Colonisation 17

افتتاحية: طوفان الأقصى يوحد التونسيين ولو إلى حين

لطالما كانت القضية الفلسطينية حاضرة في أدبيات القوى السياسية التونسية ووجدان أعضائها وقياداتها ولو بتفاوت, حضور ازداد تجذرا بعد استقبال تونس منظمة التحرير الفلسطينية عقب حصار بيروت سنة 1982 و امتزاج الدماء التونسية الفلسطينية في حمام الشط وواد الزرقة سنة 1985.

إكتشاف مقبرة الجمهوريين الإسبان في القصرين: رهان ذاتي، مخاض صحفي، مبحث علمي

ترجع علاقتي بالجمهوريين الاسبان إلى أيام الجامعة. تخرجت سنة 2010 من دار المعلمين العليا في اختصاص التاريخ بعد حياة طلابية صاخبة. تعرفت على الجمهورية الثانية (1931-1939) وحرب إسبانيا أو الحرب الاهلية (1936-1939) من خلال التاريخ والأدب والسياسة؛ درس “أوروبا بين الحربين ” ورواية “لمن تقرع الأجراس ” ومقالة “الطبقة والحزب والقيادة “.

اللاجئون الجمهوريون الإسبان: من هم وما الذي هجّرهم؟

تأسست الجمهورية الاسبانية الثانية في أفريل 1931 بعد انتصار القوى الداعية لها في الانتخابات. بدأت المرحلة الجديدة بدستور جديد وإصلاحات تحررية وديمقراطية ووعود باستعادة وحدة إسبانيا وقوتها. مثّل انتصار الجبهة الشعبية في انتخابات فيفري 1936 وقود انقلاب عسكري يوم 17 جويلية فشل في السيطرة على مدريد لكنه أطلق حربا (أهلية) بدأت إسبانية وانتهت عالمية.

مجلس الأمن والإستيطان الإسرائيلي في القدس: مغالطات ”نهضة تونس“

أعلنت صفحة “نهضة تونس” على فايسبوك أن مجلس الأمن فشل في التوصل لاتفاق بشأن إصدار بيان حول الاوضاع بمدينة القدس المحتلة، وذكرت أن الوفد الأمريكي برر تحفظاته بأن ذلك “لن يساعد في تحسين الوضع الحالي في القدس” مبررا بأن “مسودة البيان الذي أعدته تونس بالتعاون مع عدد من الدول الأعضاء بمجلس الأمن، لم تتضمن أي إدانة للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين بحي الشيخ جراح والمسجد الأقصى”.

مقهى تحت السور: أمجاد مدفونة في فساتين الأعراس وأطباق الكفتاجي

تسكن في “رْبَطْ” باب سويقة، أشهى الأحياء النابضة بالحياة، مئات الحكايات المليئة بالسحر وعبق الماضي التي حفظتها أسوار مبانيها وإن تهاوى أغلبها، بعضها بقيت سرا من الأسرار التي تروى في مجالس أبناء الربط والقريبين منهم، وأخرى دفنت في ركام المباني العتيقة التي هدمت لتحل مكانها مبان عصرية. أما قصة مقهى “خالي علي” المعروف بمقهى تحت السور، وبالرغم من أنه لم يعد هناك وجود للسور ولا للمقهى، فقد حفظتها الكتب والمسارح والإذاعات أيضا . لم يعد المقهى موجودا الآن، وبالكاد يمكن لغير العارفين تحديد مكانه. ففي آخر سبعينات القرن الماضي، باعه أصحابه وهدمه مالكوه الجدد ليحل محله متجر لكراء فساتين العرائس، ومطعم كفتاجي.

مقاومات منسيات زمن الاستعمار: حين يغيّب كتّاب التاريخ بطولاتهن

بين طيات الصفحات و كتب التاريخ، تواترت وجوه المناضلين من الحبيب بورقيبة إلى الطاهر صفر وعلي بلهوان وعبد العزيز الثعالبي وأبطال الفلاڨة وغيرهم. كانوا مصدر إلهام للذين حرروا تونس من الاستعمار. وحدهم برزت وجوههم على صفحات كتب المؤرخين، وفي حصص مواد التاريخ المدرسيّة. فالرجال، حسب مجمل تاريخ تونس، هم من صنعوا التاريخ.

