اهتم في هذا المقال بالجانب الثقافي لترسخ النيوكولونيالية فينا و خاصة في تعابيرنا ومفرادتنا و مراجعنا. في التركيز على شياع خطاب الفتنة و إستمرارية الجهويات كمخزون إجتماعي و شعبية الحضرة، أود أن أؤكد على أنه في غياب ثورة ثقافية جادة فإن كل ما نفعله هو نتاج لصيرورة النيوكولونيالية الثقافية في فهمنا و تكريسنا لذاتنا. إذا كان فهمك لذاتك و للعالم حولك يقوم على إقصاء الأخر (أي إبن وطنك من الداخل التونسي) وتقزيمه بداع ما فعليك مراجعة نفسك.
بورتريه لآخر تونسي
في مفترق الشارع الواسع الذي يقطع المدينة إلى نصفين، والمسمى ”بره روح“، يوجد المقهى القديم الذي أسسه أول من إستوطن هناك. إنه مقهى ”الجبورة لا!“ يتكدس الرجال، في هذا المقهى طيلة اليوم، يشربون العصير التقليدي:”تقولش عليه… تقولش عليها“. في الشارع المحاذي من جهة اليسار، توجد سلسلة المطاعم الشعبية، تقدم الأكلات التقليدية المعروفة: ”حساء نافق“ ،”سلاطة وافق“، ”سندويتش غادر البلاد“. تونس اليوم فى سبع مشاهد، بقلم السنمائي رضا التليلي
محاولة لفهم السلوك الإنتخابي للناخبين التونسيين
حاول البعض حصر أسباب الانتخاب وقراءة السلوك الانتخابي قراءة جغرافية، خرائطية معتمداً على ثنائيات الشمال والجنوب، المركز والأطراف، الساحل والداخل. بينما ذهب البعض الآخر إلى قراءة طبقية للفرز بين طبقات مستفيدة وطبقات مهمشة.. آخرون ذهبوا إلى الفرز على أساس الأنماط المجتمعية. كيف صوت الناخب التونسي ولماذا؟ هذا هو السؤال الذي سأحاول الإجابة عليه في هذا المقال.
ردود أفعال من الجنوب حول التصريحات الجهوية التي تلت نتائج الإنتخابات التشريعية
بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات الشريعية خلّف الإستقطاب السياسي بين النداء والنهضة إستقطابا جهوياً قسم البلاد إلى شمال وجنوب، وظهر ذلك في العديد من التصريحات وعلى صفحات التواصل الإجتماعي، وحمل البعض فيه المسؤولية إلى المرزوقي وغيره من المرشحين للرئاسة الذين أتهموا بإستغلال هذا الصراع الجهوي لحملة الإنتخابات القادمة.
مقاربة أوليّة في العدالة الإعلاميّة
يجب على الوطنية (1) بالتحديد أن تكون قناة عادلة لكلّ التونسيين والتونسيات وليست قناة “العاصمة” بمعنى أن تكون حاضنة لكل الوطن إقليما وأحداثا، وتتحقّق هذه العدالة الإعلاميّة عبر توزيع عادل للبثّ على مختلف المناطق فنجد استوديوهات فرعية للقناة في مختلف تراب الجمهورية، ونسمع عن أخبار برج الخضراء في النشرة الرئيسية للأنباء باستمرار ونرى ربوع الوطن كلّه بحلوه مرّه دون تزييف أو تضخيم.
مناطق الظلّ…القنابل الموقوتة
إنّ مشكلة أهل الريف و ما يعانونه من تجاهل و تهميش، نابعة من سياسة رسميّة بدأها الاستعمار وانتهجتها الحكومات اللاحقة، فكرّست تخلّفهم الاقتصاديّ بحرمانهم من مخصّصات عادلة للتنمية في جميع المجالات سواء في البنية التحتيّة أو التعليم أو تطوير وسائل الإنتاج أو خلق الاستثمارات … و ظلّت المناطق الريفيّة مجرّد خزّان للموارد الطبيعيّة دون الالتفات إلى حاجيّات أهلها.