وكان هذا نقلا عن مقالين صادرين في موقعي الحصاد والتونسي .حيث أرجع كلا الموقعين إلغاء عرض قرطاج يوم عيد المرأة إلى قرار من وزيرة الثقافة بالتنسيق مع وزارة الداخلية على خلفية الجدل الذي أثاره هذا العرض بعد تطرق صاحبه بنوع من السخرية إلى الملابس الداخلية لرئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، و الذي اعتبره العديدون تعديا على الأخلاق و حطا من مكانة المرأة التونسية، ولا  يدخل في باب النقد بل هو ثلب وتجريح واعتداء على كرامة عبير موسي.

لكن بعد التثبت تبين أن عرض العبدلي لم يكن مبرمجا من الأساس على ركح قرطاج يوم عيد المرأة التونسية، و إنما ضمن فعاليات مهرجان الكاف، و الذي تم إلغاءه وإلغاء الدورة 45 لمهرجان بومخلوف الدولي برمتها توقيا من انتشار عدوى الكورونا، حسب بلاغ صادر عن الهيئة المديرة.

في حين أن عرض قرطاج كان مقررا بتاريخ 16 أوت، فإنه إلى اليوم محل تفاوض بين الشركة المنتجة والسلطات المحلية، حول احترام إجراءات الوقاية من الكورونا، في علاقة بعدد التذاكر التي سيتم طرحها للبيع، وسيتم اتخاذ قرار بشأنه من الجهة المنتجة بتأجيله أو إلغاءه، حسب ما أفاد به محمد بوذينة منتج العرض.

و لم يكن هذان العرضان الوحيدان في سلسلة من الإلغاءات شملت عروض قليبية و سوسة .غير أن الأسباب مختلفة ولا تعود فعلا إلى ما يتداوله العديدون من أنها بسبب الملابس الداخلية لموسي .حيث أن عرض قليبية الذي كان مبرمجا بتاريخ 8 أوت 2020، ولكن تم تأجيله بسبب عدم جاهزية الفضاء الثقافي الزين الصافي بقليبية لاحتضان الأنشطة الثقافية ووجود إخلالات في الفضاء قد تمس من سلامة الجمهور والفنانين، حسب ما أكده معتمد قليبية مراد بلحاج عمر في تصريح لإذاعة ماد.

وبالنسبة للعرض ألذي كان مبرمجا يوم 12 أوت ضمن مهرجان سوسة، فإن إلغاءه جاء ضمن إعلان هيئة المهرجان يوم الأحد 9 أوت إلغاء بقية العروض المبرمجة خلال الدورة 62 للمهرجان من طرف والية سوسة تخوفا من الكورونا وحفاظا على صحة وسلامة رواد المهرجان وتحسبا لانتشار العدوى، وهذا حسب بيان من الهيئة المديرة للمهرجان التي اعتبرت القرار جائرا.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه الكثيرون أن ما قاله العبدلي هو تعد صارخ على الأخلاق و مكانة المرأة ويتنزل تحت طائلة القانون، كالذي ذهبت إليه  راضية الجربي رئيسة الإتحاد الوطني للمرأة من أن ما قاله العبدلي  يدخل تحت طائلة القانون 58 في تصريح لإذاعة موزاييك .

فإنه في المقابل، هناك من اعتبر أن محتوى هذا العرض المسرحي لا يمكن إلا أن يكون ضمن منظومة حرية التعبير والإبداع المكفولة بالدستور في فصله 31 الذي ينص على أن ”حرية الرأي والفكر والتعبير والإعلام والنشر مضمونة .لا يجوز ممارسة رقابة مسبقة على هذه الحريات“ ولا يستهدف عبير موسي بصفتها مرأة و إنما بصفتها سياسية، استنادا إلى أن العبدلي أشار في نفس العرض إلى الملابس الداخلية لكل من راشد الغنوشي و نبيل القروي.

وللتذكير فإن هذا العرض المسرحي للطفي العبدلي منذ صدور نسخته الأولى سنة 2009 تحت عنوان Made in Tunisia، قد كان محل جدل في العديد من المحطات، لعل أبرزها ما حدث سنة 2012، من إلغاء لعدد من العروض بسبب تهديدات من قبل بعض المتشددين المنسوبين للتيار السلفي بتعلة إساءة العبدلي للدين الإسلامي وتلفظه بعبارة ”100غ سبحان الله“ في نص مسرحيته.