كلام شارع فقرة تسعى الى تشريك المواطن بكل تلقائية عبر ترك مجال له كي يعبر عن ارائه و تفاعلاته مع القضايا المطروحة على الساحة الوطنية في مختلف الميادين. رصدنا لكم هذه المرّة تفاعل المواطن التونسي الذي كان حاضرا في شارع الحبيب بورقيبة اليوم لاحياء الذكرى الثانية للثورة التونسية.
السؤال كان : اليوم انت موجود في شارع الحبيب بورقيبة …بماذا تحتفل؟
kalam mouwaten au sujet du contrat social signé le jour de je t’aime révolution.
C’est un pas en avant, ok, malgré toutes les critiques qu’on pourra apporter, et il y a beaucoup des choses à dire. Mais pour rester dans un événement de fête – l’anniversaire de la révolution- je dirai: 1-un pacte social se juge sur le terrain, et à travers les différentes pratiques des ses acteurs signataires, il ne faut pas nous décevoir. Ben Ali harab.
2-ce pacte, ce contrat social est le premier écrit de la révolution, il reste incomplet sans la constitution, espérant bientôt une adoption de la nouvelle constitution qui formulera les aspirations du peuple, ses valeurs communes, le socle universel des droits de l’homme et les objectifs de notre révolution. Ben Ali harab. Mandhouj Tarek.
قامت الثورة وتفاعل معها جميع التونسيين بمختلف مشاربهم وقناعاتهم لأنها حققت النتيجة الأبرز والأهمّ في اعتقادي وهي الإطاحة بالطاغية الذي جثم على قلوبنا طيلة عقدين كاملين مارس فيهما شتى أنواع السلب والنهب والترويع بواسطة عصابات نظامية (لم يقع تفكيكها إلى حد الآن) وأخرى غير نظامية يحرّك خيوطها رجال المال والأعمال الذين تخصّصوا في تجويع أكثر من ثلث هذا الشعب وفي تهميش المناطق الداخلية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتفننوا في إفساد شبابنا وإحباط طموحات فلذات أكبادنا في إطار مخطط جهنمي يرمي لإخضاع كل مفاصل الدولة ومؤسساتها لإرادتهم ويهيأ لا للاستحواذ على كلّ ثروات البلاد فقط بل لبسط كلّ النفوذ اللازم لتحويل تونس إلى مطمورة فاسدة تستعمل في غسل الأموال وإعادة تحويلها إلى المؤسسات المصرفية الأجنبية التي تتكفل بضخها من جديد في أسواق المال والأعمال.
يوم 14 جانفي 2011…يوم هروب الجبان الذي رأيته ساقطا ومتهاويا منذ مطلع التسعينات…أحسست أن مهمتي كمواطن ربّى أبنائه على كراهية الطاغية ونظامه الفاسد… مثل كل التونسيين… قد انتهت مبدئيا واطمأنت نفسي على مستقبل البلاد والعباد بعدما رأيته من توافق وتآزر وتضامن بين التونسيين خلال الأسبوعين المواليين للرابع عشر من جانفي…وآليت يومها على نفسي أن لا أقول أي شيء…ولا أنضمّ إلى أي حركة أو حزب…ولا أناضل…ولا ألقي باللوم على أي كان أو جهة كانت حتى أتيقن من صحّة المسار وصدق النوايا. وقد أسررت وقتها للمقربين من شخصي المتواضع أن ثورة 14 جانفي أثبتت أن ثقافة الشعب البسيط تجاوزت إدراك نخبه ومثقفيه ولن تتحقق أهداف الثورة ما لم يرتق وعي النخب والمثقفين وسماسرة السياسة إلى هذا الإدراك وإلى مستوى ثقافة شعب تونس الأبيّ…وستعرف البلاد مخاضا مطوّلا وصعوبات جمّة خلال الأشهر (أو السنوات) الموالية في انتظار ارتقاء النخب والمثقفين إلى مستوى إدراك الشعب. وقد كنت أقول قبل قيام الثورة أن أحوال تونس يمكن أن تكون أفضل لو استبدلنا حاكمها بأحد من باعة الخضر والغلال بالسوق المركزية بالعاصمة…الذين أكنّ لهم بالمناسبة كل الاحترام والتقدير.
