط ضعف النهضة:
– الاعتماد في الفوز السابق على ناخبين ناصروها عقائديا، وليس سياسيا.. وهي بصدد خسارة هذا العمق الانتخابي الواسع نتيجة خياراتها في مواضيع الشريعة وأسلمة الدستور.
– حزب يعتمد كثيرا على المستضعفين والمحرومين.. ولا يملك رصيدا انتخابيا كبيرا في الطبقة الوسطى والثرية.
– استفاد من نسبة عدم مشاركة كبيرة في التصويت (أكثر من 50%)
– وعود انتخابية كثيرة لم يتم تنفيذها.
– إمكانية ذهاب عدد كبير من ناخبيها في صورة إنشاء أحزاب إسلامية قانونية منافسة (سلفية أو حزب التحرير)
– ضعف الخط الدموقراطي-المعتدل داخل النهضة والذي يمثله حمادي الجبالي وعبد الفتاح مورو.
– وضع داخلي معقد أدى غلى نوع الغموض والازدواجية في الخطاب لدى رئيس الحزب راشد الغنوشي من أجل معالجة التجاذبات الداخلية والحفاظ على التماسك الداخلي للحزب.
7- تيار سلفي صاعد:
– احتمال قيام تحالف سلفي يدخل الانتخابات القادمة.
– أحداث عنف ومواجهات مع السلطة باتجاه تصاعدي.
8- أحزب حاكمة في أزمة:
– انشقاق في المؤتمر
– أزمة ثقة في التكتل
9- معارضة بصدد البناء:
– نقاط قوة تحالف النداء: قدرة كبيرة على استغلال الماكينة النتخابية الجهوية للتجمع المنحل
– نقاط ضعف تحالف النداء: خلاف بين أطراف ترى ضرورة التعاطي مع النهضة وأخرى ترى رفض أي تعامل معها. غياب زعامات سياسية كارزماتية، وشخصيات قيادية حقيقية
– نقاط قوة تحالف الجبهة الشعبية: عمق في صفوف العمال.. الوعي بأهمية التخلي عن خطاب علماني معادي للهوية الدينية. استثمار زخم تعاطف شعبي إثر اغتيال شكري بلعيد
– نقاط ضعف الجبهة الشعبية: صعود الجبهة الشعبية في سبر الآراء الأخير (من 2% في الانتخابات إلى 13% بعد الاغتيال) نتيجة لأثر اغتيال شكري بلعيد.. وهذا الصعود يمكن أن يكون عاطفيا ومؤقتا لا يكرس في الانتخابات القادمة
– نقاط قوة العريضة الشعبية للهاشمي الحامدي (رابع قوة سياسية بعد النهضة والنداء والجبهة الشعبية، في كافة استطلاعات الرأي الأخيرة): خطاب شعبوي، مدعوم من رجال أعمال سعوديين (دعم يقدم لقناة المستقلة)
– نقاط ضعف العريضة الشعبية: تواجد زعيمها في بريطانيا.. غياب زعامات حقيقية في كتلتها النيابية. خلافات نوابها وترددهم بين البقاء والاستقالة تشكل تهديدا قويا لوضعها ويمكن أن يجعلها تنهار في الانتخابات القادمة
– نقاط قوة اتحاد الشغل: متموقع تماما في صف المعارضة للحكومة.. ماكينة قوية لتحريك الشارع. نية واضحة للتدخل في الشأن السياسي
10- أربعة سيناربوهات للمستقبل القريب في تونس:
1- سيناريو أبيض:
– بعد تشكيل الحكومة الجديدة، صياغة الدستور والذهاب لانتخابات تشريعية في أكتوبر او نوفمبر 2013 ثم انتخابات رئاسية
– هزيمة النهضة في الانتخابات هزيمة طفيفة، وانتصار لتحالف نداء تونس والجبهة الشعبية (تحالف ليبرالي-تقدمي)
– قبول النهضة باللعبة الديموقراطية وقيادة المعارضة
2- سيناريو أخضر:
– تبقى النهضة في الحكم وتتخلى عن حقائب الداخلية والعدل
– صياغة دستور بروح إسلامية، لا يفوز بأغلبية نواب التأسيسي وإنما يفوز بأغلبية طفيفة عن طريق استفتاء شعبي.
