قضيّة الطاهر الملّيتي : نموذج للإفلات من العقاب بعد تولّي الحكومة الجديدة مهامّها ؟

 

تُوفي الطاهر الملّيتي يوم الإثنين 1 أوت 2011 المُوافق ل 1 رمضان مع السّاعة الواحدة صباحا بعد أن تعرّض للتعذيب من طرف أعوان الشرطة أمام منزله ثمّ في مركز شرطة حيّ الزهور 4 بالعاصمة التونسيّة ليلفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى الرابطة. شهادات جيران و عائلة الشاب تُشير أنّه تعرّض مساء 22 جويلية 2011 للإعتداء بالعنف الشديد خصوصا من طرف عون الشرطة في مركز حيّ الزهور مروان اليحياوي ثمّ تمّ إطلاق سراحه مع الساعة التاسعة و النصف ليلا أي بعد حوالي ساعة من إيقافه، حسب الشهادات المُتواترة خرج الطاهر الملّيتي من مركز حيّ الزهور و أنفه ينزف مُردّدا لوالدته “لقد إنتهيت بعد ما فعلوه بي في مركز الشرطة”
يوم السّبت 23 جويلية تعكّرت حالته الصحيّة ممّا دفع والدته لنقله إلى مستشفى الرابطة مع الساعة الثالثة و نصف صباحا حيث نُقل إلى القسم 18 أين لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الإثنين 1 أوت 2011.
رغم توفّر شهادة طبيّة تُؤكّد أنّ الطاهر الملّيتي كان في صحّة جيّدة قبل تعرّضه للتعذيب فإنّ نتيجة التشريح تنصّ على أنّ الملّيتي تُوفّي بسبب السّرطان !

 

حاورنا السيّد محمّد القوماني خال ضحيّة التعذيب الشابّ الطاهر الملّيتي الذي أكّد على مسؤوليّة وزارتي الداخليّة و العدل في قضيّة الملّيتي و توجّه برسالة إلى وزير العدل تدحض إدّعاءه أنّ ملفّ القضيّة لم يصل إلى الوزارة و تُأكّد تواطئ وزارة العدل مع وزارة الداخليّة لطمس الحقائق

اللّافت للإنتباه بالنسبة لوزارة الدّاخلية هو عدم فتح تحقيق إداري في تعرّض الشاب الطاهر الملّيتي للتعذيب.

نلاحظ بعد ذلك أنّ من بين الإجتماعات الأوّليّة التي عقدها السيد علي العريض كوزير داخلية مقابلته مع الامين العام لمجلس الوزراء الداخلية العرب يوم 2 جانفي 2012 و كان التالي نصّ بيان وزارة الداخلية حول الموضوع :

استقبل وزير الداخلية بمكتبه يوم 2 جانفي 2012 الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان كانت مناسبة لهذا الأخير تولى خلالها تقديم تمنياته له بالتوفيق والنجاح في مهامه الجديدة على رأس وزارة الداخلية ، وأشار الى أن تونس تعتبر أنموذجا جيدا على اثر الثورة المباركة التي تمت بها .
كما تولى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب تقديم لمحة عن انجازات المجلس في شتى المجالات منذ تأسيسه مبرزا علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين ، وحرص القيادة السعودية على مزيد التقدم بها إلى أفضل المستويات .
أكد وزير الداخلية من جانبه متانة هذه العلاقات وعزم الوزارة على مزيد تعزيزها في ما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين وفقا لمجال الاختصاص ، و أشار إلى أن وزارة الداخلية ستتخذ كل الإجراأت المناسبة لإنجاح الدورة 29 لمجلس وزراء الداخلية العرب المزمع عقدها ببلادنا خلال شهر مارس 2012 ودعاه إلى إبلاغ تحياته إلى صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ، وتمنياته له بموفور الصحة و التوفيق.

