لتحرّي الحقيقة اتّصلت نواة بالمكلّف بالإعلام بالتلفزة الوطنية إلياس جراية، الذي وضّح بقوله “إن القناة الوطنية الأولى لم ترتكب أي خطإ، لأنه لم تتأخر في نقل التصريح الذي أدلى به رئيس الجمهورية السبت الماضي، وذلك خلال نشرة منتصف الليل. وأضاف جراية “تنقل رئيس الجمهورية إلى شارع الحبيب بورقيبة على الساعة العاشرة إلا ربع تقريبا، وكان فريق القناة الوطنية موجودا على عين المكان، وأدلى الرئيس بتصريحه أمام كاميرا التلفزة التونسية وسكاي نيوز، لكن بدا للبعض أن التصريح حصري لقناة سكاي نيوز لأن مراسلها تدخل بعد دقائق من ذلك، وهو أمر طبيعي. فالتلفزة الوطنية قناة جامعة ومواعيد نشراتها محددة ومعروفة، في حين أن القناة الإماراتية إخبارية، ومن الطبيعي أن يطلب مراسلوها قطع البث في أي برنامج لتمرير خبر ما”.

وأكد  إلياس جراية أن فارق التوقيت بين  تسجيل تصريح الرئيس وبثه ليس كبيرا، خاصة أنه بُثّ بعد ساعة ونصف خلال نشرة منتصف الليل، معتبرا أن تصريح قيس سعيد لم يكن بالخطورة التي تستوجب قطع البث، مُضيفا: “تملك التلفزة الوطنية فريق طوارئ للتغطية، تحسبا لأي حدث مهم قد يحصل. الأخطاء واردة، لكن في قضية الحال موقف التلفزة الوطنية سليم، بدليل أن أكثر من ثلاثين ألف شخص شاهد التصريح الذي بثته نشرة منتصف الليل، خلال يوم واحد كما أننا قمنا بتنزيل الفيديو في جميع منصات القناة”.

ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها القناة الوطنية الأولى إلى انتقادات شديدة بسبب ما وصف بتخاذلها في تغطية أحداث مهمة، لعل آخرها إعلان سعيد عن تجميد مجلس النواب وغيرها من الإجراءات المهمة يوم 25 جويلية، وهو ما أكده لـ”نواة” صحفي بالقناة الوطنية فضل الاحتفاظ بهويته، حيث قال “لرئاسة الجمهورية فريق تقني قار من التلفزة الوطنية، وبالتالي من المستحيل ألا يتم تصوير أي نشاط متعلق بالرئاسة. لكن هناك إشكال: فمن ناحية، يمكن أن يكون بثّ حدث ما خاضعا إلى الترقب والحسابات الخاصة، مثلما حدث يوم 25 جويلية، حيث لم يتخذ نائب رئيس قسم الأخبار ومدير عام التلفزة الوطنية السابق قرارا ببث كلمة الرئيس التي أدارت كل عدسات الكاميرا في العالم نحو تونس. ومن ناحية أخرى يمكن أن يخضع قطع البث إلى أكثر من عامل، وهو ما يعقد المسألة. وفي قضية التصريح الأخير الذي أدلى به سعيد، كان على رئيس التحرير أن يبث في شريط الأخبار العاجلة محتوى التصريح في انتظار بثه خلال أقرب نشرة، وهي نشرة منتصف الليل”.

يجزم الصحفي المذكور بأن التلفزة الوطنية ستواصل ارتكاب أخطاء وسوء تقدير في علاقة بتغطية وبث الأحداث الفجئية، وهي “لعنة” تلازم القناة طالما أن مشاكلها الحقيقية لم تطرح  علنا، وفي المقابل يستفيد سياسيون من تلك اللعنة على حساب حق الجمهور في الوصول إلى المعلومة.