رئيس الدولة المؤقّت، و رئيس الحكومة المؤقّت و وزراؤه المؤقّتون، يتعرّضون في هذا التوقيت إلى حملة إعلاميّة غير مؤقّتة تقوم على تذكيرهم في كلّ إشارة من قريب أو بعيد و في كلّ تغطية لنشاطهم بأنّهم مؤقّتون و لن يكونوا إلاّ مؤقّتين أحبّوا أم كرهوا.
لم تنفع احترازات بعض الوزراء و في مقدّمتهم الناطق باسم الحكومة حين فضّل توصيف الحكومة “بالشرعيّة أو المنتخبة”، فحتّى هذه المسألة مشكوك فيها لدى المنهزمين في الانتخابات و لدى الإعلاميّين الذين تبنّوا منطقهم، إمّا لأنّ الشعب غبيّ كما قال بن بريك، و إمّا لأنّ آلاف الأصوات التي ذهبت إلى اليسار تشتّتت فكانت هباء منثورا و هي تفوق ما ذهب إلى حركة النهضة كما يعتقدون مصرّين على أنّ الفائز الحقيقيّ هو ما يسمّى اليوم بالأقلّيّة المعارضة.
و لذلك فإنّ هذه الشرعيّة التي تتّصف بها الحكومة هي أشبه بالخطأ الذي وقع فيه الشعب أو من أعدّ قانون الانتخابات ولا بدّ من التدارك في أقرب وقت، فلن يُسمح للوزراء “المؤقّتين” بالبقاء طويلا في مواقع السلطة رغم حصولهم على تزكية المجلس التأسيسيّ المنتخب من طرف الشعب. لنقل إذن إنّها شرعيّة مؤقّتة. و لاحظوا أنّ التكتّل – الحزب الحليف الذي يشارك في السلطة- عبّر دون تردّد عن معارضته للتعيينات التي شملت المؤسّسات الإعلاميّة و هدّد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم ليقدّم بانسحابه إن حدث فعلا الدليل على أنّه ائتلاف مؤقّت. و لعلّه يدعو وزراءه إلى الاستقالة من الحكومة المؤقّتة فيكونوا أوّل الوزراء المؤقّتين الذين أثبتوا أنّهم كانوا في وضع مؤقّت.
من جهة أخرى، نلاحظ أنّ الحكومة بدأت تقتنع أنّها مؤقّتة من خلال تبريرها لتلك للتعيينات الأخيرة بالقول إنّها مجرّد سدّ لشغورات بعد استقالات مفاجئة، فطمأنت الغاضبين بالقول “إنّ التعيينات موقّتة” في انتظار قيام الهياكل المعنيّة بالتشاور و الانتخاب لمن تراهم صالحين لتلك التسيير المؤسّسات الإعلاميّة.
و لكنّ الإعلاميّين لا يحبّون الأوضاع المؤقّتة لذلك مازالوا غاضبين. و الغاضبون كثر هذه الأيّام، و في جميع القطاعات. العاطلون غاضبون و العاملون مستاءون، و رجال الإعلام لم تعجبهم تسمية، و رجال الأمن ثائرون بسبب إقالة. و كلّ ما سيفعله الوزراء المؤقّتون سيلقى معارضة دائمة الأمر الذي أوحى لنا بالسؤال: و إذا الحكومة سُئِلتْ بأيّ ذنب أُقِّتتْ؟ و إذا القرارات عُطِّلتْ، و إذا الطرقات أُغلقتْ، و إذا المعامل أُفرغتْ، و إذا الصحف نُشرتْ و إذا الأخبار صُدّقتْ علم الشعب أنّ الحكومةَ وُئدتْ.
و لقد تنبّأ فرحات الراجحي قبل أشهر بانقلاب سيطيح بالإسلاميّين إن فازوا في الانتخابات و وصلوا إلى السلطة، فغضب البعض من الرجل و عاقبوه، و لكنّنا نرى اليوم ما يثبت زعمه فنرى أوضاعا انقلابيّة عديدة و حالات من العصيان التي لا تخبو في مكان حتّى تنشأ في آخر، و لا تخمد في قطاع حتّى تشتعل في غيره، ما ينذر بتعطيل مستمرّ لعجلة الاقتصاد و لعمل الحكومة و مخطّطاتها.
و بذلك سيستعجل معارضوها خروجها من السلطة لتُسلِّمَ الحكم لمن هم أجدر منها و أكثر تجربة، و المعركة حامية الوطيس انقسم فيها الشعب إلى فِرَقٍ متعادية فشقّ يهاجم الوزراء بسلاح “المؤقّت” و شقّ يدافع عنهم رافعا راية “الشرعيّة” و شقّ ثالث يعطّل القرارات و ينظّم الاحتجاجات. و قد يكون من الأفضل للحكومة أن تستسلم و تعترف بأنّها مؤقّتة حقّا، فتكتفي بتسيير الأعمال و لا تتورّط في وضع المشاريع الكبرى التي تحتاج إلى سنوات. السِلْمُ أفضل من الحرب أو هذا ما فهمناه من الضيف الذي استنجد به إلياس الغربي في حديث ساعته يوم الثلاثاء، و هو طبيب نفسانيّ طُلِب منه تشخيص الوضع الذي تعيشه تونس منذ قيام الثورة، فتحدّث عن الذين أحرقوا أنفسهم و عن الذين أصبحوا فجأة تحت الأضواء الكاشفة أو الحارقة من النخبة المثقّفة و الصفوة الحاكمة ليلخّص المشهد كلّه باعتباره إنجازا تونسيّا رائعا و فريدا من نوعه، فدعا إلى إنجاحه بالحوار و الطمأنة.
