أقلّ من ساعتين كان وقتا كافيا لأعوان الشرطة العدلية بسيدي حسين السيجومي في العاصمة ليقضوا على حياة المواطن عبد الرؤوف الخمّاسي تحت التعذيب، و لييتّموا ابنه ذو ال8 سنوات، و عوض أن تفتح الواقعة الأليمة حوارا وطنيّا في وسائل الإعلام العمومية حول ظاهرة التعذيب، نلاحظ إصرارا من وزارة الداخليّة على سطحيّة التناول للمسألة في إطار قراءة مؤامراتية للأحداث.

بعد الحوار الذي دار بيني و بين السيد خالد طرّوش على موجات إذاعة إكسبرس إف إم و بعد تصريحاته ذات النبرة التهديديّة و بعد أن تهرّب خلال مداخلته بشكل واضح من الحديث عن ملف ضحيّة التعذيب عبد الرؤوف الخمّاسي، يبدو أنّ عدوى إستعراض العضلات إنتشرت إلى حدّ الوصول إلى مُحامي ضحيّة التعذيب عبد الرؤوف الخمّاسي و هو الأستاذ عبد الحقّ التريكي حيث تلقّى ليلة 3 أكتوبر 2012 تهديدا صريحا بقتله هو و عائلته على صندوق مراسلاته الخاصّ بحسابه على شبكة فايسبوك.

علما أنّنا نشرنا في نواة ملفّ التحقيق الخاصّ بقضيّة ضحيّة التعذيب عبد الرؤوف الخمّاسي و نشرنا حوارا مع محاميه و مع شقيقه، كما أثبتنا بالوثائق و الحُجج محاولة المنظومة الأمنيّة بالتواطئ مع المنظومة العدلية التستّر على أعوان الأمن الذين قاموا بتعذيب عبد الرؤوف الخمّاسي.

كما أنّ الأستاذ عبد الحقّ التريكي طالب بضرورة إيقاف رئيس فرقة الشرطة العدلية بسيدي حسين السيجومي لمسؤوليّته القيادية و كونه الحلقة الأولى في محاولة التستّر على أعوان الأمن المسؤولين عن مقتل عبد الرؤوف الخمّاسي جرّاء التعذيب.