غير أن المتمعن في هذا العنوان يلاحظ بالضرورة كمية الأخطاء اللغوية الواردة به، كي يتيقن فيما بعد أن المقال لا يحتوي على أي فيديو كما هو معلن في العنوان. وإنما هو مقال مرفوق بصورة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصورة ليسرى فراوس رئيسة جمعية للنساء الديمقراطيات تعود إلى يوم 6 أوت 2019 خلال إلقائها لكلمة ضمن فعاليات احتفال الجمعية بالذكرى الثلاثين لتأسيسها

أما عن نص المقال فإنه يتحدث عن البيان الذي أصدرته الجمعية على صفحتها الرسمية على فايسبوك بتاريخ 19 أكتوبر 2020، وهو “إعلان تضامن و مساندة للمدرسين/ات بفرنسا. ضد الظلامية و التعصب والتطرف والإرهاب” .حيث يندد بيان الجمعية بالظلامية والتطرف في المطلق ولا ينسبها للإسلام.

ويتناول المقال المذكور بعض المقاطع من نص البيان الذي يستنكر الجريمة الذي جدت يوم 16 أكتوبر 2020 بإحدى ضواحي باريس وراح ضحيتها أستاذ تاريخ فرنسي، وهو ما وصفته النساء الديمقراطيات بالجريمة “البشعة والوحشية”. ويذكر المقال أن بيان الجمعية يحذر من تصاعد الخطاب الشعبوي الذي يقسم ويبعث على الكراهية والتفرقة عوض البحث عن حلول للتجميع. كما أشار المقال إلى أن الجمعية تأمل في أن لا تستغل السلطات الفرنسية والقوى الشعبوية هذه الحادثة الأليمة من أجل بث التفرقة والعنصرية ضد المسلمين والمسلمات .

غير أن المغالطة الأكبر في هذا المقال هي ما جاء في عنوانه من أن جمعية النساء الديمقراطيات تساند ماكرون ضد الظلامية و التطرف الإسلامي، حيث لا يرد ذكر الرئيس الفرنسي البتة لا في نص بيان الجمعية ولا في نص المقال المذكور. كما لا ينسب التعصب والظلامية إلى الإسلام بشكل مخصوص.

في هذا الإطار، اتصلت “نواة” برئيسة جمعية النساء الديمقراطيات يسرى فراوس لمزيد الاستفسار حول الموضوع. وقد نفت فراوس وجود أي فيديو أو تصريح يتعلق بعملية ذبح الأستاذ الفرنسي، وأكدت أن الجمعية لم تتطرق إلى هذا الموضوع إلا من خلال بيانها المذكور أعلاه. كما اعتبرت أن الهدف من هذا المقال، من خلال ما جاء في عنوانه، هو “الافتراء و المغالطة”، و “أن إضافة كلمة “بالفيديو” الواردة به ترمي إلى الحصول على أكثر ما يمكن من القراء وتهييجهم وتحميسهم ضمن حملة ممنهجة لضرب مصداقية الجمعية بأساليب قديمة ومهترئة “.

وأكدت في نفس السياق أن جمعية النساء الديمقراطيات لم تقم بمساندة الرئيس الفرنسي ماكرون، و إنما تلتزم بكل ما جاء في نص البيان، وتؤكد على ضرورة التصدي للإسلاموفوبيا والتطرف الديني على حد السواء.