المقالات المنشورة بهذا القسم تعبّر عن رأي كاتبها فقط و لا تعبّر بالضرورة عن رأي نواة
جريح الثورة مسلم قصدالله، تونس 13 جانفى 2016
جريح الثورة مسلم قصدالله، تونس 13 جانفى 2016

تُحيي تونس اليوم الذّكرى الخامسة لهروب بن علي، الرئيس السابق الذي أسقطته الهبَّة الشعبية بعد أيّام وليال متواصلة من إطلاق النار على المتظاهرين والمنادين برحيل النظام ولم تنته أحداث إطلاق النار  والاعتداءات بالغاز المسيل للدموع بل تواصلت إلى ما بعد 14 جانفي 2011 .هذه الأحداث الدامية سقط فيها شهداء لم نعد نذكر سوى أسماء البعض منهم وخلّفت جرحى لم يجنوا سوى الألم والمعاناة.

خلال هذه السنوات القليلة خاضت الحركة الشعبية عديد المعارك وحققت بعض الانتصارات ولكن ظلت حقوق الجرحى في العلاج والشغل الكريم والمعاملة المحترمة مجرد شعارات تتردّد على الألسن، وطُمِست التضحيات التي قدّموها في مواجهات ديسمبر 2010 وجانفي 2011.

جرحى الثورة لم تتعامل معهم الحكومات، التي تعاقبت على حكم البلاد منذ 2011 إلى اليوم، بجدية ولم تُفتح ملفاتهم بالقدر المطلوب، وعلى سبيل الذكر لا الحصر فإن الجريح خالد بن نجمة الذي أصبح مُقعدا ينتظر منذ فترة  طويلة صدور قرار تسفيره من أجل العلاج، وسبق أن زارته رئيسة  لجنة الشهداء والجرحى والعفو التشريعي العام يمينة الزغلامي ومحرزية العبيدي عضوة المجلس التأسيسي سابقا في أواخر 2013، وقد تلقى منهما وعودا كثيرة من بينها التعجيل بإعداد ملف تسفيره والإسراع بنقله إلى مسكن أرضي حتى يصبح باستطاعته الخروج والتنقل إلى المستشفى.

هذا دون أن ننسى وعود ماجدولين الشارني التي أعلنت سابقا أن خالد بن نجمة سيتم تسفيره إلى الخارج من أجل العلاج في 27 جويلية 2015، ومن المفارقات أن هذه الأخيرة غادرت كتابة الدولة للشهداء والجرحى إلى منصب آخر ولم يبرح خالد بن نجمة فراشه إلى حد الأن.

خالد بن نجمة لا يعد استثناءا، بل يشكو العديد من الجرحى الآخرين أوضاعا صعبة، ومن بينهم من أصبح مُقعدا في ظل انعدام ممكنات العلاج على غرار طارق الدزيري ومحمد الجندوبي ورضا زلفان وصلاح الدين الشريف ورشاد العربي، والبعض الآخر بُترت ساقه بعد تعرّضه لطلقات نارية على غرار الجريح وائل قرافي ومسلم قصد الله وزياد قرفاشي وعلي المداحي ووليد الكسراوي وشكري الرياحي وطارق الطرابلسي وفؤاد العجيلي، وهناك من ينتظر دوره في البتر بعد حالة التعفن التي أصابته مثل الجريح يوسف الزرلي. ويشكو الجريح أمين المديوني من تشوّه على مستوى العنق وانكماش جلدي مع نقص في حركية الأصابع والركبتين، فيما يعاني حسني قلايعية من إعاقة على مستوى أصابع اليد اليسرى وبتر أصابع اليد اليمنى وتشوه جلدي على مستوى الوجه.

تعد هذه الحالات جزئية ومجرد أمثلة مقتطفة من قائمة معاناة تطول أسماءها…