انعقدت جلسة عمل اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث و التوقي منها و تنظيم النجدة بولاية جندوبة نهاية الأسبوع الفارط بمقر الولاية، للبحث في أساليب حماية الجهة من الكوارث الطبيعية التي تهدد الجهة مع بداية فصل الشتاء.

وقد شارك في هذه الجلسة ممثلين عن وزارة الفلاحة، و وزارة التجهيز و الإسكان، و إدارة المياه العمرانية و البلديات و الحماية المدنية و الشركة التونسية لاستغلال و توزيع المياه و الشركة التونسية للكهرباء و الغاز و ديوان التطهير و التضامن الإجتماعي و الديوانة و الهلال الأحمر و الإدارة العامة للسدود و الأشغال المائية الكبرى و بعض مكونات المجتمع المدني.

و قد تم خلال هذه الجلسة التطرق إلى ثلاثة محاور أساسية تهم الأشغال و المقترحات التي يجب أخذها بعين الإعتبار لتجنب كل الأضرار المحتملة .

و قد تناول المحور الأول تنظيف الأودية و مجاري المياه و حواشي الطرقات، إضافة إلى تسريح قنوات المياه المستعملة و مياه السيلان و جهر البالوعات.

و عالج المحور الثاني تحسين المخطط الخصوصي للتوقي من الفيضانات من حيث الإمكانيات البشرية و المادية و من حيث مراكز الإيواء و من حيث الخطط الفنية للتدخل و الإغاثة.

و نظر المحور الثالث في اخذ الاحتياطات اللازمة لصيانة شبكات الكهرباء و الغاز و الماء الصالح للشراب و الاتصالات، و تناول كذلك القيام بزيارات ميدانية عند نزول الأمطار لتفقد السدود و البحيرات الجبلية كما تطرق هذا المحور إلى تأمين حصص استمرار عند الاقتضاء.

و ذكر المقرر العام للجنة مجابهة الكوارث بجندوبة المدير الجهوي للحماية المدنية أنه بعد الخروج من فصل الصيف و مع بداية انطلاق موسم الأمطار و الشتاء تمتلئ البلوعات و قنوات الصرف الصحي بالأتربة و الفضلات و هو أحد أهم أسباب الفيضانات.

و أكد المدير الجهوي للحماية المدنية بجندوبة أن معتمديات جندوبة و غار الدماء و بوسالم أمر لا يحتمل التأجيل بل يتطلب تدخلات فورية و عاجلة، مضيفا أنه خاصة بمعتمدية بوسالم لا يمكن الانتظار إلى شهر أكتوبر كي تنجز التدخلات اللازمة خاصة تلك التي تكون على مستوى البلوعات لأنها تدخل بسيط حيث تم تحديد مهلة 15 يوما لجهرها.

و قال المقرر العام للجنة مجابهة الكوارث أنه يجب الإسراع في عمليات رفع الرواسب و جهر معابر البلوعات و مجاري الصرف الصحي و قنوات صرف مياه الأمطار و كذلك تنظيف مجاري الأودية بصفة دورية و إقترح تعيين فريق لمتابعة أشغال الإنجاز.

كما طالب بالنظر في وضعية مراكز الإيواء عن طريق تجهيزها بالضروريات كي تصبح في حالة تسمح بإيواء الضحايا المنكوبين من الكوارث الطبيعية.

و يكمن مشكل مراكز الإيواء حسب ممثلة الهلال الأحمر في كون العديد منها هي نفسها مهددة بالفيضانات و لا يمكنها إيواء المتضررين لفترة طويلة حيث يجب إخراجهم منها عند العودة إلى الدراسة أو لوجود التزامات سابقة لبعض المراكز مع أطراف خارجية.

و قال المقرر العام للجنة أنه في سنة 1973 كان يمر بوادي مجردة 3000 متر مكعب في الثانية في حين أنه الان أصبح يمر منه 600.000 متر مكعب في الثانية و هو ما يتطلب تغيير خطط العمل.

كما أشار إلى أن ولاية جندوبة تشكو نقص واضح في التجهيزات الضرورية لمجابهة الكوارث الطبيعية كالخيام و الالات و معدات التدخل و معدات ضخ المياه و أكياس الرمل و الشاحنات، و في الظروف الطارئة تجلب هذه التجهيزات من الولايات الأخرى حيث تصل بصفة متأخرة نظرا لبعد المسافة و ضيق الوقت.

و طالب المدير الجهوي للحماية المدنية بجندوبة بضرورة تجهيز مقر الولاية بقاعة عمليات فلا يوجد حاليا قاعة عمليات جاهزة بمقر ولاية جندوبة، و أكد على ضرورة أن تحتوي على كل الخرائط الجديدة و المحينة لأن هناك نقص واضح في الخرائط.

و تحدث المقرر العام للجنة مجابهة الكوارث عن مشروع المركز الإقليمي لمجابهة الكوارث الذي يعتزم إنجازه بولاية جندوبة و الذي سخرت له الولاية قطعة أرض تمسح حوالي 5 هكتارات ببلاريجيا.

و صرح في الجلسة بخصوص بعث مركز للإنقاذ تابع للحماية المدنية ببوسالم حيث سيتم إرسال 10 مدرسين بالحماية المدنية للتكوين بألمانيا ليكونوا بدورهم 900 متطوع بهذا المركز الذي سيتم تعزيزه بـ23 وسيلة إنقاذ.

و قالت بعض الأطراف المتدخلة أن السنة الفارطة كان الإنفلات الإداري السبب وراء تدهور الأمور بشكل كارثي و فقدان السيطرة على الفيضانات و الثلوج خلال الشتاء الفارط.

و أشار المقرر العام للجنة مجابهة الكوارث أن الحل الأنجع يكمن في الإنذار المبكر و التنسيق بين كل الأطراف خاصة بين إدارة السدود و مصالح الرصد الجوي لتوفير كل المعطيات الأولية: توقيت نزول الأمطار، كمية الأمطار، درجة ارتفاع منسوب مياه الأودية.

و طرح خلال هذه الجلسة مشكل الإشراف على السدود، حيث لا توجد الكفاءات اللازمة و الإطارات العليا التي تتولى عملية الإشراف التي توكل حاليا إلى فنيين و تقنيين، كما تبين أن هناك نقص كبير في العملة بالإدارة العامة للسدود و المنشئات المائية الكبرى.

و أكد المدير الجهوي للحماية المدنية بجندوبة على ضرورة المتابعة الدائمة و المتواصلة للأشغال و كل ما تم إنجازه أو الإتفاق على إنجازه خلال جلسات اللجان المحلية أو الجهوية.

و تحدث الكاتب العام للولاية عن شبه قطيعة بين لجنتي مجابهة الكوارث الوطنية و الجهوية، حيث قال أن اللجنة الجهوية دائما ما تضع اللجنة الوطنية بالصورة و تعلمها بكل ما تم التوصل له في حين أن الأخيرة لا تمدهم بأي معلومة.

و تناول عرض المقرر العام للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث مخطط مجابهة الفيضانات بولاية جندوبة الذي أنجزته الإدارة الجهوية للحماية المدنية بجندوبة.