drawla-bouche-torture-tunisie

ما يكاد الرأي العام التونسي ينسى قضية تعذيب داخل السجون أو إعتداء بالعنف حتى تطفو قضية أخرى مثل سابقتها أو أبشع منها.

أيمن بن يونس دراولة هو سجين يخيط فمه للمرة الثانية احتجاجا على تردي حالته الصحية بعد الاعتداءات المتواصلة و ممارسات التعذيب التي يتعرض لها من تجريد من الملابس في الشتاء وإبقائه في زنزانة لوحده إلى التعنيف واعتماد الإهانة.

تعود الوقائع إلى أفريل 2014 حيث تم إيقاف أيمن في قضية شيك مدلس قيمته 600 دينارا، رغم إثبات براءته من التهمة وأنه ضحية عملية تحيل.

وفي كل مرة تتوجه عائلته إلى السجن لزيارته إلا وتم إخبارهم بنقله إلى سجن آخر.
وحسب ما صرحت به أخته فإن أسباب النقل المتواصل تعود إلى محاولة العائلة تتبع إدارة السجن المدني بصفاقس قضائيا لأجل التعذيب بالنسبة للسجين ولأجل الاعتداء بالعنف على أخته التي أصرت على كشف الممارسات المسلطة على أيمن، حيث قام أحد أعوان السجون بجرها من شعرها وعنفها مما تسبب في كسر رجلها.

واصلت العائلة محاولاتها في تتبع إدارة سجن صفاقس فتم نقل أيمن إلى المهدية وهناك تواصل تعذيبه إلى أن صار مقعدا مع قصور كلوي وفقر دم حاد وكسر في رقبته حسب ما صرحت به شقيقته، والتي تقول أنها اتصلت بالجمعية التونسية لمساندة المساجين السياسيين لأجل التعريف بقضيته حيث إتصل فرع الجمعية بالمنستير و راسل الإدارة العامة للسجون حول الملف وطلب مقابلة السجين ومعاينة حالته.

وقد أكدت سعيدة العكرمي رئيسة الجمعية ما ذكرته شقيقة أيمن وأضافت أن الجمعية اتصلت بالإدارة العامة للسجون بموجب إتفاقية مع وزارة العدل منذ 2012 تخول للجمعية زيارة السجون ورصدها و لا تقتصر مهمتها فقط على المساجين السياسيين.

هذا وقد ذكرت أن السجين أخبر أعضاء الفرع عند زيارته أنه على أثر الإعلام بالزيارة تم نقله من الزنزانة الانفرادية التي كان معزولا داخلها إلى الغرفة مع بقية المساجين.

هذا وذكرت أنه تم استقدامه على كرسي متحرك ولا يقوى عن الحركة وانه كان يخوض وقتها إضراب جوع.

وقد طالبت الجمعية إدارة السجن بتحسين وضعيته و تغيير الأساليب والمعاملات داخل السجن.
وقد قدمت عائلته شكاية إلى وكيل الجمهورية في الاعتداء بالعنف، ومنها قرر القاضي في الجلسة الموالية إصدار بطاقة إيواء بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة لمدة ثلاثة أشهر.
و تم إيواءه بقسم الأعصاب لمدة شهر واحد و عاد إلى السجن مرة أخرى.

كما تم الزج بإخوته في قضايا متعددة لأنهم حاولوا كشف ما حصل لأيمن من تعذيب وتلفيق تهمة لا يد له فيها، فعند التحقق من طبيعة القضية اكتشفوا أنه لم يتم إيقاف أيمن بمقتضى شكاية أو دعوى شخصية.

ومن المهدية واصل رحلته إلى سجن المنستير حيث يواصل احتجاجه إلى اليوم بخياطة فمه والإضراب عن الطعام و الكلام بعد أن طالب أكثر من مرة عرضه على الطبيب و توفيرالعلاج اللازم إذ يعاني من تعفنات على مستوى اليدين بسبب الأغلال إضافة إلى ما سبق ذكره.
وجدير بالذكر أن عائلته اتصلت بوزير العدل محمد صالح بن عيسى، و طالبت بالتدخل لإسعاف ابنها المهدد بفقدان حياته.

ويذكر أنه تم تعقيب الحكم في خصوص تهمة التدليس و سيكون موعد الجلسة القادمة يوم 30 سبتمبر 2015 في انتظار أن يتم إسعاف السجين قبل موعد الجلسة.

drawla2