Olive oil 2

قنديل زيت الزيتون ”ما يضوي كان على البراني“

ربّما لو لم يكن الهلال والنجمة يتوسّطان علم تونس لحلّت شجرة الزيتون مكانهما. ”زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ“ تمتدّ من شمال البلاد إلى جنوبها ولا تخلو أي ولاية منها ولا تغيب منتجاتها عن أي بيت تونسي. هذه الشجرة تلخّص لوحدها تاريخ البلاد وتجسّد ”وحدتها الوطنية“. وككلّ خريف، انطلق منذ أسابيع موسم جني الزيتون وإنتاج الزيت وسط تذمّر التونسيين من ارتفاع الأسعار وحرمانهم من احدى خيرات بلادهم على الرغم من وفرة الإنتاج، وهو حرمان مزمن وممنهج ومتفاقم.

قراءة في سبل تحقيق التثمين الصناعي لزيت الزيتون التونسي

ليس سرّا أن زيت الزيتون التونسي، وهو من أهم الثروات والصادرات الوطنية، يصدّر بنسبة 80 إلى 90 بالمائة كمنتوج خام وتخسر تونس نتيجة لذلك آلاف المليارات من الموارد بالعملة الصعبة لفائدة الأطراف الخارجية الأوروبية وخاصة إيطاليا، التي تستحوذ بهذه الطريقة منذ الاستقلال على جل المداخيل المتأتية من إعادة تصدير هذه الثروة بعلامات تجارية إيطالية بعد إنجاز عمليات التثمين الصناعي والتعليب وغيرها، وهي الأنشطة ذات القيمة المضافة العالية المرتبطة بما يسمى بشبكة القيمة التي تحتاج إلى تكنولوجيات وتقنيات صناعية متطوّرة.