استقبــل وزير الداخلية بمكتبه يوم الثلاثاء 3 جانفي 2012 سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس و كان هذا نصّ بيان وزارة الداخلية حول الموضوع :


استقبــل وزير الداخلية بمكتبه يوم الثلاثاء 3 جانفي 2012 سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس كانت مناسبة لهذا الأخير لتقديم تمنياته له بالتوفيق والنجاح في مهامه على رأس وزارة الداخلية.
كمـــا أشاد الدبلوماسي المذكور بالثورة التونسية وبالإنجازات التي حقّقتها إلى حدّ التاريخ ولا سيّما في مجال الانتقال الديمقراطي، وأبرز في هذا الخصوص الدّعم المتواصل للإدارة الأمريكية لمساعدة تونس في شتّى المجالات وخاصّة الاقتصادية والتنموية والسّياسية، كما أعرب عن استعداد سلطات بلده لتقديم الدعم لتونس في مجال حماية الحدود متى رغبت في ذلك.
أشــــــار وزير الداخلية من جانبه إلى متانة وعراقة العلاقات التونسية الأمريكية وحرص الوزارة على مواصلة الإصلاحات ذات الصّلة بها ولاسيّما في مجال الأمن من حيث مزيد تدعيم مادّة حقوق الإنسان لدى منتسبي قوات الأمن الداخلي والإحاطة المادية والاجتماعية بهم تمكينا لهم من أداء مهامهم على النحو الأفضل.
كمــــــا أعرب الوزير عن تطلّعه لمساهمة الولايات المتحدة الأمريكية في البرامج التي تقوم بها وزارة الداخلية في مجال الإصلاح من خلال دعم التعاون في قطاعات التكوين والتدريب الأمني وتبادل الزيارات فضلا عن المساعدة بالتجهيزات والمعدّات الملائمة.

 

يوم 4 جانفي 2012 أدّى وزير الدّاخلية علي العريّض زيارة لمقر الادارة العامة لوحدات التدخل و قد أثار ذلك إنتقادات عديدة لدى النشطاء السياسيين بسبب نشر صور للمدير العام لوحدات التّدخل حينها منصف العجيمي رفقة وزير الداخلية علي العريض.

أمّا من جهة وزارة الدّاخلية فقد صدر حينها البيان التالي :


أدى السيد وزير الداخلية علي لعريض، صباح اليوم .. زيارة عمل إلى مقر الادارة العامة لوحدات التدخل “ثكنة الشهيد الرائد جمال الدين العقربي ” وكذلك للتطرق الى مشاغل ومشاكل وحدات التدخل.
أكد السيد على لعريض بهذه المناسبة أن وزارة الداخلية ستطبق القانون وستفرض احترامه في إطار احترام كرامة الانسان بعد استنفاذ كل محاولات الحوار والمعالجة التوعوية للتحركات اللاقانونية على غرار قطع الطرقات وقطع مسارات السكة الحديدية وإغلاق المصانع والإدارات التى لا علاقة لها بالحريات لكونها تنال من حرية الآخرين
وأوضح وزير الداخلية، في المقابل، أن الحكومة تتفهم جميع التحركات المطلبية السلمية والمشروعة، باعتبارها حقا ومكسبا من مكاسب الثورة، داعيا إلى التمييز بينها وبين التحركات اللاقانونية.
وأكد في سياق آخر أنه اطلع عبر لقاءاته بالمسؤولين والاعوان والنقابات، على طبيعة الصعوبات والنقائص التي تعاني منها جميع أسلاك الأمن، واعدا بالاستجابة لكل المطالب المتعلقة بمراجعة القوانين من أجل أن يطبق عون الأمن القانون ويلتزم به وتوفير وسائل العمل اللازمة وخاصة على الحدود وظروف السكن وكل مرافق الحياة بالاضافة إلى دراسة الملفات الأخرى على غرار الترقيات والتكليف بمهمة.
واجتمع علي العريض بعد لقائه أعضاء مكتب نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل بعدد من الأعوان التابعين لهذه الإدارة واستمع لعينة من مشاكلهم، واعدا بإيجاد الحلول اللازمة لها.
واستعرض وزير الداخلية خلال زيارته تشكيلات من الإدارات الستة التابعة لهذه الإدارة كما زار مختلف المصالح والمرافق الموجودة بمقر