تتحدّث هنية الشلبي منسّقة اعتصام المرشدين التطبيقيّين للتربية إلى نواة حول تفاصيل الاعتصام، حيث تمّ إجراء مناظرة منذ سنة 2017 لانتداب مرشدين تطبيقيّين وقيّمين اُوَل انتُدِب على إثرها 152 من المرشدين التطبيقيّين و340 من القيّمين. وتقول المتحدّثة باسم الاعتصام نقلا عن وزير التربية السابق حاتم بن سالم إنّ بعض الخروقات شابت المناظرة تمّ على إثرها انتداب من تحصّلوا على معدّل 10 من 20 فما فوق من ضمن القيّمين دون أن تشمل هذه الصّيغة المرشدين التربويّين. “طالما أنّنا أجرينا الاختبارات أمام نفس اللجان وفي نفس الظّروف لماذا يتمّ استثناء المرشدين التربويّين من الانتداب خلافا لما حصل مع القيّمين”؟ تتساءل هنية الشلبي الناطقة باسم المعتصمين، ثمّ تستدرك: “علمنا أنّ رئاسة الحكومة ستُراجع استراتيجية الانتداب وستقطع مع التشغيل الهشّ. هناك وثيقة تعاقديّة لم تر النّور إلى الآن تتحدّث عن ترسيم المُنتدَبين وعن تحديد نظام التغطية الاجتماعيّة والصحيّة وتحديد سقف الأجور بما لا يقلّ عن 600 دينار إلى جانب تمديد فترة التعاقد من 9 إلى 12 شهرا.”
وتعتبر منسّقة الاعتصام هذا التمشّي إيجابيّا إلى حدّ ما، ولكنّها لا تُخفي تحفّظها إزاء تردّد الوزارة وعدم نشرها لهذه الوثيقة التعاقديّة. “لا نريد أن نكون طوباويين. من ناحية الوزارة ترفض التّعاقد بتعلّة غياب الاعتمادات ومن ناحية أخرى تريد القطع مع التشغيل الهشّ. نحن كنوّاب رضينا بالتشغيل الهشّ كخطوة أولى ونريد أن نفهم التصوّر الجديد الذي لوّحت به وزارة التربية”. وذكرت هنية الشلبي أنّ وزير التربية السابق حاتم بن سالم قد تعهّد بطلب اعتمادات استثنائيّة من وزارة الماليّة لإحداث 500 موطن شغل، إلاّ أنّ هذا التعهّد لم يُفعّل إلى الآن.
وغير بعيد عن المنسّقة تحدّثت إلينا سامية عابدي أستاذة نائبة وخرّيجة جامعة اختصاص رياضيّات منذ سنة 2011. “نطالب بتسوية وضعيّة الأساتذة النوّاب من 2008 إلى 2018 ولا مجال لإقصاء دُفعَتَيْ 2016-2018. لم نتراجع عن مطالبنا حتّى تتمّ تسوية وضعياتنا. البعض منّا بلغ سنّ 52 سنة وهو بصدد انتظار تفعيل الاتفاقيّة وتسوية وضعيّته المهنية”. وتستند الأستاذة النّائبة إلى اللائحة المهنيّة للجامعة العامّة للتعليم الثانوي الصادرة بتاريخ 5 أفريل 2020 الّتي نصّت في نقطتها الرابعة على “تسوية وضعيّة جميع الأساتذة النوّاب تسوية شاملة”. وتدعو إلى التفاوض الجدّي بين الحكومة والطرف النّقابي وانتداب الأساتذة على دفعات.
وتأتي هذه الاحتجاجات على خلفيّة صدور الأمر الحكومي عدد 1046 لسنة 2018 المتعلّق بعقود تسديد الشغورات الظرفية بالمؤسسات التربوية الراجعة بالنظر إلى وزارة التربية. وبالعودة إلى تفاصيل هذا الأمر الحكومي والسياق الّذي أُعدّ فيه، أفاد فتحي الزرمديني المدير العام للشؤون القانونية بوزارة التربية لإذاعة تطاوين بتاريخ 10 جانفي 2019 أنّ اختيار الأساتذة النوّاب في التعليم الابتدائي والثانوي يتمّ بمقتضى عقد يتمّ إبرامه بين المدرّس والوزارة وهو عقد يجعل من المدرّسين النوّاب في علاقة مباشرة مع الوظيفة العمومية في انتظار إدماجهم تدريجيّا في المنظومة التعليمية. في حين أنّ المطلب الأساسي للأساتذة النوّاب هو الانتداب وليس التعاقد.
كما تحدّث وزير التربية السابق حاتم بن سالم خلال جلسة استماع صلب لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربية والبحث العلمي بالبرلمان بتاريخ 5 أفريل 2019 عن سبب انتداب من تحصّلوا على معدّل يفوق العشرة من عشرين خلال مناظرة 2017، حيث لاحظ تبايُنا بين الأعداد الّتي تحصّل عليها المترّشحون بين الامتحانات الكتابية والامتحانات الشفوية، ارتأى على إثره أن يجتمع ببعض المتناظرين وتعهّد بانتداب من تحصّل على معدّل عشرة من عشرين فما فوق. وأقرّ مجلس الوزراء تخصيص مبلغ 6 مليون دينار لانتدابات في سلك القيّمين، ثمّ تمّ إمضاء العقود لـ370 منهم وبدؤوا بمباشرة مهامّهم.
iThere are no comments
Add yours