549648_358301650905130_1174926449_n

Nouveau Système هي مجموعة موسيقية متكونة من “شادلي الطاغوتي” (غناء) و “مجدي Jah” (ڤيتارة)… Nouveau Système من المجموعات الموسيقية اللي نشطت بعد الثورة أما من رحم الثورة بما أن مكونيها من أبناء هذه الثورة اللي كانوا حاضرين في اعتصاميْ القصبة 1 و 2 كثوّار و فنانين و.. شباب tout court..

النمط اللي يتبعوا فيه Nouveau Système هو Reggae … و من أشهر غناياتهم “أنا المواطن” اللي مكتوب عليها الأرتيكل هاذا…

الفورمة:

الغناية مكتوبة بطريقة عمودية بقافية لكل سطرين فيها refrain من أربعة سطور يغنوه “الشادلي” و “مجدي” مع بعضهم…
الغناية مكتوبة باللغة الدارجة التونسية مع بعض الكلمات الفرنسية كيف “retard” و “par hasard” مع مقطع أخير باللغة العربية الفصحى..
و الموزيكا عبارة على إيقاع “ريڤاي” simple متكون من 3 accords..

الميساج:

⬇︎ PDF

الغناية تبدى بالــrefrain اللي تحكي على وضعية أغلب التوانسة الخدّامة و القرّاية اللي يعدّوا 6 أيامات في التعب و الكورفي و يرتاحوا نهار واحد، نهار الأحد نهار العطلة الأسبوعية…

المقطع الأول من الغناية، يحكي على الزمان الجديد اللي ولينا نعيشوا فيه، زمان تقلبت فيه المفاهيم و البديهيات… أما فما برشا مشاكل في المقطع هذا:

1. “في زمان النعجة تعڤّب في الذيب في زمان الفار يلعب فوڤ راس الڤطوس”

النعجة في علاقتها مع الذيب من شيرة و الفار في علاقته مع الڤطوس من شيرة أخرى اللي هي تعكس ظلم الطرف الثاني للأول (علاقة فريسة و مفترس) ما نجموش نقرنوها مع “الظالم حر و المظلوم محبوس”.. كيفاش ؟!! في المقطع نسمعوا “النعجة تعڤّب في الذيب”، و هاذي مقاربة (على مثال الحكايات المثلية كيما “كليلة و دمنة”) تتفهم في سياق ثورة الضعيف على القوي و بكلمات الغناية ثورة المظلوم على الظالم… أما في المقطع هذا توضعت في سياق عكسي متاع “ماذا يحدث؟!” و الزمان هذا غالط…

2. “في زمان الكلمة كلمة اللبّة كي حوّا تصيح آدم يخنس و يتخبّى”..

السطر هذا ما يستحقش “نوال السعداوي” باش تنجم تشوف فيه “propos mesogyne” بحيث أنه الكلمة لازم ديما تكون كلمة الراجل (آدم / الأسد) و كيف تكون الكلمة كلمة المرأة (حواء / اللّبّة) يولي الزمان زمان مڤلوب و لازم يتغنى عليه في رسالة الفن لإعادة القيم المقلوبة..

أما الأربعة سطور الاخرنين في المقطع هذا يوصفوا بعمق الحالة الموجودة في تونس:

“في زمان ولد الفلاح مش حابب يخدم أرضو
في زمان ولد الملاح خايف من البحر و غرقو
في زمان ولد السياح جاي يتشخلع في بلادي
و ولد بلادي يحلم باش يمشي لغادي”

يتناول بخل التوانسة و تحميلهم مسؤولية تراخيهم في إيجاد حلول لرواحهم و لبلادهم و في أكثر من هكا “خيرنا ماشي لغيرنا” كيف السياح يجونا لبلادنا و يتشخلعوا فيها و حلم الحرقة ديما موجود..

