لكنّ الأمر قد لا ينطبق بنفس الدرجة على المؤسّسات العموميّة التي تعود ملكيّتها للشعب و على رأسها القناة الوطنيّة و هي تُطالَب اليوم بأن تكون أكثر حيادا و مهنيّة في برامجها الحواريّة و نشرات أخبارها. و الاحتجاجات التي وقعت في الأيام الأخيرة ضدّ التلفزيون الرسمي و ما رافقها من عنف كانت بسبب اتهامات لنشرة الأخبار و القناة عموما بإبداء الانزعاج من نتائج الانتخابات وازدراء الحكّام الجدد الذين وصلوا إلى السلطة بصفة شرعيّة، حتّى أنّ إحدى النشرات شكّكت مؤخّرا في نسبة النموّ التي أعلنتها الحكومة و كذّبتها تكذيبا مستفزّا دون الرجوع إلى مسؤول حكومي لاستفساره عن الموضوع. و بهذا المثال و غيره اتُهِمت نشرة الأخبار بأنّها تعمل وفق أجندة المعارضة، و تعددت التصريحات التي تهاجم القناة و خطّها التحريريّ الذي يرسل بصور قاتمة عن الوضع العام بالبلاد بما يهدّد الموسم السياحيّ و قدوم المستثمرين، و أدّى كلّ ذلك إلى احتقان لدى جزء كبير من الرأي العامّ، فاعتصم المئات أمام التلفزيون منادين بخصخصته ثمّ تطوّر الاعتصام إلى مواجهة مع العاملين في القناة حين خرجوا من مواقع عملهم لطرد المعتصمين و توبيخهم بعد أن كتبوا عبارة “للبيع” على جدران مؤسّستهم.
هذه الأحداث و ما رافقها من اتهامات تدفعنا إلى السؤال التالي: هل رفعت القناة الوطنيّة منذ إعلان الحكومة الجديدة نفس شعار بن بريك، فجاءت أخبارها بغاية تدمير أعصاب الحكومة و من انتخبها؟
الجواب هو نعم حسب عامر العريّض الذي دُعي لملفّ تلفزيونيّ يتناول بالنقاش نشرة الأخبار، فقد أحصى النائب عن حركة النهضة جملة من الأخطاء التي أظهرت النشرة و كأنها تعمل بنفس عنوان جريدة بن بريك” ضدّ السلطة” حتّى أنّها ” أطلقت رصاصة على الحكومة منذ يومها الأوّل” على حدّ قوله ، فلم تتحدّث عن حفل تنصيبها كما فعلت أغلب القنوات العالميّة في صدارة نشراتها، بل جاء الخبر متأخّرا لغايات تخالف قواعد النزاهة. كما تساءل عامر العريّض مستغربا عن الجهة التي تقف وراء نشرة الأخبار لتحدّد ما يعرض فيها و ما يهمل مؤكدا إلى أنّ نقيبة الصحفيّين نجيبة الحمروني تتمتّع بنفوذ يؤثّر على مضمون النشرة كما ورد في تصريحاتها السابقة. و قد فاجأ العريّض الحاضرين بذلك السؤال و لم يستطع رئيس التحرير نفي الأمر فقال إنّ”العاملين في نشرة الأخبار صحفيّون”،و كأنّه يبرّر خضوعهم لإملاءات نقابتهم، و في هذا القول اعتراف يعزّز شكوك المراقبين في نزاهة بعض المحرّرين في قطاع الأخبار.
و لعلّ الإيجابيّ في الملف المذكور أنّ القائمين على النشرة اعترفوا بأخطائهم معلّلين أنّهم يعملون في ظروف ماديّة و معنويّة صعبة، و أكّد رئيس تحريرها سعيد الخزامي أنّ عمل فريقه كان اجتهادا فيه الخطأ و فيه الصواب و قالت سلوى الشرفي أستاذة معهد الصحافة “إنّ بن علي يتحمّل مسؤوليّة كبرى في ما تعانيه التلفزة اليوم، لأنّه كان يتدخّل حتّى في التوجيه الجامعي فيرسل إلى معهد الصحافة التلاميذ من ذوي المستوى المتدنّي”. و لعلّ تلك الاعترافات تمهّد للقيام بإصلاحات صارت أمرا عاجلا لقطاع حسّاس حفاظا على عموميّة التلفزة الوطنيّة من التجاذبات السياسيّة و حتّى النقابيّة فلا هي ملك لحزب أو نقابة. إنّها ملك الشعب و لن يرضى عنها ذلك الشعب إلاّ بحيادها و ابتعادها عن الشعارات المعادية أو المناصرة. فلا نريدها “مع السلطة” و لا نريدها “ضدّ السلطة”. نريدها سلطة رابعة شعارها الإنصاف و النزاهة حتّى لا تدمّر أعصابنا.
Je partage tout ce qu’il dis MR ben brick taoufik car il n’y va pas par 50 chemin coûte que coûte ,
La révolution du 14 janvier a amené au pouvoir ceux et celles qui non pas un passé paisible avec la dictature, ni la culture de la dictature. Donc pourquoi s’énervent-ils? ça n’aura aucun sens.
La révolution du 14 janvier a amené au pouvoir ceux et celles qui n’ont pas eu un passé paisible avec la dictature, ni la culture de la dictature. Donc pourquoi s’énervent-ils? ça n’aura aucun sens.
منحرف وذو لسان سوقي سليط..تعترس بعض الاشهر على نظام بن علي بالاعتماد على صداقته مع الفرنسيين..ثم خفت نجمه بعد ذلك..