أمس…وتونس تحتفل بالذكرى الثانية لسقوط الطاغية…وأنا بشارع الحبيب بورقيبة بين حشود المعطلين عن العمل ومن بينهم فلذات أكبادي…ووسط حشود أخرى متفرقة ومتفارقة… لم أجد شخصيا بما أحتفل…باستثناء سقوط الطاغية طبعا. فعصابات المال والأعمال وغسيل الأموال لا تزال تجري…وتستثري…وتموّل الفتن الشعبية التي ذهبت فيما ذهبت بعيون أبناء سليانة الأحرار المقموعين…هم وغيرهم لا محالة… ماضيا وحاضرا. وقتلة أبناء الشعب من القناصين المحترفين لسفك الدماء باقين في عداد المجهولين بالرغم من أن كثيرا منّا اشتمّ رائحتهم الكريهة في أحداث سليانة (لاحظوا فقط دقة التصويب وحجم الأذى). والمخلوع وزعماء عصاباته…(التي لا تزال نافذة وتعيث باقتصاد البلاد فسادا بعدما دانت على ما يبدو بالولاء لحكام هذا الزمن وساسته عموما في شكل صفقات خفية ورخيصة تبرم في نطاق التحضير للانتخابات القادمة) ينعمون بالحرية التي لم ينعموا بها وهم في سدة الحكم بمباركة من السلط الوقتية مجمعة التي لا تحرّك ساكنا وتبرّر عجزها المقيت بتعقيدات إجرائية (لم تكشف عنها للعموم) وبروتوكولات ديبلوماسية آن الأوان لقطعها باعتبارها تنال من كرامة شعبنا، أوليست ثورتنا رافعة لشعار الكرامة؟ فأنى نحن من هذه الكرامة؟
بماذا أحتفل يوم 14 جانفي 2013؟ بالفشل الذريع للحكومة المؤقتة في التعامل مع كلّ الملفات التي تكتسي صبغة الأولوية المطلقة؟ بالتمديد لرؤساء الإدارات والمنشآت والمؤسسات العمومية الذين مهّدوا للطاغية وحاشيته لبسط نفوذهم على كل مفاصل الدولة وتطويعها لكسب المال الحرام؟ بالانتهاكات التي لا تزال ترتكب على الذوات البشرية والمعالم الثقافية والأثرية؟ بالتعدي على حريات الدين والفكر والتعبير الذي لا يزال متواصلا؟ باستقلالية القضاء الذي نراه عاجزا على تطهير نفسه وتخليص روحه من التبعية للسلطة التنفيذية؟ بالمستوى الرديء الذي آلت إليه الإدارة في ظلّ تغوّل النقابات من ناحية ومهزلة تسمية “النظيفين-الرديئين” على رأس أبرز المؤسسات؟ بالفساد الإداري والمالي الذي استفحل في ظلّ حكومة تتباهى بالمزيد من “الحوكمة الرشيدة” والحال أن إرساء منظومة الحوكمة ينطلق عدّاده في النقطة الصفر من مقاومة الفساد ومحاسبة الفاسدين؟
يوم 14 جانفي 2013 ولئن لم أجد شخصيا بم أحتفل فلقد حاسبت نفسي لأقف عند خيبة أمل كبيرة وعند نتيجة أمرّ أرى فيها التفافا على ثورة أحرار تونس، فيخالجني إحساس رهيب بالمضي قدما نحو المجهول…ولربّما الكارثة. وقطعت عهدا على نفسي أن لا أجدّد الخطأ الذي ارتكبته بالأمس القريب بالتصويت لـ”حركة النكبة” التي أقامت “حكومة الغلبة” وتحالفت مع لوبي العولمة والفساد