Crédit photo : vivretoncorps.com
“بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم أقدم إعتذاري لجميع المسلمين و لنفتح صفحة جديدة…” هذا ما كتبه غازي باجي على صفحة الفيسبوك. غازي هو شاب كتب “وهم الاسلام”، كتاب إستفز الرأي العام. اجرينا معه حوارا لنفهم لما غير رأيه و كانت هذه اجاباته.

أعلنت في الفايسبوك أنك تعتذر للمسلمين، لما فعلت ما فعلت ثم تراجعت عن رأيك ؟

أولا اريد أن اتمنى لكل صائم نفسا صابرة في هذا الشهر العظيم وأعيد إعتذاري لكل من كانت له حماسة لنصرة محمد صلى الله عليه و سلم. ثانيا، أريد أن أسرد قصتي بعجالة كي لا أطيل عليكم. أنا من عائلة محافظة جدا و متدينة. عندما كنت في سن 12, كنت من حافظي القرآن. شاركت في منافسة في الجامع الكبير في المهدية و ربحت الجائزة الأولى. عندما خالطت المسلمين اكتشفت مصائب و كانت لي خيبة أمل كبيرة.

رأيتهم يصلون على الرسول و يتباهون بمظهر خارجي للإسلام، من لباس و قول… و لكن في الفعل كانوا كافرين لكتاب الله. قبل أن اواصل أود تفسير كلمة “كافر”. الكافر هو من كفر الشيء، أي جعل له غطاء و ذلك بمشيئته و خاصة بعلمٍ منه أنه على خطأ ولكنه ينكر ذلك ويكذب. فالملحد هو ليس بالضرورة كافر. لا يعلم كفره أي إذا أنكر وجود الله أو لا إلا قارئ النفوس خالقها. لذا صدق من قال “لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بمن إتقى”.

فكرت و أردت أن يستفيق المسلمون من سباتهم، تراهم يتكلمون على الحق و لا يقولونه عندما يمس مصالحهم، تراهم يصلون و لا يأبهون لتراكم القمامة جنب المسجد، تراهم يتحدثون على العدل ولا يطبقونه…
كانت فكرتي أن استفز المسلمين و أريهم أفعالا يرونها في من كان يجب أن يكون لهم قدوة. كانت ردت فعلهم ليست بالمجادلة بالموعظة والحكمة بل المطالبة بإهدار دمي.

أخي الملسلم، لا يسوى دمي شيءا يذكر و لكن …ألم يحن الوقت كي تنهض امتنا بالعدل والعلم والعمل ؟
لم يكن لي و لن يكون لي أي حقد ضد مسلم أو غير مسلم، إذ ما حفظته عن كتاب الله علمني أن طريق الكره عقيم.

هل تظن المسلمين والتونسين خاصة يصدقون قولك ؟

أود حقا أن يصدقني الناس، أردت زعزعتهم ليستفيقوا و لم أكن أظن أنه سيقع سجني لمدة سبع سنوات ونصف، خاصة وان كتابي كان على صفحتي الخاصة في الفيسبوك و أنه بإمكان أي تونسي قراءة كل شيء على الأنترنات…
انقلبت الموازين و صار الكل ضدي، طردت من عملي وأحسست بالإضطهاد والظلم. إعتقل صديقي جابر ماجري وهو الآن في حالة يرثى لها في السجن. هربت بجلدي وتركت أهلي وها أنا غريب في هذا البلد.

كيف ترى مستقبلك الآن ؟

طلبت توبة من الله عله يغير حالي وحال المسلمين وحال بلدي. ثورة 14 جانفي غيرت الكثير ولكن العقلية المتشددة بقيت. بفضل هذه التجربة، أيقنت أن الإستفزاز فتنة و أن اللين والحب والحلم مفاتيحي في هذه الدنيا. ساواصل تعليمي انشاء الله وأدرس الهندسة الفلاحية. في الختام أذكر كل قارئ بآية 99 من صورة يونس عليه السلام ”
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ” صدق الرحيم العليم