كان التطبيع التونسي – الصهيوني يعود إلى بواكير الخمسينيات ، عندما دشن الحبيب بورقيبة والهادي نويرة ومحمد المصمودي وقياديون آخرون في “الحزب الحر الدستوري الجديد” اتصالات مع الدولة الصهيونية من خلال سفرائها في باريس. وحاول التونسيون إقناع الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية بدعم معركتهم من أجل الاستقلال، إلا أن الصهاينة كانوا يدركون أن مصالحهم مع فرنسا لا يمكن التضحية بها من أجل كسب ود الحكام المقبلين في تونس.
“دراسة تحليلية : إسلاميو تونس و المغرب و التطبيع مع “إسرائيل ج 1
دراسة مطولة; سيتم نشرهاعلى ثلاث أجزاء, عن التطبيع بين تونس و المغرب من جهة، و بين إسرائيل من جهة أخرى، في ضوء المواقف الجديدة التي اتخذهاالزعماء الإسلاميون الجدد في كل من تونس و المغرب من التطبيع مع إسرائيل ، في منتدى دافوس الأخير. بقلم توفيق المديني
ظاهرة البطالة في تونس
، تعاني اقتصاديات العالم العربي في معظمها من البطالة التي باتت تهدد تماسك واستقرار المجتمعات العربية ، لما ينتج عنها من تأثيرات مدمرة تنعكس على الجانب الاجتماعي بالدرجة الأولى، ثم الجانب الاقتصادي الذي سيحرم من طاقات بشرية تصنف ضمن الطاقات المعطلة. بينما تقتضي الديناميكية الاقتصادية الاستغلال الأمثل لهذه الطاقة الانتاجية المعطلة، من أجل دفع عجلة التنمية إلى الأمام للخروج من أزمة الفقر والتخلف التي تميزالدول العربية . ومما زاد أزمة البطالة استفحالا في العالم العربي، دخول الاقتصاديات العربية في سيرورة العولمة الليبرالية المتوحشة ، و اتساع هوة الاختلالات الهيكلية لاقتصادياتها.
كلمة في الثورة التونسية في الذكرى الأولى للثورة التونسية : التحدّيات و العوائق
لقد قدمت الثورة التونسية نموذجاُ يحتذى به عربياً، لجهة أنها شكلت نهاية للخضوع والإذعان في صفوف المواطنين العرب العاديين، الذين ظلوا على خنوعهم على امتداد عقود من الزمن في مواجهة دول عربية تسلطية يدعمها الغرب، وأنظمة تقوم على أساس ديكتاتورية الأجهزة الأمنية والجيش. إضافة إلى أن الثورة التونسية هي مرآة أفول النموذج الاقتصادي الريعي الذي ساد في العديد من الدول العربية، باعتباره نظاماً أنتج البطالة ، و ارتفاع الأسعار،و العجز في خلق وظائف جديدة، و ممارسة الإنكارعلى الشعوب العربية للحقوق الإنسانية الأساسية في التعبير وتمثيل أنفسهم بشكل صادق والمشاركة السياسية والمساءلة السياسية وإمكانية الوصول يشكل عادل إلى موارد الدولة والفرص التي تتيحها السوق الحرة.
نحو عقد اجتماعي لبناء نظام ديمقراطي جديد في تونس
لأول مرّةفي تاريخ العرب المعاصر، تطيح ثورة شعبية بنظام حكم بوليسي يُعَّدُ من أعتى الديكتاتوريات الأمنية العربية .و بذلك تُعَبِّدُتونس بثورة شعبها طريق الحُرِّيَة للعالم العربي، لأنها أسقطت نموذج الدولة البوليسية السائد عربياً، و الذي يمثل قطيعة جذرية مع نظرية المجتمع المدني . وبالتالي تشكل الثورة التونسية نهاية للخضوع والإذعان في صفوف المواطنين العرب العاديين، الذين ظلوا على خنوعهم على امتداد عقود من الزمن في مواجهة دول عربية بوليسية يدعمها الغرب، وأنظمة حكم تقوم على أساس أجهزة المخابرات والجيش.