tunisair-expressAeroport_Djerba_Zarzis_-_Tunisia

بقلم منتصر السّويسي،

خبر حزين من الواقع الأليم

سريعة جدّا كانت تلك الرّحلة الجويّة من جربة إلى تونس، فقد استغرقت أكثر من 14 ساعة بالتّوقيت المحلّي دون احتساب زمن الوصول والتّسجيل والرّحيل.

عاش قرابة 57 مسافرا تونسيّا و أجنبيّا و عدد من أفراد الجالية التّونسيّة بالخارج في اللّيلة الفاصلة بين 31 أوت و 01 سبتمبر 2013 كابوسا بمطار جربة جرجيس الدّولي إثر إعلان النّاقلة “الخطوط التّونسيّة السّريعة” عن عدم إطلاق الرّحلة رقم UG011 باتّجاه تونس العاصمة و الّتي كان من المفروض أن تغادر على السّاعة الثّامنة والنّصف ليلا. وعلّلت الشّركة الجويّة ذلك بسوء الأحوال الجويّة، رغم تسيير رحلة أخرى قبل نصف ساعة باتجاه العاصمة ورحلات أخرى باتّجاه فرنسا، إلى جانب رواج إشاعات عن عدم توفّر قائد للطّائرة أو عن وجود عطب فنّي فيها.

وتقبّل المسافرون المسجّلون الأمر في البداية، لكنّ تعنّت مسؤولي الشّركة في عدم إلغاء الرّحلة رسميّا بعد تأجيلها بساعتين خلق نوعا من القلق لدى المسافرين، سريعا ما تحوّل إلى ضجر و شكّ في مدى مصداقيّة الشّركة نظرا لعدم تقديمها أيّ اعتذار أو أسف أو معلومة أو إرشادات أو عناية بالأطفال و المرضى و الحوامل والمتقدّمين في السّن الّذين قضّوا ليلة كاملة في المطار في ظروف صعبة جدّا و بدون تأكيد أيّ توقيت للرّحلة المؤجّلة.

وحاول المسافرون تحسيس ممثّلي الشّركة و مدير مكتبها الجهوي بأهمّية التّدخّل السّريع من أجل إيجاد حلّ لهذه الوضعيّة الطّارئة و توفير طائرة لنقلهم إلى تونس في أقرب وقت ممكن بدون أيّ جدوى أو نتائج ملموسة.

ومن الغد، أعلنت الشّركة عن عزمها تسيير الرّحلة الصّباحيّة المعتادة على السّاعة الثّامنة و النّصف، لكن باعطاء الأولويّة للمسافرين الجدد، في انتظار إيجاد حلّ لمسافري الرّحلة السّابقة، ممّا أثار غضب و احتجاج و استنكار المسافرين الّذين قضوا ليلة كابوسا في المطار دون رعاية أو عناية بهم و بالحالات الصّعبة، ثمّ أصبح الاحتجاج اعتصاما أمام نقاط التّسجيل وأدّى ذلك إلى عدم تسيير الرّحلة الموالية و خلق حالة من الفوضى و الهستيريا و التشنّج في مطار جربة جرجيس الدّوليّ مع وصول المسافرين الجدد، وعدد هامّ منهم مرتبط برحلات دوليّة انطلاقا من العاصمة.

وقد قرّر العديد من المسافرين رفع قضيّة بالخطوط التّونسيّة السّريعة للضّرر المادّي و المعنويّ وآخرون عدم التّعامل معها في المستقبل.

فمن يتحمّل مسؤوليّة هذا التّصرّف غير اللاّئق وغير المسؤول من قبل النّاقلة الوطنيّة “السّريعة جدّا”، و الّذي كان من الممكن تفاديه بتدخّل المسؤولين الأوائل في الشّركة والتّصرّف بكلّ حنكة وحسن تدبير وباتّخاذ القرارات اللاّزمة من أجل الحفاظ على صحّة المسافرين و سلامتهم و نقلهم إلى وجتهم المطلوبة في أقرب الآجال مع الإعتذار لهم لقضاء ليلة منكوبة في مطار سياحيّ وج هويّ مرموق يحتاج إلى عناية خاصّة وحملات تفقّد ومتابعة لممارسات يوميّة مشبوهة و معاملات خارجة عن القانون و تلاعب بمصالح المسافرين وحجوزاتهم و بأوقات الرّحلات، حتّى لا يقال أنّ هناك فعلا من لا يريد خيرا بالنّاقلة الوطنيّة و بسمعة البلاد و بسياحتها الدّاخليّة و الخارجيّة ؟ !

منتصر السّويسي، أحد المسافرين المعذّبين