انتظمت مساء اليوم السبت 31 مارس 2012 بنزل “الديبلوماسي” بالعاصمة اشغال الندوة الوطنية التاسيسية للحزب الموحد”المسار الديمقراطي الاجتماعي” والذي سيضم كلا من حركة التجديد و حزب العمل التونسي الى جانب مستقلي و مستقلات القطب الديمقراطي الحداثي.وافتتح اشغالها رئيس الندوة السيد “رشيد مشارك” ثم احيلت الكلمة الى المكونات السياسية المنضوية تحت هذا الحزب الجديد.

“3 en 1”

تمت برمجة هذه التدخلات لاربعة اشخاص عن كل مكونة سياسية الا ان هذا التعدد لا يعكس الوفرة قدر ما يعكس التشرذم و النزوع نحو المحاصصة و تقسيم المسؤوليات داخل قيادات و هياكل هذا الحزب الجديد ,فحركة التجديد في نهاية المطاف ليست سوى مكونة من مكونات القطب الديمقراطي الحداثي في نسخته التي خاضت انتخابات المجلس التاسيسي.

وتقسيم المستقلين الى مستقلين عن القطب و مستقلين منخرطين في هذا المسار التوحيدي و ذلك ما لاحظناه عبر تخصيص كلمتين لكل من رياض بن فضل و فوزي الشرفي بحيث ان جميع هؤلاء كانوا بالامس تحت يافطة القطب الديمقراطي الحداثي كمستقلين.

والجدير بالذكر في هذا الاطار ان مجموعة المستقلين التي تحدث باسمهم السيد “فوزي الشرفي” هم في نهاية المطاف المنخرطون صلب مبادرة المواطنة و التي كانت مكونة من مكونات القطب قبل ان تتحول الى جمعية اي انه في حقيقة الامر هذا الالتقاء السياسي هو توحيد لكل من القطب الديمقراطي الحداثي بكل مكوناته باستثناء الحزب الاشتراكي اليساري والحزب الجمهوري و حزب طريق الوسط (المندمجين مؤخرا في حزب واحد التحق بالمبادرة التوحيدية لكل من الديمقراطي التقدمي و افاق تونس) مع حزب العمل التونسي اي ان ثلاثة اطراف هي في حقيقة الامر طرف وحيد.

الجدير بالذكر ان هناك تحسنا ملحوظا و سعيا نحو انجاح هذا المسار التوحيدي و هو ما يتجلى خاصة في نضج البعض و احساسهم .باهمية التخلي عن المصالح الحزبية الضيقة

احيلت الكلمة اثر ذلك الى مجموعة من الضيوف الذين تمت دعوتهم في اطار المداعبة السياسية نحو الالتقاء المنتظر بين هذا الحزب الجديد من جهة و الحزب الذي سيتمخض عن التقاء كل من الديمقراطي التقدمي و افاق تونس و الحزب الجمهوري.

الضيوف : خطاب روتيني معهود و مداخلة انيقة لمية الجريبي

المتدخلون من الضيوف شجعوا و باركوا هذا المسار التوحيدي و لم يقطعوا مع الخطابات المعهودة في مثل هذه المناسبات السياسية اي تلك التي تشكر و تحيي و تهنئ و تتمنى التوفيق على غرار رئيس حزب افاق”محمد الوزير” والذي اضاف ان الاعتبارات الحزبية هي التي جعلت هذه المبادرات التوحيدية تتاخر الى مرحلة ما بعد الانتخابات معترفا بان القانون المنظم لانتخابات المجلس التاسيسي جعل عديد الاحزاب و منها حزبه تخير المضي بصفة منفردة على امل تحصيل اكبر عدد من المقاعد.

مداخلة “سعيد العايدي” الوزير السابق كانت باللغة الفرنسية و حيى من خلالها هذا المسار التوحيدي معتبرا انه ضرورة حتمية لتواجد المعارضة بكل ثقلها و تاثيرها في الساحة السياسية مؤكدا على ان هذا الحزب يجب عليه ان يفكر في الاستجابة الى تحقيق اهداف الثورة وان ياخذ بعين الاعتبار الرسائل التي بعث بها الشباب التونسي من خلال ثورته فيكون بذلك وفيا لتطلعات وامال الشعب التونسي عموما و الشباب خاصة.

ماهر التومي عن الحزب الجمهوري (المنخرط في المسارالتوحيدي مع الحزب الديمقراطي التقدمي و افاق)كان اكثر واقعية واكد في مداخلته ان توحيد القوى السياسية في حزب واحد ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض معربا ان امله في التقاء جميع المسارات التوحيدية في اطار حزب واحد يضم الجميع رغم الصعوبات و العراقيل.

الممثل عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين عبر من جهته عن مباركته لهذه المبادرة و عبر عن نيته في الالتحاق بمثل هذه المسارات التوحيدية.

كلمة “مية الجريبي” الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي و رغم انها كانت مطولة مما اثار استياء بعض الحاضرين كانت متالقة واتت فيها على تشخيص وضع المعارضة ,كما تعرضت الى ما اسمته وضعا دقيقا و خطيرا تمر به البلاد متمثلا في نزوع الاغلبية في المجلس التاسيسي نحو تجميع السلط في يد رئيس الحكومة واخرها التعيينات في سلك الولاة و التي لا تبرهن اننا ماضون نحو القطع مع ممارسات النظام البائد.