– تفوز النهضة بأغلبية طفيفة بدعم أحزاب سلفية
– البدء في عملية أسلمة للدولة
3- سيناريو أسود:
– استمرار المعارضة في تصعيد ضغطها واحتجاجاتها
– تنامي قوة رابطات حماية الثورة
– الدخول في دوامة عنف وفوضى
– استقطاب ثنائي حاد
– انهيار تماسك الدولة
4- سيناريو رمادي:
– المصادقة بسرعة على الدستور نتيجة رغبة مشتركة بين طرفي المعادلة للوصول إلى توافقات
– فوز النهضة في الانتخابات بفارق طفيف
– تشكيل حكومة ائتلافية جديدة
– اختيار رئيس حكومة توافقي يسعى لتعزيز الإصلاحات الهيكلية الضرورية
11- مسائل للأخذ بعين الاعتبار:
– تونس دولة تيبقى فيها التدين والمحافظة الاجتماعي عاملا قويا جدا. والتعلق الشديد بقيم الإسلام في نموذجه الوسطي يبقى مسألة مرجعية لغالبية الشعب
– الفوارق الاجتماعية بين جهات الداخل وجهات الساحل ما زالت حادة. ومحاربة هذه الفوارق الاجتماعية يجب ان تكون أولوية أي حكومة تقود الدولة
– تتميز تونس عن باقي دول الربيع العربي بعدة خصائص تؤهلها لنجاح انتقالها الديموقراطي: نخبة ذات كفاءة، طبقة وسطى هامة، مجتمع مدني قوي وملتزم، رصيد اجتماعي جيد، عدد كبير من حاملي الشهادات الجامعية المستعدين للدخول في الحياة الاقتصادية النشيطة.. خطاب إسلامي وسطي.. نموذج اقتصادي قابل للحياة.. انفتاح حقيقي على العالم.
– تونس تشكل بالفعل مخبرا حقيقيا للديموقراطية العربية
12- ما هو دور أوروبا وفرنسا؟
– هناك حساسية شديدة تجاه التدخل السياسي الأوروبي والفرنسي
– العلاقة الاستعمارية، ودعم حكومة ساركوزي لنظام بن علي ما زال في أذهان الرأي العام التونسي
– زيارة الوفد البرلماني الفرنسي لتونس رغم انها كانت من أجل الاطلاع على التجربة التونسية ومن أجل الوضع الراهن، إلا أنها قوبلت بردة فعل قوية من جانب الأوساط الشعبية والسياسية والمجتمع المدني ونظر إليها بعين الريبة
– أي تصريحات سياسية فرنسية من نوع تصريحات وزير الداخلية الفرنسي لها أثر سلبي خطير على العلاقات بين تونس وفرنسا
– هامش تأثير فرنسا وأوروبا على الوضع السياسي الراهن في تونس ضعيف. ولكن رغم ذلك سيقرأ اي تعامل “سلبي” أو فتور مع تونس إلى قراءة سلبية ايضا.. وبالتالي، من الضروري الالتزام بـ”مواكبة الثورة”
– التعامل مع النهضة سواء كانت في الحكم أو في المعارضة لا بديل عنه
– المعارضة يمكن أن تشكل بديلا محتملا وذا مصداقية
– الدعم لاقتصادي الفرنسي لتونس يجب أن يتطور
– الاتحاد الأوروبي يجب ان يدافع عن تونس ويتوسط لفائدتها لدى الأوساط المالية الدولية خصوصا لدى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي للتنمية، ويجب أن يحرص على أن تكون شروط هذه الجهات المالية آخذة بعين الاعتبار لأوضاع تونس الداخلية.
– ضرورة تدعيم التعاون الثقافي
– ضرورة تطوير دعم المنظمات غير الحكومية (تكوين القضاة، مكافحة الفساد، تكوين الصحفيين)
Denis Bouchard, comme tout les français…. Etat et peuple … ONG…..ils ont bien raté le coche en Tunisie…ils essaient de rattraper….ces français les esclaves des juifs et des sionistes,on prend rien d’eux,un peuple et un pays qui diffuse que du mal.