و بهذا أنهي مقاربتي مكتفيا بما قاله الطبيب خاتمةً، فليس أفضل من الحوار و الوفاق الذي نرجو أن يكون دائما غير مؤقّت. و ما عدا ذلك فهو زائل متغيّر لا يستثنى منه أحد. المهمّ أن يبقى الشعب هو صاحب الخيار و مالك القرار، هذا إن بقي للشعب قدرة على التفكير و البقاء، فقد يُجنّ جنونه ممّا يرى و يسمع فيختار الفرار أو الاحتراق بالنّار!
ما دامت المؤسسات تعمل بنظام مؤقت للسلطات، فهي مؤسسات مؤقتة. شرعية بدون شك ولكن مؤقتة. لكن أشاطرك الرأي في أن الصحافة تبلغ في إستعمال هذه الكلمة، الرئيس هو رئيس و ما داعي للتذكير بأنه راحل عن قريب.
لم تبدأ المؤسسات العمل بدستور قار، تنتهي صفتهم الوقتية، لتصبح فترة حكم دستورية
vous etes des arabes
bedouins
des betes
tjrs provisoireeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeee
الرجاء احترام ايات الله وعدم تحريفها وان كان القصد غير ذلك
أخي عبد الله معاذ الله أن يكون القصد ما ذكرت، والله خير الحافظين لذكره المنزّل: “إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون
Excellent article vraiment! J’ai beaucoup aimé cette répétition de provisoire provisoire provisoire provisoiiiiiiiiiiiiiiiiiiire!!!!!!!
@abdallah
معاذ الله اخي عبد الله ان نحرّف آيات القرآن الكريم،قال الله تعالى:إنا نحن نزلنا الذكر و إنّا له لحافظون
شكرا
Bel article. j’en ai les larmes aux yeux!
Bientôt, je vais pleurer tellement nos ministres sont à plaindre.
Bon trêve de plaisanteries. Il n’est pas question de la légitimité et surtout n’essayez pas de réécrire l’actualité pour vous poser dans la posture de la victime.
Un gouvernement qui nomme d’anciens cadres de la propagande d’Etat Benalienne aux postes clés de l’information, qui violente les professeurs universitaires sans toucher aux salafistes sit-inneurs, qui Prends des décisions unilatérales sans consulter les parties concernées (syndicats, conseils administratifs, associations et partis politiques), qui émet un ordre de censure médiatique sans justification, qui légalise la brutalisation policière sur les journalistes et reprend les arrestations des bloggueurs n’est pas une VICTIME… C’est un BOURREAU.
Alors, lui rappeler qu’il n’est là que par la volonté du peuple, non pour durer mais juste pour gérer les affaires de l’Etat en attendant que la nouvelle constitution soit mise en place … n’est pas un crime. C’est un devoir!
Jouer aux victimes… payer des contre-manif’ et vérouiller les médias sont des réflexes fascistes que, personnellement, je n’accepte pas. Et 40% des voix exprimés pour Ennahda ne doit pas vous illusionner sur votre poids. Ennahda est la plus importante minorité!!!
و إذا الحكومة سئلت بأي ذنب أقتت: http://t.co/nscx7fvT
super article #tunisie #tnGov #tnAc
Article tres intelligent , qui decrit la situation actuelle et exacte dans la Scene socio politique.
A mon avis , la situation en Tunisie est du a de longueS annees d’emprisonnement des libertees d’expression et des abus des droits de l’homme , et qui maintenant et apres de longues annes dans l’obscuritee , la vision politico sociale du peuple Tunisien est entre croire a cette libertee et democratie ou ne pas croire, et ce l’emmene a un etat de ne rien croire que soit meme et que tout est faut sauf soi meme ,ce qui ne donne pas de confiance a qui que ce soit parceque le dechus et sa machine publicitaire , nous ont tellement mentit .
le peuple en general et sans exception , est confondu entre la politique et la democratie et la situation economique de chaque individus en particulier , et ils ont completement oublier le nationalisme et le patriotisme.
et pour etre patriote il faut penser a comment faire pour aider tout le pays a ce lever de cette crise economique , en tant que peuple et pays et non en tant qu’individus separe. mais la faute n’est pas au peuple , mais a la politique en general qui n’essaye pas de clarifier et les medias qui ne cessent jamais du ( tatbil et tazmir ) . a ce moment on doit avoir des auteurs tel que Mr Abderrazak Guirat ou Mr Mohsen Zoghlami a qui j’ais beaucoup d’admiration pour les deux. pour leurs clairvoyances et leurs patriotisme .
les sits ins doivent arreter immediatement , et les cours doivent reprendre et avec acceleration et qu’on travaille plus beaucoup plus , et on demande moin pour sauver la saison politico economique et socio-educative , et puis a la fin de l’annee on peux voir et juger le gouvernement.
cordialement et patriotiquement
wild el bled
usa.
@guirat!! joli ; abou al allaa al maarri aurait apprecié!!
ya 3ebd eraze9 rak 9e3ed et7ef fe el quorane( moseyleme el ketheb)
ya estadh rak 9a3ed testa3mel fi al ayat el9orania hawel tahtarem macha3er el ness wo ma tharefch kalem ellah .