اشنوة عملت فرانسا في تونس؟

مشى أوليفيي بوافر دارفور وجا اندري باران أما برشا مغالطات وتزييف مازالو ياثروا بشكل كبير في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية اللي تربط تونس بفرنسا وخاصة في فهم التونسي العادي لتاريخ فرنسا في تونس. فرنسا الي احتلتنا أكثر من خمسة وسبعين سنة قتلت ما يقارب عشرا الاف من التوانسة، وسرقة الثروات الطبيعية بأنواعها، وفقّرت الاقتصاد ومحات قدرة الدولة التونسية على إنو تبني مجتمع وجمهورية على قاعدة، لدرجة انو كل شي في تونس مازال يعاني بدرجة كبيرة من نتايج الاستعمار الفرنسي إلي مازال متواصل حتى توا. في المقال هذا، نحب نكشف على المغالطات الفادحة هاذي عن طريق الاعتماد حصريا على وقائع ومعطيات موثوقة، بعيدا عن التخمينات والأكاذيب اللي تحاول إعادة كتابة تاريخ دموي ولاإنساني متاع فرنسا في تونس.

الإستقلال و”الإستعمار الداخلي“ في تونس لدى الصغير الصالحي

في مراجعة التاريخ التونسي والفرنسي قبل الاستقلال وبعده، يتضح أن الإستعمار الفرنسي مازال بيننا. ومثلما تشير إلى ذلك الوثائق والمستندات التاريخيّة التي نشرتها هيئة الحقيقة والكرامة مؤخرا، فإن أدوات وآليات الاستعمار مازالت تنخر الاقتصاد التونسي وتسيطر على السياسي والاجتماعي في تونس. من خلال مراجعة لكتاب الصغير الصالحي ”الاستعمار الداخلي والتنمية غير المتكافئة، منظومة التهميش في تونس نموذجا“، يسعى هذا المقال إلى تفكيك الفكرة القائلة بأن الاستعمار انتهى بخروج آخر جندي فرنسي. جنود مدنيين جدد في الداخل والخارج مازالوا مهتمين بصيرورة نوع آخر من الاستعمار منمّق الملامح: الاستعمار الداخلي.

الوجه الآخر للذاكرة: أغاني تونسية ضدّ الاحتلال الفرنسيّ

هناك العديد من الأغاني التي تختزنها ذاكرتنا الشعبية والمرتبطة أساسا بمقاومة الاحتلال الفرنسي أو حتى قبلها أي المرتبطة بفترة حكم البايات. فقد رافقت الانتفاضات التي قامت ضدّ الطبقة الحاكمة آنذاك -مثل ثورة علي بن غذاهم- أغنيات شعبية متمرّدة وثائرة على الوضع. سنهتم في هذا المقال بالأغاني والقصائد التي لحُّنت فيما بعد والمناهضة أساسا للاحتلال الفرنسي مثل ملزومة عبد الرحمان الكافي ”الزبّوبيّة“، وهي من أشهر ما قيل ضدّ الاحتلال وضدّ كل من يمثل أي سلطة سياسية أو دينية في البلاد، إلى جانب ملحمة ”الخمسة الي لحقوا بالجرّة“ وتمجيدها للمقاوم محمد الدغباجي و”على الجرجار“ التي توثّق أحداث الزلاج الشهيرة.

على مفترق طرق التاريخ : العلاقات التونسية الفرنسية الأوروبية في ظل الدولة المرادية (5)

في الجزء الخامس من هذه السلسلة سنركّز الاهتمام على تطوّر الاطار القانوني المنظم للعلاقات التجارية والاقتصادية بين تونس والدول الأوروبية منذ القرن السابع عشر وإلى مطلع القرن التاسع عشر الذي شهد الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830 وهي مرحلة مفصلية باتجاه توسيع المخطط الاستعماري الفرنسي إلى تونس ثم إلى المغرب الأقصى وكان الهدف الرئيسي لهذه السياسة، فرض النمط المجتمعي الغربي على شعوب المنطقة من خلال السيطرة على التجارة الداخلية والخارجية واحتكار استغلال الثروات وتوسيع الوجود الاستيطاني والدبلوماسي الأوروبي مع السعي لتشجيع النزعة الاستقلالية للايالة التونسية إزاء الامبراطورية العثمانية لعزلها ثم الانقضاض عليها.