مية الجريبي اكدت ايضا على ان الحكومة الحالية برهنت عن ضيق صدرها في عديد المرات بحيث لم تبحث سوى عن شن حملات تشويه بخصوص منتقديها على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل و المعارضة.

كما اكدت على ان تونس غير مرتاحة لتنامي الظاهرة المتطرفة و يخطئ من يعتبرها احداثا معزولة و مجرد تصرفات فردية و اعتبرتها من جهتها منظمة و مهددة للحقوق و الحريات.

وفي الختام تعرضت الى كون ان المواطن التونسي يئن تحت وطاة غلاء المعيشة ومهدد في امنه والى حد الان لم يجد ما يشفي غليله كما لم يجد حلولا عملية مقدمة .

والمواطن التونسي كما يسائل الحكومة له ايضا ان يسائل المعارضة و يقول : اين انتم من كل القضايا الاجتماعية.

وامام امتعاض البعض من طول مداخلة مية الجريبي اكدت هذه الاخيرة على انها لم تبحث عن تقديم مداخلة شكلية تتمنى النجاح لهذه الخطوة السياسية وتمر بل ارادت ان تشخص الصعوبات التي اعترضت وتعترض الى اليوم المعارضة مضيفة انها متاكدة من ان المعارضة لن ترضخ للصعوبات و ستلتقي في المحطات السياسية القادمة مهما كانت الصيغ .

رياض بن فضل يوجه رسالة الى “الدساترة” و يقول:

“نطالب الحركة الدستورية بمراجعة نقدية و اعتذار للشعب التونسي كي يستطيع المجتمع التونسي المضي قدما لما فيه خير تونس و بذلك نطوي صفحة الماضي دون تمزيقها”

كما اكد ايضا على دور الشباب في انجاح المسارات التوحيدية على ان الوحدة هي قضية مركزية و ليست خيار,لمواجهة و مجابهة اولئك الذين يتهددون مدنية الدولة .

كما حيى المفكر “محمد الطالبي” واصر على ان يعتلي المنصة و يلقي كلمة بالمناسبة.

محمد الطالبي و في كلمته اكد انه لم ينتمي يوما لحزب سياسي الا انه تاثر بشخصية الحبيب بورقيبة و يعتبره رجلا ملهما في الفترة التي سبقت مرضه,كما انه يحترم كونه فارق الحياة وهو لا يملك مليما واحدا الشيء الذي يجعله يحترم هذا الرجل و يقدره رغم خطاياه على حد تعبيره.

واضاف الطالبي بان ما يحدث اليوم يؤلمه الما شديدا لان الثورة قامت من اجل الحرية و الكرامة و الديمقراطية الا انه يرى اليوم ان كرامة المثقفين و المبدعين تداس و ان الحرية ايضا تداس في ايام الجبالي و الصادق شورو على حد تعبيره والديمقراطية ايضا مهددة بما انها تعني حكم الشعب و من يحكم اليوم في تونس ليس الشعب.

مع مغادرة الندوة التاسيسية بما انه ما من خيار سوى المغادرة فبقية الاشغال سرية و تتناول تكوين و تشكيل اللجان يبقى الانطباع هو ان النوايا طيبة و حسنة و تسعى حقيقة الى الاقتراب اكثر من المواطن التونسي و بلورة تطلعاته و ايجاد الحلول العملية و الكفيلة بتحقيق التوازن في الخارطة السياسية الوطنية و هو ما يسجل لهذه الاحزاب التي تجاوزت مصالحها الحزبية الضيقة عبر سعيها للتوحد و الالتقاء في حزب واحد على ان التخلي عن المصالح الحزبية الضيقة يبقى قابلا للتنسيب بما انه كان .المحور الاساسي لمعركة عمل اللجان التي افرزت قيادات و هياكل هذا الحزب الجديد تحت اسم المسار الديمقراطي الاجتماعي

الا انه رغم هذه الصعوبات و العراقيل التي اعترضت مكونات هذا الحزب الجديد طيلة يومين من النقاشات الحادة فيما يتعلق بقيادات هذا الحزب فانه لا يجب التنكر للحقيقة خاصة و ان الارادة الصادقة متوفرة و يبدو ان المعارضة استوعبت الدرس و هي في طريق سليم لتحقيق نضجها السياسي الذي سيخول لها مستقبلا مزاحمة الاغلبية الحالية بجدية.

الامانة الوطنية للمسار الديمقراطي الاجتماعي

الرئيس : احمد بن براهيم
نائب الرئيس : عبد الجليل البدوي
الناطق الرسمي : سمير بالطيب
المنسق العام : رياض بن فضل

الامناء الوطنيون المكلفون بالتنظيم و التعبئة :

جنيدي عبد الجواد –
لمين النصيري –
لطيفة بوسلامة –

الامناء الوطنيون المكلفون بمتابعة المسار التوحيدي :

بوجمعة الرميلي –
فوزي الشرفي –