في المقطع الثاني، كاتب الغناية يخاطب في السامع و يوضّحله في مواقفه و خاصة السكات…

“ما تڤولش سكاتي خوف سكاتي يحكي”

تفسّر للمتلقي بأن السكوت ما يعنيش الخوف و إلا تجاهل الأحداث و المشاكل و إلا إعراض على اللي صاير الكل.. فكيما في تمشي الثورة التونسية (اللي بالمناسبة الغناية هاذي تكتبت بعدها بالظبط)، العباد كانت ساكتة و خاضعة للظلم و الفقر اللي متسبب فيهم النظام على خاطر اكتشفوا بأن الكلام ما عادش يجيب نتيجة و أتعس من ذلك إنك كيف تتكلم ما يسمعك حتى حد كان النظام اللي باش يعاقبك على الكلام اللي تحكي فيه…
أما في النهاية، السكوت يوصّل للإنفجار اللي خلّى الشعب اللي كان ساكت يوصل يسقط رأس النظام:

“أنا ساكت و سكاتي ليه نهاية”..

و زيد أكثر من هكا، بعد السكوت هذا الكل، الكلام ولى عنده معنى في تغيير الحاضر و المستقبل:

“في وسط الظلام أنا اليوم شمعة ضواية و غدوة شوكة في حلڤ اللي ظلموني”

نوصلوا للمقطع الثالث، يخرج فيه الفنان من تونس جغرافيا و ينتحل صفة الإنسانية اللي تحس بآلام غيرها و مشاكلهم.. الثنية كانت في الأول نحو “فلسطين” و هنا يحمّل المسؤولية للعرب في تخاذلهم تجاه القضية و هاذي مفهومة أمّا… فمّا مشكلة عند برشا شعراء (بما فيهم اللي يكتبوا غنايات)، ساعات من أجل الصيغة الجمالية (قافية، jeu de mot..) يضيّعوا المعنى متاع الكلام.. لاحظوا معايا الخلل هذا هنا:

“اليهود عملوا التخطيط و العرب فاقوا retard و سامحني ما فقناش مازلنا في عز النوم”..

اليهود و عملوا تخطيط مافيها شي، أما كيفاش انجموا نفيقوا retard و في نفس الوقت ما فقناش مازلنا في عز النوم ؟!! (logic ?!? )…

نواصلوا في نفس المقطع، يحكي الفنان على العراق و أفغانستان و كيفاش بالحرب الأمريكية عليهم “غلا سوم الدولار و رخص سوم الإنسان” بسبب الحروب الحمقاء اللي تتشن فيهم اللي دوافعهم الجشع و الطمعة في بترول العراق و مخدرات أفغانستان…
إلى أن نوصلوا لإفريقيا (تحت الصحراء) اللي شعوبها عايشة العراء و الجوع و فوڤ هذا الكل انعدام الأمان..
و هكا، يكون الفنان عمل نظرة أممية كاملة لمشاكل الإنسان في العالم…

نخلطوا للمقطع الرابع و الأخير، المقطع هذا باللغة العربية يرجع بينا لتونس اللي الكاتب اختار باش يسميها في الغناية باسمها القديم “إفريقيّة” لدواعي في المبنى و إلا المعنى… الفنان هنا وصف الشعب بالــ”مسكين” في مطالبته بالحرية و هنا نفهموا إما الإحتقار و إلا الإستعطاف و الزوز معاني ما يتلاءموش مع شعب عامل ثورة..

دقيقة ثقافة:

للعباد اللي تلعب ڤيتار و تحب تتعلم تلعب الغناية هاذي، هاهم les accords:

– Am و إلا La mineur
– G و إلا Sol
– Dm و إلا Ré mineur

Les accords هاذم الكل barrés و الــfrappe و عدد الأوقات تسمعوهم في الغناية…
و هذا dictionnaire des accords

أكثر حاجة تتحسب على Nouveau Système (غير أنهم مجموعة موسيقية فذة في الساحة التونسية) هو أنهم من المساهمين الكبار في مشروع “بلاش حس” اللي خدمنا عليه المرة اللي فاتت من شيرة التمويل الذاتي بالحفلات اللي يعملوا فيهم (المنتدى الاجتماعي العالمي / اعتصام الرحيل بباردو…) و مشاركتهم في تحضير ستوديو “بلاش حس”..