العلاقات التونسية الفرنسية الأوروبية على مفترق طرق التاريخ (4)

في الجزء الرابع من هذه السلسلة، سنركز الاهتمام على تطور العلاقات التجارية لتونس مع فرنسا والمجموعة الأوروبية بعد الاستقلال وإلى غاية إبرام اتفاق التبادل الحر بين الجانبين سنة 1969، وستبيّن هذه الدراسة مدى الأهمية التي كانت توليها فرنسا للحفاظ على الاطار القانوني  لضمان  هيمنتها على المبادلات التجارية الخارجية التونسية ولإستمرارية التبعية الاقتصادية والتجارية المطلقة لتونس إزاءها. وفي المقابل سنستعرض الخطوات المحتشمة  التي بذلتها تونس خلال تلك الفترة لتنويع علاقاتها الاقتصادية والتجارية الخارجية سعيا للتخفيف من وطأة هذه التبعية الخانقة وذلك في اطار سياسة إزالة الاستعمار الاقتصادي الفرنسي التي كانت احدى الركائز الأساسية لاستراتيجية الآفاق العشرية للتنمية لمرحلة الستينات.

العلاقات التونسية الفرنسية الأوروبية على مفترق طرق التاريخ (3)

تكتسي الآفاق العشرية للتنمية أهمية خاصة في التاريخ الدبلوماسي و الاقتصاد التونسي باعتبار أنها تشكل أول إستراتيجية وضعتها الدولة التونسية الناشئة خلال مرحلة الستينات لبناء اقتصاد انتاجي و التخلص من رواسب الاستعمار الاقتصادي الفرنسي و ذلك بعد تأكد الرئيس بورقيبة ان استرداد مقومات الاستقلال الحقيقي و التام يحتاج الى تبني أسلوب التخطيط الاستراتيجي و تولي الدولة التونسية، كفاعل إقتصادي رئيسي، السهر على إنجاز المخططات التنموية المجسدة لهذه الإستراتيجية. و رغم حصول هذا الخيار على تزكية البنك الدولي فانه اصطدم بصعوبات داخلية و خارجية من بينها الموقف الفرنسي المعارض المسنود داخليا من اللوبيات الفرنكوفونية التونسية المدعومة من فرنسا.

قضيّة جمنة : المسألة الزراعية والثورة الديمقراطية

في الديمقراطية، عندما تحُول القوانين السائدة دون امتلاك الفلاحين للأرض، وجب تغيير تلك القوانين، وليس استخدامها في مواصلة قمع من يحتج عليها. فالفلاحون باسترجاعهم الأراضي الدولية لا ينتهكون القانون، وإنّما يؤسسون له.
* نقله من الفرنسيّة مختار بن حفصة

العلاقات التونسية الفرنسية الأوروبية على مفترق طرقات التاريخ

ارتأيت ان احاول انطلاقا من هذا المقال ان أغوص في الجذور التاريخية للعلاقات غير المكافئة بين تونس وشركائها الأوروبيين التي ثبت أنها تعود إلى ما قبل إقرار الحماية بفترة طويلة، وقد كانت تستند إلى مبدأين أساسيين هما التبادل الحر وحرية النشاط الاقتصادي في كافة القطاعات الاقتصادية لفائدة الأجانب وهي الأسس التي نجدها اليوم حاضرة بقوّة في اتفاق التبادل الحر الشامل والعمّق والقانون الجديد للاستثمار.

كتاب ”عيال الله“ لمحمّد الطالبي : نحو نظرة جديدة لعلاقة المسلم بخالقه و بمحيطه

إنّ هدف كتابة مقال عن هذا الكتاب (الذي أسال حبرا كثيرا منذ صدوره) هو مجرّد محاولة لتذكير أبناء جيلي و من بعدهم بقيمة هذا المفكّر العظيم الذي قضّى عمره و أفناه في البحث و تقديم أعمال مهمّة. و من جهة أخرى، أردت أن أُبْعِدَ وَ أَمْحُوَ تِلك الصّورة التي ظهر بها الدكتور الطالبي في الإعلام التونسي في السنوات الأخيرة في برامج مبتذلة لا همّ لها سوى تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة.

نواة في دقيقة: كوتوزال، عقد إستعماري يتواصل [فيديو]

لم تكن شركة كوتوزال مجرّد استثمار أجنبيّ، بل مثّل ملّف هذه الشركة التّي تستغلّ الملح التونسيّ منذ سنة 1949، مثالا عن الغموض الذّي يكتنف ملّف استغلال الثروات الطبيعيّة من قبل الشركات الأجنبيّة. بعد الثورة، كشف المرسوم الممضى من قبل محمد الأمين باي والمقيم العام الفرنسي في تونس جان مونس بتاريخ 06 أكتوبر 1949 والذّي منح امتياز استغلال الملح لهذه الشركة بمعلوم رمزيّ استمرّ طيلة 70 سنة، مدى تشعّب هذه القضيّة التّي تداخلت فيها مسألة السيادة الوطنيّة والارتباطات السياسيّة لحكومات ما بعد الاستقلال.